أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية















المزيد.....

بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المفهومان أعلاه ، وكما يبدوان لنا ، يتشابهان مبنىً ، ولكن، هل هما مختلفان من حيث المعنى؟
هذا ماسأحاول توضيحه في هذه المقالة التي دفعني إلى كتابتها مشادة كلامية حصلت بيني وبين أحد أصدقائي حول مضمون فقرة وردت في مقالة منشورة لي أشرت فيها الى أن العروبة والإسلام إنما يمثلان وجه الميدالية وظهرها ، وهي ( أي الميدالية ) تفقد قيمتها المادية والمعنوية عند محاولة تجاوز أحد هذين الوجهين أو كليهما . الصديق ماركسي شيوعي ، وأنا محسوب على الجناح اليساري القريب من الماركسية في حزب البعث . أمّا السبب المباشر لهذه المشادّة الأخوية ، فهو طلب هذا الصديق مني ، أن أبتعد عن مثل هذه الأفكار (الإسلامية ) التي تسيء إلى تاريخي العلماني التقدمي ( على حد تعبيره )، فالإسلام أصبح من الماضي ، وبالتالي فإنه لم يعد له علاقة بالحاضر . ( على حد تعبيره أيضاً ) .
أنا هنا لاأريد أن أدافع عن الإسلام الذي أعتز بانتمائي إليه ، ولا عن التيار العلماني الذي أعتبر نفسي جزءاً منه ، وإنما أريد فقط أن أتوقف قليلا عند الفارق المفهومي بين الخلاف والاختلاف ، لأتبين هل تدخل تلك المشادة الهاتفية بيني وبين صديقي الذي أقدره وأحترمه في إطار مفهوم الخلاف أم مفهوم الاختلاف ؟.
لم أجد من الناحية المعجمية كبيرفارق بين هذين المفهومين ، ولكني وقعت على هذا الفارق في إطار الإستخدام الدارج لهذين المفهومين . فالرأي المختلف لايصل بالمختلفين عادة حد الضديّة ، ومن هنا يقال " الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية " ، ولعل مثل هذه الحالة من الاختلاف تدخل في إطار قول الإمام الشافعي لمختلف معه في الرأي " إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ، وإن رأيك خطأ يحتمل الصواب " أما قولك لصاحب رأي مخالف لرأيك " أنا أخالفك الرأي " ( أي ليس فقط أختلف معك في هذا الرأي ) ، فإنما يعني تطبيقياً ، أن الاختلاف هنا قد وصل مرحلة الضدّية . وفي التوقف عند هذا الفارق بين المفهومين ، وبالرغم من درجة الضدية التي أشرنا إليها ، يمكن الاستنتاج أن الفارق بينهما هو كمّي بصورة أساسية ، وذلك من حيث القرب والبعد من / عن هذه الضديّة ليس أكثر .

وبالعودة إلى موضوع الخلاف / الاختلاف بيني وبين صديقي، حول موضوع العروبة والإسلام أرغب من جهتي أن أؤكد بصورة أساسية ، فيما يتعلق بهذا الموضوع ، على مايلي :
1. ليس بالضرورة أن يكون العلماني ماركسياً ، أو أن يكون معاديا للدين ، إن العلمانية أشكال
وألوان سواء على مستوى الزمان أو على مستوى المكان ، وإن العلمانية التي ارتضيناها لا
تزيد عن مقولة " الدين لله والوطن للجميع " ، علماً أنه يدخل تحت مفهوم الجميع هنا كل أبناء
وبنات الوطن من كافة الملل والنحل ، الأمر الذي يعني أن مثل هذه العلمانية لاتنصب نفسها
بديلاً للدين ( أي دين ) ، ولا تقف منه موقف العداء .
2. يعتبر الاسلام السياسي الوسطي المعتدل هو العدو الحقيقي للنظام السوري ( نظام عائلة الأسد )
وبالتالي ، فإن كل من يعادي هذا الإسلام الوسطي المعتدل إنما يقف عملياً إلى جانب نظام عائلة
الأسد الديكتاتوري - العسكري - الطائفي ، سواء دري أم لم يدر . إن مقولة " عدو عدوي
صديقي " تنطبق هنا على كثير من أعداء هذا الإسلام الوسطي المعتدل ، ولا سيما أولئك الذين
يصرون على مساواة الإسلام بداعش ، سواء أكانت داعش التطرف الإسلامي المرفوض ، أو
داعش صنيعة بشار وأعوانه الأقربين والأبعدين .
3. لقد ولد الانسان من أبوين محددين زمانا ومكانا ، وهما من منحه الإسم واللقب والهوية القومية
والدينية ، ولقد كبر وترعرع في إطار هذه الهوية ، ومن العبث واللامعنى أن يقيّم المرؤ أخاه
في الوطن والمواطنة استناداً إلى هذا البعد الاجتماعي - التاريخي ، الذي يتساوى فيه هذان
الأخوان . ولا حاجة إلى تذكير البعض بأن دستور المدينة ، الذي وضعه محمد ابن عبد الله
( نبي المسلمين) قد كان دستورا مدنيا بامتياز ، من حيث أنه أخذ بعين الاعتبار كل سكان المدينة
بمن فيهم اليهود ، أي أنه لم يكن دستورا لجماعة المسلمين فقط .
4. إن قول البعض بأن زمن الإسلام قد ولّى ، وأصبح جزءا من التاريخ الماضي ، وأنه والعروبة
لا يمثلان وجه الميدالية وظهرها ( كما ورد في مقالنا موضع نقد الصديق ) ، إنما يشير إلى
وجود ميدالية أخرى في رؤوس هذا البعض ، أحد وجهيها الحداثة ، والوجه الآخرأنظمة
سايكس- بيكو " ، وإذا كانت الحداثة لاتتعارض لامع الإسلام ولامع العروبة ، فإن أنظمة
سايكسبيكو إنما تتعارض جذريا معهما ، وهما يتعارضان ـ أيضاً جذرياً ـ معها .
5. لايمكن بل ولا يجب ربط الحداثة ( فقط ) بالتطور التقني ( السيارة ، التلفون ، الإنترنت ، ..
الخ ) ، وإنما أيضاً بقيم العدالة والمساواة ، وأن يحب الإنسان لأخيه الإنسان مايحب لنفسه ،
وأن يتم توظيف التطور التقني لما فيه خدمة الإنسان ، وليس لما فيه تدميره وقتله ، كما
حصل بالأمس في ناغازاكي وهوروشيما ، وكما حصل لاحقاً ( ويحصل اليوم ) في العراق ،
وكما يحصل اليوم في سوريا سواء على يد بشار أوعلى يد داعش أوعلى يد التحالف !!.
6. ان مقولتي " داعش " و " الإرهاب " إن هما إلاّ الوسيلة المثلى التي اخترعتهما و تستخدمها
ذئاب القرن الواحد والعشرين للسطو على أغنام العالم الثالث ، ومن بينها أغنام العرب
والمسلمين ، وبالتحالف مع الحكام العرب ، المحسوبين على الأمة عرباً ومسلمين . ورحم
الله عمرأبوريشة القائل : لايلام الذئب في سطوته إن يك الراعي عدو الغنم
إن عيوننا كعرب وكمسلمين لابد أن تظل مفتوحة ، كي لاتأكلنا تلك الذئاب ، وكي لاتتمكن من
ثورتنا الديموقراطية الشعبية ، وتتمكن بالتالي من ثورات الربيع العربي كلها .

7. أيها الصديق العزيز ، المعني في هذه المقالة ، إن دفاعي عن العروبة والإسلام ، لايشوه تاريخي العلماني والتقدمي والماركسي ( على حد تعبيرك ) ، إنما العكس هو الصحيح ، أي أن
الإلتزام التاريخي الصحيح والأخلاقي ، هو من يفرض عليّ وعليك أن ندافع عن هويتنا الوطنية والقومية والدينية التي تمتد جذورها أكثر من أصابع يدي ويديك معاً من القرون . وأيضاً أن ندافع عن شهداء ثورتنا السورية العظيمة ، الذين استشهدوا وهم يرددون " الشعب يريد إسقاط النظام " .
والسلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالحق .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد القومي لثورة آذار 2011 السورية
- من محمد الزعبي إلى الأخوين عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو
- العوامل الموضوعية والذاتية في أزمة عين العرب السورية
- شهادة شهيد عن حرب 1967
- اليوم الثالث من أكتوبر ، نعم ولكن
- وجهة نظر تجمع بين اليأس والتفاؤل
- العرب وإسرائيل بين الاستراتيجية والتكتيك
- الثورة السورية بين الأمس واليوم ، رؤية سوسيو تاريخية
- من الذي يقتل أطفالنا في سورية وغزة ؟
- ثورات الربيع العربي وحلف الخائفين من الديموقراطية
- إذا لم تستح فافعل وقل ما شئت
- عناق الربيعين
- من محمد الزعبي إلى حسن نصر الله
- انتخابات الأسد والضحك على الذقون
- التغميس بالصحن وإشكالاته
- إشكالية العلاقة بين حزب البعث وحافظ الأسد ،
- الساكت عن الحق شيطان أخرس
- الثورة السورية والخيار الثالث
- ماذا جرى ويجري في حمص؟
- الثورة السورية وإشكالية الأقلية والأكثرية


المزيد.....




- واشنطن تعرب عن استنكارها -أعمال العنف والخطاب التحريضي- ضد ا ...
- مجموعة من الدروز تهاجم جنديا إسرائيليا حاول فتح طريق أغلقوه ...
- واشنطن تبحث عن -حل وسط- بين مقترحات روسيا وأوكرانيا لتسوية ا ...
- القوات الجوية البوليفية وفرق الإنقاذ تبحث عن طائرة مفقودة في ...
- إدارة ترامب تطالب المحكمة العليا بالسماح بإنهاء الحماية القا ...
- مصر.. سقوط عصابة من الأوكرانيات اللواتي حولن فيلّتهن إلى مصن ...
- مشاهد جديدة من شقة بوتين في الكرملين (فيديو)
- قاض برازيلي يضع الرئيس الأسبق فرناندو كولور تحت الإقامة الجب ...
- الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة ا ...
- اليمن.. طاقة نظيفة زمن الحرب تغير حياة اليمنيين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية