اليوم الثالث من أكتوبر ، نعم ولكن

محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثالث من أكتوبر نعم ولكن ،
٣-;- أكتوبر ٢-;-٠-;-١-;-٤-;- د. محمد أحمد الزعبي

رغم أن الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحا ، فإن الهدوء مايزال في غرفة نومي التي تطل على احد الشوارع الفرعية في مدينة لايبزغ الألمانية ، هو سيد الموقف . تعجبت بداية ، ولكن " إذا عرف السبب بطل العجب " . فاليوم هو الثالث من أكتوبر ، حيث يحتفل الشعب الألماني بوحدة شطري ألمانيا وتدمير جدار برلين الذي ظل يفصل الشطرين قرابة نصف قرن من الزمن قبل أن تدوسه جماهير الشعب الألماني بأقدامها ، وتبصق عليه بأفواهها،
ذكرني هذا الموضوع بأمرين ، فتناولت القلم والورقة ، وقررت أشرك الآخرين معي فيهما ، ألا وهما :
1
ذكرني الهدوء الذي يعيشه الشارع الفرعي المطلة عليه غرفة نومي ، في هذا اليوم ، بطبيعة الشعب الألماني الذي يعطي كل شيء حقه ، فيوم العطلة هو غير يوم العمل ، إنه يوم للهدوء والنوم العميق والتمتع والراحة ، وأيضاً هو يوم للعيش الأسري المشترك ، سواء خارج البيت أو داخله ، وذالك خلافا لأيام العمل حيث تبدأحركة السيارات والمارة منذ الخامسة صباحا حتى التاسعة مساءً دونما انقطاع .
ومن الطبيعي أن يذكرني هذا الأمر بوضعنا العربي ، حيث تتشابه في بلداننا الأيام والساعات والدقائق ، لافرق فيها بين ايام العمل وأيام العطل الرسمية ، فغرفة المكتب هي امتداد بصورة أو بأخرى لغرفة النوم أو غرفة المقيل أو المضافة . إنه اختلاط عجيب لايقف المرؤ فيه على كبير فرق بين أيام العمل وأيام العطل في بلداننا العربية .
2
ومن الطبيعي ان يذكرني هذا اليوم ، كيف أن القوى الكبرى التي مزقت ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هي التي وحدتها عام ١-;-٩-;-٨-;-٩-;- ، وكيف أن نفس هذه الدول التي مزقت الوطن العربي في الحرب العالمية الأولى ( سايكس - بيكو ، وعد بلفور ) هي التي تحول اليوم دون وحدته .
3
لقد ذكرتني مفردة " اختلاط" هنا ، بوطني الصغير " سورية " ، حيث يشاهد المرؤ هنا ليس اختلاط أيام الجمعة بأيام السبت والأحد وبقية أيام الأسبوع وحسب ، وإنما أيضاً اختلاط دم الإبن بدم الأم بدم الأب بدم الأخت ، وذلك عندما يفاجئهم أحد براميل بشار الأسد المدموغة بختم الأمم المتحدة ، بل وبختم العالم " المتحضر!!" كله .
4
غداً هو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك ، العيد الذي " ضحّت" فيه أمريكا وعملاؤها الأقزام في الوطن العربي وفي العراق الشقيق بالرئيس صدام حسين عام ٢-;-٠-;-٠-;-٦-;- ، والذي بلغت " ضحاياه " في سورية أكثر من ربع مليون شهيد ، ناهيك عن الملايين العشرة الباقين ، والذين لايعرف مصيرهم الّا الله . فإلى جميع هؤلاء الإخوة والأحبة في سورية الحبيبة ، وطن الآباء والأجداد ، نقول للشهداء منهم ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، ونقول للأحياء ( كل عام وأنتم بخير ) ، ونأمل أن تكون أزمتنا قد حلت (بضم الحاء ) قبل العيد القادم إن شاء الله .

#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل