أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الثورة السورية بين اليأس والأمل















المزيد.....

الثورة السورية بين اليأس والأمل


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في جلسة " درد شة " مع بعض الأصدقاء ، حول مصير ومستقبل ثورة آذار 2011 السورية .
كانت آأراء المشتركين في هذه الدردشة ، وأنا واحد منهم ، تتقاطع وتتداخل بل وتتماهى تارة ، وتتباين وتتباعد تارة أخرى . وبعد أن اختليت بنفسي ، فكرت مليّاً في هذا الموضوع ، وذلك في محاولة البحث عن إجابة مقنعة ماأمكن عن هذا السؤال المطروح حول مستقبل الثورة السورية ، ولاسيما أن مشاريع ومقترحات حلول كثيرة بدأت تطل برأسها من هنا وهناك ، بعضها يمكن وضعه موضع الحوارالجاد، وبعضها الآخر لم يكن جديراً بذلك .
لاشك في أن إشكالية معقدة ، كتلك التي تعيشها ، وتعاني منها الثورة السورية اليوم ، لايمكن لشخص واحد ، ولا لبحث واحد ( حتى ولو كان بحثاً علمياً ) ، أن يزعم لنفسه القدرة على تقديم إجابة جامعة مانعة مكتفية ذاتيّاً ، لحل هذه الإشكالية ، ولكن يبقى القبول بميدأ " لكل مجتهد نصيب " يسمح لنا بأن نجتهد سواء أصبنا أم أخطأنا .
بكثير من التأمل ، وبرؤية شمولية ( 360 درجة ) يستطيع المجتهد أن يحدد المجموعات والعناصر التي تلعب على المسرح السوري ، وخاصة منذ عام 2011 وحتى اليوم ، سواء على خشبة المسرح أو وراء الكواليس ، وفي ضوء ذلك يمكن الحكم على مستقبل الثورة بالسلب أم بالإيجاب . وقبل أن نبدأ بتسمية هذه المجموعات والعناصر، لابد من الإشارة إلى أن الدورالخلفي والخفي ل ( الكواليس ) عادة مايكون أكثر أهمية من الدورالذي يراه المشاهد جاهزاً أمامه على خشبة المسرح ، رغم أن الممثل الذي نراه على خشبة المسرح قد يكون نفسه من كنا لانراه حين كان يتم إعداده في الكواليس . يتمثل اللاعبون على المسرح السوري بشقيهم ( الظاهر والباطن) ـ وفق رؤيتنا الخاصة ـ بصورة أساسية بالمجموعات والعناصر التالية :
1) المثلث الاستعماري، الذي يشمل الاستعمارالغربي ( القديم ) السابق واللاحق للحرب العالمية
الأولى ، الاستعمار الاستيطاني ـ الصهيوني لفلسطين ، والاستعمار( الجديد) المرتبط بصورة
أساسية باكتشاف النفط ، واستخراجه ، وبيعه ، ونقله ، واستهلاكه .
2) أنظمة سايكس بيكو ( ملكيات ، إمارات ، مشيخات ، سلطنات ،جمهوريات ، ..الخ )، جامعة
الدول العربية ، والتي تغذت جميعها على نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية ،
3) الصراع الداخلي المفتعل : القومي ( عرب ، كرد ، بربر )، الديني ( إسلام ، مسيحية ) ،
الطائفي ( سنة ، شيعة ) و الذي تغذّى بدوره على نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية ،
4) المثلث المناصرالثورة: التيارالقومي العلماني، التيار اليساري القومي،التيارالإسلامي الحداثي،
5) المعادون للثورة : النطام الطائفي ، روسيا ، إيران ، بعض الأنظمة العربية ،
6) الداعمون لنظام الأسد : دول الفيتو الخمس ، جامعة الدول العربية ، إسرائيل ، قسم من
الأقليات القومية والدينية والطائفية ،
7) مثلث الضحك على الذقون : أمريكا ، أوروبا ، الأمم المتحدة .
8) مثلث الاستعصاء : الأكثرية العزلاء ، الأقلية المدججة بالسلاح ، ملايين الشهداء والمشردين
الذين سوف يستخدمون حق " الفيتو " ضد أي حل لايحقق الأهداف التي استشهدوا وشردوا
من أجلها ، ولاسيما " إسقاط النظام الطائفي " بكل مرتكزاته ورموزه .
وفي تفكيكنا للعناصر الأساسية المشتركة والمتداخلة في هذه المجموعات يتبين بصورة أساسية مايلي :
أولاً : أن الأسباب الأساسية لثورات الربيع العربي عامة ، وثورة آذار السورية خاصة هي مثلث الاستغلال والاستبداد والفساد ، ذلك المثلث الذي يقف وراء كافة الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية السلبية ، ولا سيما ظواهر المرض والجهل والفقر ، والتي تحولت إلى سمة عامة تسم معظم ــ إن لم نقل كل ــ مجتمعات الوطن العربي ، والذي ( المثلث ) يلتقي على صعيده كل رأسماليي العالم ، بمن فيهم أعمدة الاستغلال والاستبداد والفساد العرب .
ثانياً : تعتمد اللعبة الدولية في محاولة إجهاض ثورات الربيع العربي ، على العلاقة السياسية والاقتصادية بين القوي والضعيف ، بين مركز النظام الرأسمالي وأطرافه ( على حد تعبير سمير امين ) بين الدول الرأسمالية المتطورة علمياً وتكنولوجياً وبالتالي عسكرياً واقتصادياً ، وبين أنظمة سايكس ـ بيكو العربية ، التي تدين بوجودها وببقائها وبكراسيها وبمصروف جيبها لتلك الدول القوية ، المهيمنة على مجلس الأمن الدولي ، وعلى كافة المنظمات والمؤسسات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، وعلى كافة وسائل الإعلام والإعلان ، والمهيمنة بالتالي ، ومن خلال كل هذا ، على مصير الشعوب المستضعفة ، والتي منها شعبنا العربي ، أو لمن يرغب شعوبنا العربية . إن هذه الهيمنة العالمية للدول الكبرى ، ولاسيما دول الفيتو الخمس ، هي من يقف وراء استمرار الأنظمة القبلية والطائفية واللاديموقراطية في الوطن العربي ، وهي من يرعى سياسة
" فخّار يكسّر بعضه " في دول الربيع العربي منذ عام 2011 وحتى هذه الساعة .
ثالثاً : اللعب بورقة " النسيج الوطني " ، والذي هو ( النسيج الوطني ) رغم تعدد ألوانه ، يظل نسيجاً وطنيّاً و متماسكاً ، لحمته العروبة وسداه الإسلام ، أو بتوصيف آخر لحمته المواطنة وسداه العدالة والمساواة . لقد تمثل هذا اللعب ، بل العبث بورقة اللحمة الوطنية وبالنسيج الوطني ، بإثارة الفتن الطائفية والقبلية والإثنية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد ، وخلق بالتالي إشكالية الأكثرية والأقلية ، وتوظيفها في مبادراتهم المشبوهة للخروج من حالة الاستعصاء ، بل المتاهة ، التي أدخلوا هم وعملاءهم الثورة السورية والشعب السوري في دهاليزها ولأسباب لم تعد خافية على أحد .إن قتل العربي لأخيه العربي ، وقتل المسلم لأخيه المسلم ، وقتل السورى لأخيه السوري ، تحت مسميات ومواصفات هم من خلقها وأوجدها ، باتت تمثل ــ مع شديد الأسف ــ الخبز اليومي الذي يتغذى عليه ومنه كل أعداء الربيع العربي في الداخل والخارج ، حتى أن اسم " الجمهورية العربية السورية " أصبح عورة يجب حجب وحذف صفة " العربية " منه ! ( ياحيف ) .
رابعاً : الموقف السياسي ذو الوجهين لأمريكا والغرب من النظام الإيراني ، ومن المفاعل النووي الإيراني، والذي كشف عنه الغطاء ، بداية تدميرالمفاعل النووي العراقي عام 1981 وثانياً ، حرب الثمان سنوات العراقية الإيرانية ، وثالثاً، ماسمي بحرب تحرير الكويت ، ورابعاً ، غزو أمريكا للعراق عام 2003 بالتعاون والتفاهم مع إيران ، وأخيراً وليس آخراً ، سكوتهم عن التدخل العسكري المكشوف والمعلن لكل من إيران وحزب الله في العراق وسورية ولبنان .
هذا ويؤكد ماذهبنا إليه حول الدعم الأوروأمريكي لإيران على حساب العرب ، ماقاله السيد ستروان ستيفنسن من منظمة حقوق الإنسان في كلمة له في البرلمان الأوروبي بتاريخ 18.12.2014 من أن كلاًّ من أمريكا وبريطانيا وأوروبا قد دعمت إيران في رفضها تكليف إياد علاوي برئاسة وزراء العراق، بعد انتخابات عام 2010 م رغم أن كتلته فازت بصوتين زيادة على كتلة نوري المالكي ، وذلك بحجة أنه ( إياد علاّوي ) معاد للنظام الإيراني ، وأن إيران تريد نوري المالكي ( الذي دمغه ستيفنسن بالفساد ) رئيساً للوزراء في العراق .
خامساً : نتفق مع الكثيرين ، في أن الثورة السورية تشهد مأزقاً كبيراً ، وصل عام 2014 م حد " الاستعصاء " ، أي حد صعوبة انتصار أحد الطرفين ( الثورة والنظام ) على الآخر انتصاراً كاملاً وناجزاً . مانرغب أن نشير إليه هنا ، هو أن هذا الاستعصاء لايمثل مأزقاً للثورة فحسب ، وإنما للنظام أيضاً ، بل للنظام أساساً . ذلك أن بشار الأسد ، وبعد أن انكشفت لعبته الطائفية ، وتحالفه مع أعداء الوطن والأمة ، ضد الشعب السوري الذي من المفروض انه هو من انتخبه وقبل به رئيساً ، لم يعد بإمكانه اليوم أن يكون رئيساً حتى لمحافظة واحدة من المحافظات السورية ال 14 . نعم بإمكانه أن يبقى حبيساً في قصره الجمهوري ، وتحت حماية السوخوي والF16 ، ولكنه لن يستطيع دخول لا سوق الحميدية بدمشق ، ولا حارة المنشية بدرعا ، ولا حديقة السبيل بحلب ، بعد ما تلطخت يداه وأيادي شبيحته وجيشه " العقائدي !! " بدماء أطفال ونساء وشيوخ وشباب سورية ، من كافة الملل والنحل ، وفي كافة المحافظات .
سادساً : تروّج جوقة الإعلام ، المعادي للثورة السورية ، هذه الأيام ، لمبادرة السيد ميستورا الحلبية ، وبأن طاولة مستديرة تنتظر كبار ممثلي الثورة والنظام ، إما في موسكوأو في جنيف ، وأن فلاناً وفلاناً وفلاناً سوف يتقاسمون صلاحيات بشارالأسد بحيث يبقى قابعاً في قصره الجمهوري عارياً من الصلاحيات .
بخٍ بخٍ أيها المخططون الإستراتيجيون في واشنطن وموسكو وطهران والقاهرة والرياض، واسمحوا للعبد الفقيرأن يقول لكم بكل بساطة وأخوية :
1. إن مبادراتكم الملغومة الموسكوإيرانية ،لاترضي لاالبائع ولا الشاري، حتى في حالة تبنيها
سواء من السيد ميستورا أو من مجلس الأمن ،أومن قمة القاهرة العربية القادمة .
2. لم يعد للثورة السورية ماتخسره ، بعد أن خسرت خيرة أبنائها ، وخسرت مدنها وقراها ،
سوى قيودها،وسوى يتمها ( بضم الياء ) ، ولكنها ستكسب مقابل ذلك كل ماقامت من
أجله : الحرية والكرامة والديموقراطية ، وأيضاً حقوق الإنسان .
3. إذا كنتم تراهنون على الحاضر ياسادة ، فثورات الربيع العربي تراهن على الحاضر
والمستقبل . لقد " خرج العفريت من القمقم " ( والتعبير لراشد الغنوشي ) ، وانكسر
حاجز الخوف ، وأُغلق باب المبادرات الرمادية الملتوية التي تظهر غير ماتبطن ، دونما
رجعة ، وليعلم السادة المنظرون ، ومنهم ومعهم منظّرو " اليوم التالي " أنه إذا ما
كان للباطل جولة ، فإن للحق صولات وجولات ، ولابد للقيد أخيراً أن ينكسر ، ولثورات
الربيع العربي أن تنتصر ، إن لم يكن اليوم فغداً ، وإن غداً لناظره قريب . وليرحم الله أبا
عمار الذي كان يردد دائماً قبل استشهاده عبارتي " شاء من شاء وأبى من أبى . وياجبل
مايهزّك ريح " .




#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية
- البعد القومي لثورة آذار 2011 السورية
- من محمد الزعبي إلى الأخوين عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو
- العوامل الموضوعية والذاتية في أزمة عين العرب السورية
- شهادة شهيد عن حرب 1967
- اليوم الثالث من أكتوبر ، نعم ولكن
- وجهة نظر تجمع بين اليأس والتفاؤل
- العرب وإسرائيل بين الاستراتيجية والتكتيك
- الثورة السورية بين الأمس واليوم ، رؤية سوسيو تاريخية
- من الذي يقتل أطفالنا في سورية وغزة ؟
- ثورات الربيع العربي وحلف الخائفين من الديموقراطية
- إذا لم تستح فافعل وقل ما شئت
- عناق الربيعين
- من محمد الزعبي إلى حسن نصر الله
- انتخابات الأسد والضحك على الذقون
- التغميس بالصحن وإشكالاته
- إشكالية العلاقة بين حزب البعث وحافظ الأسد ،
- الساكت عن الحق شيطان أخرس
- الثورة السورية والخيار الثالث
- ماذا جرى ويجري في حمص؟


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الثورة السورية بين اليأس والأمل