|
حماس .... إبدأ بنفسك اولا
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 00:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الموروث الشعبي العربي غني بالقيم والمباديء والحلول للمشاكل التي نعاني منها ، وهو نور ينير الدرب لمن ضل الطريق وينجي من المهالك، ويقود إلى بر الأمان ، وقيل أن الكيس من إتعظ بغيره . وما نحن بصدده هو : لا تنه عن خلق وتأتي مثله ، عار عليك إذا فعلت عظيم، و: إبدأ بنفسك أولا ، وهذه هي رسالتنا الواضحة التي لا لبس فيها إلى حركة حماس التي أوهمت الأمة الإسلامية أنها حركة مقاومة إسلامية ، وبذلك إكتسبت الشرعية الإسلامية ، لكنها مع شديد الأسف إنتهت إلى من سبقها من "الثوار" ، ولم تتعظ من مصير هؤلاء الذين تخلوا عن القضية وحتى عن مسقط رأسهم ، وأوهوا أنفسهم أن الحياة مفاوضات . ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو دعوة حماس سلطة رام الله إلى السماح للمقاومة أن تنطلق من الضفة ، وهذا ما يجعلنا نقول لحماس أنه من باب أولى ان تسمح هي للمقاومة هناك ان تنطلق من غزة ، لا أن تحرس الحدود وتطلق النيران على ركب من أراد المقاومة لأنها تريد أن تحتكر "المقاومة "لأنها رأت فيها "مقاولة " ولا أظن أننا مضطرين لقبول خدعة العدوانات الإسرائيلية على الأهل في غزة بحجة القضاء على حماس ، وكما قلنا سابقا فإن المقاومة ليست فزعة من أجل التصدي في وجه العدو ، بل هي عمل مستمر على أرض الواقع. إرتبكت حماس خطايا كثيرة أودت ليس بها ، بل بالقضية الفلسطينية نفسها ، لأن خطأ حماس أكبر من خطيئة الآخرين ، لأن أي تحرك تقوم به حماس ، إنما هو شرعية دينية يضاف إلى ما يطلقون عليها :مبادرة السلام العربية ، ولذلك فإن الخوف على القضية الفلسطينية بات من حماس لدورها ومكانتها الدينية ، فالآخرون حسموا أمرهم ، والشعب قال كلمته فيهم ، ولولا الغطاء الإسرائيلي لهم لكان مصيرهم فعليا قد تحدد منذ زمن. أتقنت حماس لعبة المصالح والنطنطة على الحبال الرسمية ، وتأصلت في الأردن بعد تسجيلها في وزارة الداخلية الإسرائيلية كجمعية خيرية ، في العام 1987 ووزعت بيانها رقم 23 في الأردن ، لكننا لم نسمع أو نقرأ البيانات من 1-22 ، وحظيت بمكانة كبيرة في الأردن إلى درجة أن مكاتبها كانت في عمان تحظى برعاية رسمية خاصة ، وكان مسؤولوها ومنهم من يحمل الجنسية الأمريكية ينعمون بدلال زائد ، إلى درجة أنهم كانوا يفرضون على الصحف أن تسمي مندوبين خاصين لها ، وترفض التعامل مع مندوبي الشؤون الفلسطينية في تلك الصحف وهذا ما حصل معي شخصيا ، ناهيك عن أن الراحل الحسين كان يحتضنهم ويخاطب م.خالد مشعل بالتحديد ب:ولدنا خالد. رغم هذه المكانة الخاصة لحماس في الأردن ، إكتشفت الجهات المعنية الأردنية ، أن هذه الحركة أنجزت تشبيكا سريا مع طهران دون أن تخبرها بذلك ،وهي التي أنشئت لتكون مصيدة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، بعد أن قرر المجتمع الدولي ضرورة إجراء مفاوضات بينه وبين إسرائيل ، وكانت الخطة أن تكون حماس هي بديل المنظمة في حال رفض عرفات التفاوض مع إسرائيل ، وأن تتهمه بالخيانة في حال وافق ، وهذا ما حز في النفس ، ولذلك كان القرار الأردني حاسما ألا تبقى حماس في الأردن . تدخلت جهات عديدة لدى السلطات الأردنية ومنهم دولة قطر ، وآلت الأمور إلى ترحيل حماس إلى الدوحة ، ومن هناك إنطلقت إلى سوريا ومارست سلطنة ما بعدها سلطنة ، خاصة وأن علاقات منظمة التحرير كانت سيئة مع النظام السوري الذي كان يطمح بمصادرة القرار الفلسطيني واللعب بالورقة الفلسطينة ، وهذا ما جعل الزعيم الفلسطيني الراحل يختار أثينا بعد صموده في بيروت أواخر العام 1982 وتآمر الجميع عليه ، وكان النظام السوري ينتظره كي يلجأ إلى دمشق ، وبالتالي كانت الخطة السورية أن يدخل عليه ضابط سوري صغير قبل أن ينزع بوطه العسكري من قدميه في أحد الفنادق ، ويؤدي له التحية ويخبره بأنه قيد الإقامة الجبرية ، وعليه التوقيع على ورقة تخول الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد حل القضية الفلسطينية بالطريقة التي يراها مناسبة . قلنا أن حركة حماس لم تتعظ بخطايا من سبقها ، كما انها لم تتعظ من نفسها أيضا ، وكانهم لا يعلمون أن السفاح شارون قرر إغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد يسين الذي كان مقعدا لأنه أعلن أن حماس ، تسعى من أجل التوصل إلى هدنة طويلة مع إسرائيل ، الأمر الذي أدخل الرعب في قلب شارون ، لأن هذا التصريح ينسف كل الرواية الصهيوينة التي تقول ان العرب جميعا يريدون إطعام اليهود للسمك في البحر المتوسط ، وبالتالي أصدر شارون امره بإغتيال الشيخ المقعد يسن ، ومع ذلك كرر الخلف خطيئة السلف وهام يكررون نفس الخطيئة بالدعوة إلى هدنة مع إسرائيل مقابل سماح إسرائيل لحماس بتأسيس إمارة إسلامية في غزة ، وإعطائها ممرا . ليس سهلا على من هو مثلي الغوص في هذه التفاصيل لأنها تؤذيني نفسيا قبل أن تؤذي أصحابها ، لكن الحقيقة يجب أن تقال ويقرع الجرس ، فحماس أيضا لم تتعظ حتى من النظام الرسمي العربي ، وكما هو معروف فإن النظام السوري وبرعاية من رئيس وزراء تركيا أردوغان في العام 1988 ، شارك في مفاوضات مع إسرائيل في أنقرة لثلاثة أشهر قيل أنها غير مباشرة ، وأن أردوغان أنجز إطار إتفاق يضمن بعودة الجانب السوري إلى شاطي بحيرة طبرية ، ووافق الوفد الإسرائيلي على ذلك . عندها إستدعى أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولميرت وأطلعه على الإنجاز ، لكن أولميرت لم يعجبه ذلك وقال لمضيفه أنه يرغب بالعودة من أجل التشاور ، لكنه هرب إلى الأمام وشن عدوانا همجيا على قطاع غزة بحجة القضاء على حماس ، وها هي حماس تتفاوض مع إسرائيل في انقرة من أجل التوصل إلى إلى هدنة ، دون ان تعلم أن إسرائيل لم توافق على السلام مع سوريا ، لكنها مؤقتا ستوافق على هدنة حماس ، لعدة أسباب أن هذه الهدنة ستعمق الإنقسام الفلسطيني وتسهم في شطب القضية الفلسطينية ، وفي نهاية المطاف فإن إسرائيل ستوعز إلى صنيعتها الثانية داعش للقضاء على حماس في غزة في حال رفضت بيعته ، وتكون غزة قد آلت إلى إسرائيل مجددا وبعمامة الحاخام شمعون إيلوت المتنكر بشخصية أبو بكر البغداي كبير خوارج داعش. رغم تقلباتها التحالفية ، فإن حماس لم تتقن لعبة التحالف فقد إنسحبت من سوريا بضجة وإتخذت موقفا معاديا من إيران ، وإلتفت على تركيا وهناك من يقول أن عناصر من حماس تقاتل في اليمن إلى جانب قوات التحالف وفق التحالف الجديد ، علما ان الراحل عرفات رفض عرضا مغريا مقابل مشاركة قوات منظمة التحرير في تحالف حفر الباطن ضد بغداد ، ويقيني أنه لو طلب من حماس إبان تحالفها مع طهران ان تقاتل في الأحواز على سبيل المثال لفعلت دون تردد . الغريب في الأمر أن حماس حاليا تعرض المصالحة على طهران بعد قيام مسؤول كبير في سلطة رام الله بزيارة طهران وإعلانه أنه طلب من طهران إستقبال رئيس السلطة محمود عباس ، حيث أعلنت حماس من جانب واحد أنها سترسل وفدا كبيرا برئاسة د.محمود الزهار في جولة عربية إسلامية ومن ضمنها طهران ، لكن التسريبات تفيد أن طهران تشترط على حماس الإعتذار عن موقها من النظام السوري للعودة إلى سوريا. إنطلاقا من كا ما تقدم وللإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، أطالب العالم الإسلامي أن يخلع البيعة عن حماس مثلما جرى خلع البيعة عن سلطة رام الله.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة
...
-
حذار من الإنتفاضة الثالثة
-
الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر
-
جلالة الملكة رانيا العبدالله تتسلم جائزة من المستشارة الألما
...
-
إختتام فعاليات المؤتمر القانوني الدولي حول حماية الأسرى والم
...
-
معركة الأقصى ..لينسحب الفلسطينيون
-
الأردن الجديد ..أحلى
-
تحت رعاية وبحضور د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية اعلان
...
-
باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية المخطوط
...
-
شيخ الصحافيين الأردنيين يتحدث عن الزمن العربي الجميل
-
وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة
-
-السلطة الرابعة- تزور القرية الفنية في منطقة الكفرين بالأغوا
...
-
لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تطالب بإلغاء إتفاق
...
-
اللامركزية ..المقدمة القريبة للكونفدرالية
-
الملتقى التركي العربي للإستثمار العقاري يدعو المستثمرين العر
...
-
شيخ الصحافيين الأردنيين الأستاذ محمد أبو غوش يودع مهنة المتا
...
-
الإتفاق النووي الإيراني يغير قواعد اللعبة في المنطقة
-
العداء اليهودي للمحروسة بإذن الله مصر
-
شبابنا
-
الهزيمة من الداخل
المزيد.....
-
إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
-
إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
-
الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج
...
-
إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
-
غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
-
ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ
...
-
قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي
...
-
إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا
...
-
بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
-
من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|