أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد العزوني - وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة














المزيد.....

وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 21:23
المحور: الادب والفن
    



وداد قعوار ، سيدة فاضلة ، هادئة تمتلك ذكاء متقدا ، وإنتماؤها لأمتها لاحدود له ، وهكذا جاء عطاؤها كالبحر الذي يعطي النفائس ولا يأخذ مقابلها شيء ، وربما ناله بعض الضيق من تصرفات مرتاديه .
صحيح أن السيدة الفاضلة وداد قعوار تنتمي لعائلة عريقة وثرية ، وكان يتوجب عليها التصرف بحجم عائلتها وثروتها ، كي تضمن نجاحها ، ولكن كبار النفوس لا يرضيهم سوى بلوغ ما هو أعلى من النجوم ، ولهذا قامت بعمل إرتقى لمستوى الأمة ، وسما في الأعالي طلبا لبلوغ الكمال الذي هو لله وحده ، الأمر الذي تطلب منها بذل المزيد من الجهد رغم تقدم السن ، وصرف الثروة رغم المتطلبات .
ساعدها في ذلك وجود زوج "رجل " بجانبها ، شد على يدها عمليا ، وشجعها على بلوغ هدفها وتحقيق حلمها ، وأول خطوة رجولية أهداها لها هي شراء بيت جديد مجاور لبيتهم ، وتقديمه هدية متواضعة لها ، كي تنقل مقتنيات هوايتها التراثية إليه ، وتحوله إلى مركز ليس للتراث الفلسطيني او الأردني فحسب ، حسب الإنتماء الضيق ، بل حولته إلى مركز قومي عملي للتراث العربي ، تطبيقا صريحا لإنتمائها القومي ، رغم أفول القومية هذه الأيام ، وبروز النتن والعفن الإثني والعرقي والمذهبي والطائفي.
عند زيارة هذا المركز القومي ، تجد نفسك وبحسب درجة صدقك القومي ، مأزوما نفسيا وروحيا ، لسببين : الأول أن سيدة فاضلة بمجهودها ومنفردة قامت بمثل هذا الجهد الجبار ، وليس جهة كبيرة ، كمنظمة خيرية أو دولة بحد ذاتها ، والثاني أنك تفكر بمصير هذا الصرح ، بعد تغييب صاحبته القسري بعد عمر طويل تغمره السعادة والهناء وصفاء الروح ، وإلى من سيؤول ؟وهل سيكون ضمن الميراث الذي يتقاسمه الورثة ، فنعرض تراثنا مرة أخرى للضياع بعرضه على المشترين ، وربما من ضمنهم أعداؤنا لشرائه بأبخس الأثمان ؟
الأسئلة عديدة ومحرجة ، ومع ذلك يجب تفجيرها مطعمة بالرصاص الحارق الخارق ، كي تؤتي أكلها وربما نجد من يستمع إلينا ويأخذ برأينا ، ومن هذه الأسئلة : من أولى بتقديم الدعم لمثل هذا المركز ، المنظمات الإنسانية الأوروبية المعنية ، أم مؤسسات الجامعة العربية التي لم تنجز ما يسر البال حتى يومنا هذا؟
وكذلك أين الدعم الرسمي الأردني لمثل هذا المركز الذي يركز على التراث الأردني ؟ وبالتالي يبرز الهوية الأردنية ويعرضها على النشأ ، وعلى السواح الجانب الذين يأتون فرحين لزيارة هذا المركز ، وإكتشاف ما فيه من الكنوز الثمينة.
يفترض أن يكون هذا المركز قد تم تسجيله كتراث عربي ، ويحظى بالدعم الرسمي والشعبي ، للنهوض به وزيادة عدد العاملين فيه ، والتركيز على البحث عن تراثنا الضائع المنهوب ، الذي أصبح يعرض في كل أنحاء العالم على أنه تراث يهودي ، في ظل غياب دفاع عربي عن تراثنا ، بحكم أننا ما عدنا ولم نكن يوما ، معنيين بهذا التراث الذي هو هويتنا بالأساس.
تستطيع الجهات الرسمية في الأردن الإحتفاء بهذا الجهد وتوفير الدعم المناسب له من خلال عدة خطوات إنمتائية منها : إصدار طابع بريد يحمل إسم المركز ، ولا ضير إن كان سعره قرشا واحدا ، وكذلك التعميم على المدارس والجامعات المحلية بزيارة هذا المركز وتحديد رسم دخول مناسب ، وأن يدرج هذا المركز رسميا ضمن الخارطة السياحية الأردنية في العالم ، من أجل توفير الدعم المناسب لديمومة هذا المركز وتنميته من خلال التفرغ عربيا للعثور على ما سرق وضاع من تراثنا.
للقطاع الخاص دور كبير أيضا في دعم هذا المركز من أجل تثبيت بصمته الأردنية - العربية وذلك بالتبرع له ودعمه ، ولا ضير من قيام الجهات المعنية بالإنتاج الفني ، بإعتماده مركزا لتصوير بعض المشاهد التمثيلية والمقاطع الغنائية ، لثرائه بالجمال الطبيعي الناجم عن معروضاته التراثية الأصلية.
ماتقوم به السيدة وداد قعوار هو إنتشال تراث أمة من الضياع وحفظه من الإندثار ، وليس مشروعا عائليا يحافظ على مقتنيات عائلتها ، ومن هذا المنطلق وجب على الجميع توفير الدعم المناسب لهذا المركز والتعامل معه والنظرة إليه كتراث أمة يتوجب الحفاظ عليه وجمعه وصونه .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -السلطة الرابعة- تزور القرية الفنية في منطقة الكفرين بالأغوا ...
- لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تطالب بإلغاء إتفاق ...
- اللامركزية ..المقدمة القريبة للكونفدرالية
- الملتقى التركي العربي للإستثمار العقاري يدعو المستثمرين العر ...
- شيخ الصحافيين الأردنيين الأستاذ محمد أبو غوش يودع مهنة المتا ...
- الإتفاق النووي الإيراني يغير قواعد اللعبة في المنطقة
- العداء اليهودي للمحروسة بإذن الله مصر
- شبابنا
- الهزيمة من الداخل
- كش حوثي وصالح
- عذّبني العرب
- الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون
- يهوه ..العراق أولا وفلسطين ثانيا ومصر ثالثا
- أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا
- الأردن السعيد
- إيران قوية
- -داعش ..النشأة والتوظيف - جديد الزميل الباحث أسعد العزوني
- -الغرداية- شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر
- 2016 عام بداية الحسم
- المحروسة مصر ضحية الأطماع الإسرائيلية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد العزوني - وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة