أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون














المزيد.....

الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الإتفاق النووي الذي وقعته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، مع المجموعة الغربية "5+1"، يؤرخ له ، ويعد من أهم الأحداث العالمية التي شهدتها البشرية،لأهميته وتداعياته ليس على إيران وحدها ، بل علينا نحن العرب العاربة والمستعربة التي بتنا كالأيتام على موائد اللئام ، وكل ذلك بأيدينا لأننا لم نحسن التعامل حتى مع أنفسنا، وظننا أن الآخر يكتفي بما ندفعه له من "أتاوات "على شكل رشا أو عمولات صفقات أسلحة مهولة ،لا يتم تسليمها لنا ، وإن تسلمناها ، فإنها شبه صالحة للإستعمال ضد النمل والصراصير.
قبل الغوص في التفاصيل ، لا بد من التعرض لبعض البدهيات منها : أن هذا الإتفاق ولد ليقر عالميا رغم ما نرى ونسمع من همبكات وبكبكات هنا وهناك، وحتى لا نظلم أحدا ، فإن بعض المبكبكين إنما رسموا خارطة بكبكتهم سلفا وبدأوا يحصدون ، فيما أن البعض الآخر ، لم يحسن البكبة وسيخسر كثيرا والله المستعان.
من البدهيات أيضا أن العالم لا يحترم الضعيف ، وأن الطبيعة تكره الفراغ ، كما أن القوي يجد له مكانا على أي طاولة وفي أي مجلس ويتم إحترامه ، بينما الضعيف السفيه لن يجد له مكانا على أي طاولة ، ولا في أي مكان حتى لو كان يمتلك أموال قارون كلها .
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه وبشدة هو : لماذا سكتنا عن إسرائيل النووية منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم ، التي لم ترحمنا يوما ، وثارت ثائرتنا على برنامج إيران النووي السلمي؟ أليس ما فعلناه جريمة ضد أنفسنا لأننا نعمل على دفع إيران قسرا نحو الحضن الإسرائيلي ، كما كانت إبان صديقنا الحميم الشاه المخلوع المقبور، الذي جعل إيران بنكا لإسرائيل وبئرا نفطيا لها ، وعينها على العراق من خلال إشعال جبهة كردستان العراق ضد الحكومة العراقية لعشرات السنين ، وهذا ما جعلهم أول الكاسبين من شطب العراق العربي ، وهام هم يحضرون أنفسهم للإنفصال عن إيران وتركيا.
بعد هذه المقدمة الصادمة يجب علينا تسليط الأضواء على الرابحين والخاسرين من هذا الإتفاق ، ونبدأ بالرابحين وأولهم إيران التي تبّتت بصمتها النووية ، وأصبحت لاعبا رئيسيا ليس في الخليج فقط ، بل في الإقليم ، لأنها لعبت بالطريقة التي يتوجب على كل عاقل وحكيم أن يلعبها للحفاظ على مصالحه ، ونيل الإحترام ، ففي الوقت الذي كان العرب يطاردون المقاومة الفلسطينية لمصلحة إسرائيل ، جاءت إيران لتدعم هذه المقاومة وتؤسس حزب الله الذي لقن إسرائيل درسا لن ينساه أحد في التاريخ .
أما الغرب فهو أيضا من الرابحين ،لأنه سيجني ثمار جهل العرب بمصالحهم ، وها نحن نرى بعض الغرب بدأ يشحذ الهمم لتحصيل الجزية المفروضة على العرب ، وتنظيف كل خزائنهم وحتى خزائن بنوكه العائدة لهم ،لأنهم سفهاء ، بحجة أن إيران باتت تشكل خطرا محدقا عليهم ، وانها أصبحت دولة نووية ، وعليه لا بد من إمتلاك العرب للقنابل النووية المصنعة في الغرب وبأي ثمن ، والتي أجزم أنها ستكون بدون فتيل ؟؟!!! علما أنه في حالة إسرائيل فإن هذا الغرب قد إمتنع بضغط من إسرائيل عن السماح لأي دولة عربية من إمتلاك البرنامج النووي ولنا في مصر والعراق والجزائر خير مثال.
أما الرابح الثالث والأكثر جنيا للأرباح فهو إسرائيل ، التي تتقن البكبكة والصراخ العالي وتحريك الساكن ، وتأليب مراكز الضغط اليهودي في الغرب على حكومات بلادهم ، وفي المقدمة أمريكا التي وصلت الأمور بالكونغرس "الإسرائيلي" في واشنطن ، بدعوة رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو لإلقاء خطاب فيه دون علم من سيد البيت الأبيض أوباما، وأول ربح معلن حققته إسرائيل هو إجبار السلطات الأمريكية على الإفراج عن الجاسوس الأمريكي اليهودي الضابط جوناثان بولارد المتهم بالتجسس على الدول العربية وعلى أمريكا لصالح إسرائيل.
بعد الإتفاق النووي الإيراني وجدنا أنفسنا في مرحلة جديدة ، أوجبت علينا إيجاد طريقة للتعامل مع الواقع ، هذا إن وجدنا فسحة في ظل داعش ومشروع الشرق الأوسط الكبير ووثيقة كيفونيم الإسرائيلية التي تحاكي مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وأقرت في شهر حزيران من عام 1982، والمطلوب لقاء قمة فوري بين زعماء العرب وإيران وتركيا للتباحث في تشكيل تحالف ينقذ ما يمكن إنقاذه وإلا فإننا نكون عربا ومسلمين في هذه المنطقة كمن ألقى نفسه في التهلكة .
وحتى لا ينفذ حاقد من بعض الثنايا أقول أن على إيران النووية أن تبادر لإصلاح علاقاتها المتدهورة مع البعض ، وخاصة من السنة من خلال إصدار أمر فوري بوقف التدهور المذهبي وتعميق الخلاف بين الشيعة والسنة ، وتوقف البعض عن شتم الصحابة والنيل من نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد توقيع الإتفاق ودخول إيران النادي النووي العالمي شاء من شاء وأغضب من غضب ، بدأنا نرى إنفراجات في اليمن وإندحارا للحوثيين لصالح الحكومة الشرعية ، كما بدأنا نسمع عن إمكانية التوصل إلى حل في سوريا ولست مستغربا إن تم الإعلان عن ضرورة خلع الأسد من سوريا ، كما أن الوضع في العراق قابل للحلحلة ولكن القدر الصهيو – أمريكي القاضي بتقسيم العرب سينفذ.
الغريب في الأمر وهذا مدعاة لقيام الباحثين بالغوص في هذا الموضوع هو أن المعارضين للإتفاق الإيراني النووي هم من الحلف الأمريكي وهم إسرائيل والسعودية ومصر ، والسؤال : ما الذي يحدث وهل هذه المعارضة جزء من الإتفاق؟
أختم بالرد على وزير خارجية أمريكا السيد كيري الذي قال في الدوحة كلاما خطيرا وهو أن بلاده وقعت مع إيران وهي لا تعلم نواياها ، وأن إيران ما تزال تشكل خطرا على دول الخليج العربية ، فأقول له أن أمريكا على وجه الخصوص كانت على إتصال مع إسرائيل وفي كل مفصل من مفاصل الإتفاق ، وأنها لم توقع مع إيران إلا بعد الإتفاق على التفاصيل والجزئيات ، ولا أملك إلا القول أن هذا الإتفاق هو مصلحة أمريكية - أوروبية عليا.





#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهوه ..العراق أولا وفلسطين ثانيا ومصر ثالثا
- أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا
- الأردن السعيد
- إيران قوية
- -داعش ..النشأة والتوظيف - جديد الزميل الباحث أسعد العزوني
- -الغرداية- شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر
- 2016 عام بداية الحسم
- المحروسة مصر ضحية الأطماع الإسرائيلية
- بوادر عملية الكماشة في سوريا
- موجة إرهاب صهيوني ستعم العالم
- رمتني بدائها وإنسلت
- جنسيتان للمستدمر الإسرائيلي
- الأردن يتورط
- إشهار ومناقشة كتاب -النفط والهيمنة- لكمال القيسي في منتدى ال ...
- بوش الثالث
- ما لم نكن أحرارا فلن يحترمنا أحد
- التفاهمات الأمريكية – الإسرائيلية تحسم جدل : من يحكم من؟
- مقاطعة إسرائيل ..كرة ثلج تتدحرج ..ولكن..
- بيان ختامي حول إطار العمل بشأن الأمن الغذائي والتغذية في الأ ...
- قراءة في الفكر الإرهابي الداعشي... فن إدارة التوحش والعنف ال ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون