|
العداء اليهودي للمحروسة بإذن الله مصر
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 18:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليطمئن الجميع ، أنه لو وافق أهلنا في المحروسة مصر ، بعد أن يستحضر كل منهم أجداده ، وأجداد أجداده حتى أبو البشر آدم ، وإبتهجوا بمعاهدة كامب ديفيد التي وقعها المقبور السادات مع مستدمرة إسرائيل ، بعد مسرحية حرب رمضان /تشرين المجيدة التي أخرجها "العزيز "هنري كيسنجر "، وحولها السادات والأسد المقبورين من حرب نصر إلى حرب هزيمة ، فإن يهود بحر الخزر لن يتقبلوا ذلك من المصريين ، ليس لعدم رغبتهم في التعايش السلمي مع العرب ، بل لكراهيتهم حد الحقد الأسود على المحروسة بإذن الله مصر ، وشعبها الطيب . تبدأ قصة العداء اليهودي للمحروسة مصر ، بمعاملة فرعون مصر لليهود، بما يتوجب أن يعاملون به ويستحقوقنه ، لأن جيناتهم بعيدة كل البعد عن التعايش مع الآخر ، لإيمانهم بأن الله إختارهم وفضلهم على العالمين ، وهم يطلقون على أنفسهم "شعب الله المختار " ، وهذا سر عدائهم للعرب والمسلمين ، لأن الله جل في علاه ، صفعهم أشد صفعة بإختياره محمدا صلى الله عليه وسلم العربي الأمي الفقير خاتما للأنبياء ، ولم يختر نبيه الخاتم من اليهود، كما أن عداءهم للمسيحيين جاء لأن السيد المسيح عليه السلام ، بعثه الله نبيا بسيطا ، دخل القدس ماشيا بصحبة البسطاء من القوم ، ما أثار حنق يهود عليه وعلى أمه الطاهرة البتول عليها السلام ، الذين كانزا طبقة عليا ، وإتهموه بالردة ، وأن أمه الطاهرة "مومس " ، حاشا لله وطهرهما عليهما السلام. وهناك سبب وجيه آخر للعداء اليهودي للمحروسة مصر بإذن الله ، وهو أن الفراعنة العرب الأصليين القدامى ، كانوا ينظرون إلى فلسطين على أنها جزء من أمنهم القومي ، وأنها خط أحمر ، وكانوا كلما دخلها الغزاة ، بعثوا بجنودهم على فلسطين لتطهيرها من الأعداء ، وكان الآشوريون في العراق يشاركون الفراعنة في مصر هذه النظرة إلى فلسطين ويحافظون عليها ، عكس ما رأيناه في مصر منذ تولي السادات المقبور الحكم حتى يومنا هذا. لهذه الأسباب ما يزال يهود بحر الخزر ، يكنون العداء للمحروسة بإذن الله مصر ، ويتفننون في الإنتقام منها ومن أهلها الطيبين ، وأول أوجه عدائهم وحقدهم ، كان في ليلة الخروج اليهودي من مصر الفرعونية ، إذ رسم يهود حيلة خبيثة إستغلت طيبة وكرم أهلنا الطيبين في مصر ، وهي أن أوعزوا لنسائهم أن يذهبن لجاراتهن المصريات ، ويطلبن إستعارة مصاغهن بحجة أن لدى اليهود عيدا في تلك الليلة ، ويرغبن بالظهور غنيات أمام صديقاتهن وقريباتهن ، من خلال المصاغ الذي سيضعنه في جيدهن وعلى معاصمهن ، وكانت تلك أول حيلة نجح اليهود فيها من الإنتقام من المصريين. لم تغب المحروسة بإذن الله مصر عن ذاكرة يهود ، فهم وبعد تأسيس كيانهم الغاصب على يد بريطانيا وموافقة بعض العرب ، عادوا ووضعوا المحروسة بإذن الله في هدفا مركزيا لهم ولمؤامراتهم ، وكان حضورهم التخريبي في مصر لافتا وفي المقدمة فضيحة لافون وتفجيرات القاهرة للإساءة إلى العلاقات المصرية – الأمريكية. وما أن جرى خلع الملك فاروق الذي تآمر مع حكام عصره العرب على فلسطين لتسهيل تسليمها ليهود بحر الخزر ، وتسلم الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر الحكم ،حتى نشط اليهود في حراكهم ضد مصر ، وتحركوا إقليميا ودوليا ، وتحالفوا مع القوى العربية الحليفة لأمريكا لحثها على التخلص من حكم ناصر لأنه كان يقول أنه سيحارب إسرائيل ومن وراء إسرائيل. ولما لم يتمكن اليهود وحلفاءهم العرب من القضاء على حكم ناصر ، دبروا له مكيدة تمثلت في جاسوس يهودي إسمه الأصلي "أساف ليفي " وإسمه الموسادي "إينر جاك " إلى مصر ، بعد أن ألف الموساد الإسرائيلي قصة تفيد أنه أرمنيا تركيا ، أدخلوه إلى عالم تجارة السلاح في تركيا ، ثم نقلوه إلى باريس ووسع تجارته هناك تحت مرآى ومسمع الموساد ، ووقع عقدا مع الثورة الجزائرية في 31 ديسمبر عام 1955 بواسطة تاجر سلاح مغربي ، وقبض ثمن الصفقة لكنه لم يسلم الأسلحة ، وقام الموساد بإبلاغ المخابرات الفرنسية ، أن تاجر سلاح يهودي ليس منهم ، يبيع السلاح لأعداء فرنسا في الجزائر وسلموهم العقد. بعد ذلك أبلغت المخابرات الفرنسية آينر جاك بمغادرة فرنسا خلال 48 ساعة ، وبحسب المخطط ، فقد تواجد وفد عسكري مصري رفيع المستوى ، برئاسة مفوض المشتروات لسلاح الجو المصري مدكور أبو العز في باريس ، لشراء السلاح وكانوا يتعاملون معه ، وخلال الإجتماع معهم ظهر جاك متكدرا حزينا على غير عادته ، حسب تعليمات الموساد ، وعندما سأله العسكريون المصريون عن سبب تكدره إدعى كاذبا أن الفرنسيين طلبوا منه الرحيل لأنه يبيع السلاح للعرب ، وأنه سيغادر إلى سويسرا ، لكن طيبة المصريين سهلت على الموساد تسهيل دخول هذا الجاسوس إلى مصر ، فقد طلب منه رئيس الوفد المصري "خمسة "، وأبلغه أن سلاح الجو المصري يرحب به ضيفا عزيزا على مصر ،وأيقن جاك أن خطة رئيسه في الموساد فيشيل الطويل قد نجحت . عندما أبلغ جاط رئيسه الطويل بالموقف المصري ، حذره من التواجد في أي مكان يتواجد فيه قائد سلاح الإستخبارات المصري صلاح نصر ، لكن المفاجأة الصادمة كانت يوم 22 آذار 1956 ، إذ أصبح جاك لاحقا مفوضا من قبل نصر بالتفتيش على كافة أوجه مصر الدفاعية البرية والبحرية والجوية ، وأنعم عليه بوسام الشرف من سلاح الجو المصري ، ما سهل له القيام بعمليته الكبرى المرتقبة التي نجح من خلالها في تحقيق هزيمة مصر في حرب عام 1967 ، والقصة معروفة وعنوانها حفلة الطيارين المصريين حتى الصباح، وبعدها قتل ناصر بالسم . بعد ذلك أصبح سهلا على يهود بحر الخزر العبث في المحروسة بإذن الله مصر بعد أن سلموها للسادات ومن بعده لمبارك ثم أناطوا بالإنقلاب الأخير مهمة تمزيقها ، وها هي المحروسة بإذن الله مصر تشد على مذبح التقسيم اليهودي الداعشي الإنقلابي.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شبابنا
-
الهزيمة من الداخل
-
كش حوثي وصالح
-
عذّبني العرب
-
الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون
-
يهوه ..العراق أولا وفلسطين ثانيا ومصر ثالثا
-
أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا
-
الأردن السعيد
-
إيران قوية
-
-داعش ..النشأة والتوظيف - جديد الزميل الباحث أسعد العزوني
-
-الغرداية- شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر
-
2016 عام بداية الحسم
-
المحروسة مصر ضحية الأطماع الإسرائيلية
-
بوادر عملية الكماشة في سوريا
-
موجة إرهاب صهيوني ستعم العالم
-
رمتني بدائها وإنسلت
-
جنسيتان للمستدمر الإسرائيلي
-
الأردن يتورط
-
إشهار ومناقشة كتاب -النفط والهيمنة- لكمال القيسي في منتدى ال
...
-
بوش الثالث
المزيد.....
-
ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة
...
-
ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي
...
-
هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟
...
-
وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ
...
-
مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
-
عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين
...
-
إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
-
صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت
...
-
موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
-
زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|