|
شبابنا
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 11:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوم الجمعة الماضي ، عقد في مدارس "كنغز أكاديمي "، بمحافظة مأدبا في الأردن ، مؤتمر المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن ، إفتتحه سمو الأمير الحسين ، وقال فيه عن الشباب كلاما طيبا ، و قامت الصحف مراءاة للأمير بفرد مساحات واسعة لتغطيته ، كما أننا سمعنا ومن منطلق الفزعة ، ولإرضاء سمو الأمير والعزف على وتره كشاب ، كلاما جميلا عن الشباب ، وهذه بطبيعة الحال تصرفات المسؤولين في الظروف العادية ، فما بالك وهم يتحدثون في حضرة سمو ولي العهد؟ معروف أن المجتمع الأردني ، مجتمع فتي ، بمعنى أن نسبة الشباب فيه تزيد على النصف بكثير ، ومع ذلك نجد أن شبابنا ذكورا وإناثا ، تطحنهم الأزمات بدءا من المناهج المدرسية وطريقة التدريس "التلقين" ، ومأساة التوجيهي التي لا حل لها ،لأننا لا نملك مسؤولين تربويين منهجيين ، وبالتالي يكون التوجيهي أول صفعة موجعة لشبابنا ، لأن هذا الإمتحان التحول ، ليس مبنيا على أسس علمية سليمة ، وإنما هو إمتحان تقليدي يشكل رعبا إضافيا ، على ما يعانيه الأهالي من رعب ، بسبب عدم وضوح السياسة التعليمية . وبعد مأساة التوجيهي يواجه شبابنا مأساة أكبر وهي القبول في الجامعة وتلقي العلوم ، بطريقة لا تختلف عن تلقين المدارس ، إذ أن مدرس الجامعة ، ما يزال يتقمص شخصية مدرس المدرسة ، مع أنه يجب أن يكون مرشد بحث للطلبة ، وليس ملقن كلام بهدف الحصول على علامة النجاح ، بعيدا عن المحتوى وصقل شخصية الطالب. مآسي الشباب في الجامعة لا حدود لها ، فلا عدالة في القبول ولا في النقل والتحويل ، فهناك فوضى عارمة تسطع منها رائحة الفساد ، ومن هذه الأوجه الإستثمار في التعليم ، وهذه مأساة المآسي ، لأن الغيلان الذين يستثمرون في التعليم ، إختطفوا ذلك من الدولة التي يجب عليها أن لا تفرط في هذه الميزة ، كونها حكرا على الدولة وخطا أحمر في مجال الأمن القومي ، شأنها شأن الغذاء والدواء والماء ، التي إنسحبت منها الدولة وسلمتها لغيلان الإستثمار ، ومنهم شركات أجنبية لا يهمها سوى جني الأرباح ليس إلا. وأتحدث هنا عن الأقساط التعليمية المرتفعة التي تستوفى من أولياء الأمور ، ولاتتناسب مع الخدمات التعليمية التي تقدم للطلاب ، فناهيك عن سوء التعليم ، فإن هناك جامعات تستوفي أقساطا عالية وبلا وجه حق ولا تقدم حتى الخدمة التي إستوفت عنها الرسوم الإضافية. بعد مأساة الرسوم وطريقة التلقين في الجامعة بعيدا عن البحث العلمي ، يصفع الشاب الخريج بعدم وجود فرصة له في السوق المحلية ، ومحظوظ من يجد له فرصة في دول الخليج العربية ، التي أغلقت أسواقها في وجه الأردنيين منذ تسعينيات القرن المنصرم ، لأسباب عديدة منها السياسي ومنها محاولة إدخال العمالة الوطنية إلى سوق العمل . وهناك مأساة اخرى وهي أن على الجهات المختصة أن تسهل للشباب الدخول في الأحزاب التي تقوم بترخيصها ، حتى لا يقال أننا نوافق على / ونؤسس أحزابا وهمية لتلميع البعض السهل في تنفيذ الأجندات، ومعروف أن مرحلة الجامعة هي مرحلة التفتح والتأسيس للوعي الوطني ، وبدون الدخول في الأحزاب ، فإن شبابنا سيبقى على حاله. كل ذلك يقودنا إلى خنادق أوسع من المآسي منها المخدرات والفراغ والكبت والتطرف بسبب الفشل في البدء ببناء مستقبل زاهر ، كما تغنى المسؤولون في حضرة سمو ولي العهد ، والسؤال هنا كيف يحصل الشباب على المخدرات ، ومن يدخلها للبلاد ويتاجر بها ، ونحن لدينا حدود محروسة ، نوفر الأمن والأمان لجميع الجيران ؟ المأساة الأخرى التي يعاني منها شبابنا وتطحنهم ، هي العنوسة الناجمة عن عدم التخطيط والحزم في هذا المجال ، وهذا ما جعل الطمع يسيطر على كثير من الأسر التي ترى في زواج بناتها تجارة لا تبور ، وتضع شروطا خانقة حتى على من يتقدم لخطبة إحدى بناتها ، من خلال أرتفاع المهور والمتطلبات وفي المقدمة الحفلة في فنادق الخمس نجوم ، ويتوجب التركيز على موضوعي الخلع والطلاق هذه الأيام. الإهتمام بالشباب لا يأتي من خلال تدبيج الكلمات الرنانة أمام ولي العهد ، بل بدراسة مشاكل الشباب وإعطائها الأولوية في الحلول ، وإعادة النظر في النظم التعليمية المختلفة ، وإلغاء الإستثمار في التعليم ، وتحرك رجال الدين على الأقل جديا للدعوة إلى تسهيل الزواج وتخفيف المهور والشروط ما أمكن ، فشبابنا هم رأسمالنا .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهزيمة من الداخل
-
كش حوثي وصالح
-
عذّبني العرب
-
الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون
-
يهوه ..العراق أولا وفلسطين ثانيا ومصر ثالثا
-
أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا
-
الأردن السعيد
-
إيران قوية
-
-داعش ..النشأة والتوظيف - جديد الزميل الباحث أسعد العزوني
-
-الغرداية- شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر
-
2016 عام بداية الحسم
-
المحروسة مصر ضحية الأطماع الإسرائيلية
-
بوادر عملية الكماشة في سوريا
-
موجة إرهاب صهيوني ستعم العالم
-
رمتني بدائها وإنسلت
-
جنسيتان للمستدمر الإسرائيلي
-
الأردن يتورط
-
إشهار ومناقشة كتاب -النفط والهيمنة- لكمال القيسي في منتدى ال
...
-
بوش الثالث
-
ما لم نكن أحرارا فلن يحترمنا أحد
المزيد.....
-
سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء
...
-
-الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية
...
-
انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح
...
-
عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
-
اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان
...
-
الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
-
موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا
...
-
رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض
...
-
بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي
...
-
البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|