|
الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 16:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان رئيس وزراء إسرائيل الراحل ، الذي وقع إتفاقيات أوسلو سيئة الصيت والسمعة الجنرال إسحق رابين يقول بإستمرار ، أنه يتمنى أن يصحو يوما ويجد البحر قد إبتلع غزة ، التي كانت إبان فترة العز الذهبي المتمثلة بالكفاح المسلح الحقيقي ، تزعج إسرائيل كثيرا . لكن الله جلت قدرت ، لم يستجب لدعوته مع أنهم وكما يتشدقون على الدوام شعب الله المختار ، وأن الله سبحانه وتعالى خلق كل الأشياء والبشر لخدمتهم ، ولأنهم يعرفون جيدا كيف يزرعون البذور والفسائل ، فقد وجدوا من يلبي دعوتهم وينفذ رغبتهم ، بإغراق غزة هاشم في مياه البحر المالحة . هذه الفسيلة التي أثمرت زقوما ، هي الإنقلاب في مصر الذي إستولى على الحكم في قاهرة المعز وحرف مسار الثورة ، وأعاد الأمور إلى أسوا مما كانت عليه في ظل حكم الرئيس مبارك ، الذي أكمل مشروع السادات في أسرلة مصر وباعها لأمريكا ، وكان يكتب التقارير عن مصر للسي آي إيه بخط يده . المعلومات غير السارة التي تصلنا من غزة تفيد أن الإنقلابيين بدأوا بضخ مياه البحر إلى المناطق المصرية المحاذية لغزة ، من أجل إغراق الأنفاق التي كانت تربط مصر العروبة مع غزة هاشم التي ستبقى شوكة في حلق العدو . هذه الرغبة هي إسرائيلية المنشأ كما قلنا ، ولكنهم لم يفكروا بإغراقها بأنفسهم بل تمنوا على الله أن يقوم بهذه الجريمة نيابة عنهم ، ولأن الله عدل ورحمن رحيم وحق ، فقد وجدت إسرائيل من هم في خندقها ، ليقوموا بهذه المهمة التي كانت مستحيلة لولا الإنقلاب الذي سرق المحروسة مصر وباعها بالمجان لإسرائيل. صحيح أن الأنفاق كانت تفرج بعض الأمور على غزة من حيث الإحتياجات المدنية والعسكرية ، لكنها في الأساس كانت معينا للأخوة المصريين المقيمين في المناطق الحدودية ، الذين إستفادوا كثيرا من تلك الأنفاق التي بدا مبارك بهدم بعضها ، والأغرب من ذلك أنه حفر خندقا حدوديا بعمق 18 مترا لفصل غزة عن مصر وهدم الأنفاق تنفيذا لرغبة إسرائيل ، التي لولا هذه الشاكلة من الحكام المفروضين لما إستمرت إسرائيل هذه المدة ، حتى لوكانت تتلقى الدعم الغربي. كان الغزيون يعانون بعض الشيء من الأنفاق ، لأنهم لم يمتلكوا المال اللازم لشراء البضائع المتدفقة من مصر ، وبأسعار مرتفعة حسب الحاجة ناهيك عن نوعية بعضها ،لكن الأخوة المصريين إستفادوا كثيرا وحسنوا من اوضاعهم الإقتصادية ، بعد أن كانوا مهملين من قبل الدولة ويعاملون كمواطنين من الدرجة العاشرة . الأغرب من كل ذلك أن هذا الإنقلاب وعندما نجح في سرقة الحكم في المحروسة مصر ، قام بأغرب عملية تضليل في التاريخ للشعب المصري المنهك من المخططات الإسرائيلية ، التي أرهقت إقتصاده على وجه الخصوص منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد ، وإشتملت هذه العملية على ترهات وهرطقات ما أنزل الله بها من سلطان ، ولكن المتأسرلين في مصر سوقوها جيدا ، وخلقوا لها مناخا من الكراهية المتزايدة لغزة ، وربما من أجل هذا اليوم. بكل الوقاحة المعهودة وغير المعهودة سمعنا من يقول أن غزة التي يقطنها نحو 1.5 مليون إنسان ، شربت مياه المصريين "نحو 100 مليون إنسان" وأكلت خبزهم وطحينهم ونهبت بنزينهم ، فأي عقلية هذه التي سوقت مثل تلك الكاذيب التي إنطلت على البعض وسمعنها من الكثيرين ؟ نحن اليوم أمام مأساة كبرى لا تتعلق بغزة فقط ، بل بالمحروسة مصر التي أطبق الطوق عليها ، وها هي تدخل دائرة الأسرلة مجددا بسلخها كليا عن المحيط العربي ، وهذا هو الهدف الرئيس من وراء معاهدة كامب ديفيد ، لأنهم يعرفون أن المحروسة مصر هي أمنا جميعا ، وجاحد وكافر من ينكر دورها ، ولكن البعض لم يفكر بعقلانية فكانت شهوة الحكم قاتلة بالنسبة إليه ، فيما البعض الآخر كان حريصا على إعادة إختطاف مصر وإعادتها إلى الحضن الإسرائيلي.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جلالة الملكة رانيا العبدالله تتسلم جائزة من المستشارة الألما
...
-
إختتام فعاليات المؤتمر القانوني الدولي حول حماية الأسرى والم
...
-
معركة الأقصى ..لينسحب الفلسطينيون
-
الأردن الجديد ..أحلى
-
تحت رعاية وبحضور د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية اعلان
...
-
باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية المخطوط
...
-
شيخ الصحافيين الأردنيين يتحدث عن الزمن العربي الجميل
-
وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة
-
-السلطة الرابعة- تزور القرية الفنية في منطقة الكفرين بالأغوا
...
-
لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تطالب بإلغاء إتفاق
...
-
اللامركزية ..المقدمة القريبة للكونفدرالية
-
الملتقى التركي العربي للإستثمار العقاري يدعو المستثمرين العر
...
-
شيخ الصحافيين الأردنيين الأستاذ محمد أبو غوش يودع مهنة المتا
...
-
الإتفاق النووي الإيراني يغير قواعد اللعبة في المنطقة
-
العداء اليهودي للمحروسة بإذن الله مصر
-
شبابنا
-
الهزيمة من الداخل
-
كش حوثي وصالح
-
عذّبني العرب
-
الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون
المزيد.....
-
فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا
...
-
أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
-
مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
-
المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
-
زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه
...
-
تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو
...
-
-نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA
...
-
مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
-
الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|