أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3















المزيد.....

أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 19:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) – 3 ـ


السؤال الفيصل الكبير والذي يصر الشيوعيون المفلسون على تجاهله هو .. ما هو النظام الإجتماعي الذي سيأتي به الإنقلابيون السوفيات !؟
نظراً لأهمية السؤال وحدّيته لم يستطع العدد القليل جداً من الشيوعيين المفلسين الاستمرار في تجاهلة فاختبأوا وراء الإصبع وقالوا النظام الرأسمالي . وفات هؤلاء أن الأصبع لا يغطي الشيوعي حتى ذاك المفلس على الأخص . فالمجتمع السوفياتي كان خالياً تماماً من أية قوى رأسمالية حيث تشكل المجتمع السوفياتي من طبقتين فقط طبقة العمال وطبقة البورجوازية الوضيعة التي كانت تضم العسكر يقودون طبقتهم والفلاحين والإنتلجنسيا، فهل نزلت قوى الرأسمالية من السماء لتقوم بانقلاب رأسمالي في الاتحاد السوفياتي المغلق بستار حديدي !؟ . يتقوّل بعض الغرباء على الماركسية أن السوفياتيين رأوا شعوب الدول الرأسمالية تتقدم وهم في ذات المكان فرغبوا في أن يقلدوا الغرب الرأسمالي . مع أن هذا ليس صحيحاً على الإطلاق حيث كانت الحكومة السوفياتية التي تم الإنقلاب عليها تطبق الخطة الخمسية الخامسة بنجاح والتي كانت ستنقل المجتع السوفياتي إلى مجتمع الرفاهية التي لا نظير لها في الأرض وهو ما استعجل الإنقلابيين للإنقلاب كما يبدو، وحيث كان ستالين الأيقونة المقدسة لدى السوفياتيين، فبغض النظر عن كل هذا فإن الإنقلاب الفاصل ما بين الاشتراكية وما يعد الاشتراكية كان قد جرى بقرار اللجنة المركزية غير الشرعي وهو إلغاء الخطة الخمسية الخامسة لصالح إنتاج الأسلحة بحجة تحصين أمن الاتحاد السوفياتي . ومنذ ذلك التاريخ والاتحاد السوفياتي هو المنتج الأول للأسلحة في العالم حتى حسبه العامة يدخل في منافسة مع الولايات المتحدة في التسلح، وهذا خبط عشواء فالاتحاد السوفياتي كان يسبق الولايات المتحدة بأشواط طويلة في التسلح وهو ما كانت تؤكده بيانات وزارة الخارجية الأميركية كل سنة ؛ وبعد الحرب على ألمانيا النازية لم يكن أحد يجرؤ على منافسة الاتحاد السوفياتي في التسلح فخلال سنتين بعد العدوان النازي كان الإتحاد السوفياتي ينتج من الأسلحة ما يوازي ثلاثة أمثال ما تنتجه ألمانيا ومعها كل القارة الأوروبية . لقد كان التسلح هو الطريق الوحيد المنافي للإشتراكية وهذا قاعدة ستالينية بامتياز منذ العام 1936 . وهكذا جاء القول السهل على ألسنة السياسيين المفلسين أن انهيار الاتحاد السوفياتي كان بسبب الدخول في سباق التسلح مع الولايات المتحدة مع أن التسلح كان مقصوداً بذاته لنقض الاشتراكية . وقول آخر أكثر تفاهة وهو إنتصار الولايات المتحدة على الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة، مع أن كل ما فعلته الولايات المتحدة في مقاومة الشيوعية حتى استنفاذ الذات هو أنها أخرت مفاعيل التناقض الداخلي المحتدم بين البروليتاريا والبورجوازية الوضيعة وإلا لكان الاتحاد السوفياتي قد انهار قبل التسعينيات ؛ بل إن الولايات المتحدة وبفعل حماقة إداراتها المتعاقبة وتكريس كافة مواردها في مقاومة الشيوعية انتهت إلى الإنهيار في العام 1971 حين اضطرها إفلاسها إلى الخروج من معاهدة "بريتون وود" التي هي صنيعها في العام 1944 بينما انهيار الاتحاد السوفياتي لم يقع إلا في العام 1991، أي بعد عشرين عاماً من انهيار الولايات المتحدة .

في ظل النظام الرأسمالي كانت البورجوازية الوضيعة تعتاش من مشاركة الرأسمالي بجزء من فائض القيمة المسروق من العمال، أما بعد أن آلت إليها كل السلطة فقد تمكنت من أن تستولي على القسم الأعظم من فائض القيمة فكان أن شكلت دولة الرفاه مما انعكس في انهيار الطبقة الرأسمالية وانكماش طبقة البروليتاريا .
في الاتحاد السوفياتي لم تستطع البورجوازية الوضيعة أن تنحو هذا المنحى لتشكيل دولة الرفاه حين آلت كل السلطة إليها حال رحيل ستالين حيث لم يكن هناك رأسماليون ولا فائض قيمة بالتالي . لذلك انتحت طبقة البورجوازية الوضيعة بقيادة العسكر إلى تكريس كامل قوى الانتاج تقريباً إلى إنتاج الأسلحة وهو فقط ما يؤمن لها الاحتفاظ بالسلطة . منذ سبتمبر 1953 والعسكر تمثلهم المخابرات السوفياتية يمسكون بكل السلطة في الاتحاد السوفياتي ثم في روسيا وديدنهم الاستزادة في إنتاج الأسلحة لأن البديل الوحيد لهذا الديدن هو العودة إلى الإشتراكية .
تقسيم العمل الاجتماعي المعروف لقرون خلت هو أن الطبقة التي تملك أدوات الإنتاج والطبقة التي تعمل في تشغيل هذه الأدوات هما الطبقتان اللتان تنتجان أسباب الحياة كمثل الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة في النظام الرأسمالي، أما الطبقة الوسطى، طبقة البورجوازية الوضيعة، فهي لا تنتج حتى سبباً واحداً من أسباب الحياة
الأسلحة التي توغل البورجوازية الوضيعة السوفياتية ثم الروسية بقيادةالعسكر والمخابرات في إنتاجها ليست من أسباب الحياة بل هي ضد الحياة ؛ ولذلك فالعسكرتاريا الروسية ومخابراتها الشيطانية لا مستقبل لها في إقامة مجتمع قائم على الذات ولا يعتاش على تصدير المواد الخام . إثر تولي بوريس يلتسن كل السلطة في الاتحاد السوفياتي بدأ يحرض علانية مدراء مؤسسات الإنتاج السوفياتية على نهب المؤسسات مفترضاً بسذاجة وغباء بالغين أن ذلك من شأنه أن يبني النظام الرأسمالي . لكن مئات المليارات من الدولارات التي تم نهبها من الأرصدة السوفياتية أودعت في المصارف خارج البلاد وباتت الشعوب السوفياتية على البلاط تأكل الزبالة بعد أن كانت تحظى بأفضل تغذية كما هو معروف .

ما يفوت سائر الباحثين في الانقلاب على الاشتراكية أو في انهيار الاتحاد السوفياتي هو أن الإتحاد السوفياتي ومنذ العام 1953 انتحى وبقرار من قيادة الحزب منحى يتعارض وبناء الإشتراكية ألا وهو توجيه جموع قوى الإنتاج إلى إنتاج الأسلحة والسبب الحقيقي وراء ذلك القرار المصيري الخطير ليس تحصين أمن الاتحاد السوفياتي كا ادعى الانقلابيون في حينه بل العكس تماما وهو توهين حصانة الاتحاد السوفياتي حيث أن الأسلحة ليست بضاعة أو منتوجاً ذا قيمة تبادلية يتم الدفع به إلى السوق لمبادلته بالنقد . كان الاستمرار في زيادة إنتاج الأسلحة يعود على الشعوب السوفياتية بالفقر والجوع إذ كانت الطغمة الحاكمة في الاتحاد السوفياتي تتبرع بتسليح دولاً مفلسة بل وحتى عندما تبيع الأسلحة تبيعها برخص التراب فمثلاً أخبرني ضابط من سوريا أن سوريا تشتري كل 20 كلاشنيكوف بدولار واحد في حين أن سعره اليوم 2000 دولار وهو المبلغ الذي كان يساوي 40 ألف دولار . كل ذلك كان على حساب البروليتاريا السوفياتية وتقويض مشروعها الإشتراكي . فكان المرء يرى 240 قمراً صناعياً سوفياتياً تدور حول الكرة الأرضية وفي المدن السوفياتية 240 طابوراً يصطف في كل منها مئات المواطنين ينتظرون أن ينال واحدهم بضع حبات من البطاطا أو شريحة من اللحم وعبثاً ينتظر أغلبهم فبدل اللحم والبطاطا كانت الدولة تقدم الأسلحة .
لا يمكن لأي مجتمع أن يستمر في الانحدار لمثل هذا المستوى المنحط دون أن ينتفض ضد القوى الحاكمة، قوى البورجوازية الوضيعة بقيادة العسكر، وخاصة شعب مثل الشعب الروسي الثوري . كان علاج هذا الخلل البنيوي هو الاعتماد على تصدير المواد الخام كالنفط والغاز والفولاذ لكن هذا العلاج لن يكون إلا مؤقتاً وخاضعاً لتقلبات أسعار الطاقة ولن يشفيّن . الشفاء التام لن يكون إلا بالعودة إلى النظام الاشتراكي أو بناء نظام رأسمالي لم يكن موجوداً قط في روسيا . لا يمكن بناء نظام رأسمالي في روسيا بعد أن مات هذا النظام في العالم كله خليك عن أن النظام الاشتراكي الذي حقق نجاحات باهرة في الاتحاد السوفياتي قبل الانقلاب عليه في العام 1953 يعصى على وراثته من قبل النظام الرأسمالي . ليس من خلاص للشعب في روسيا سوى الإطاحة بالعسكر ومخابراتهم وغلق خط إنتاج الأسلحة نهائيا . هذا فقط هو مدخل العودة إلى الاشتراكية والذي لا دخل غيره لروسيا قبل باقي دول العالم حيث البورجوازية الوضيعة ليس لديها نظام اجتماعي من أي لون لتبنيه .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليد يوسف عطو يسب الشيوعيين بحماية الحوار المتمدن
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم)
- - الماركسيون - المنهزمون
- المانيفيستو الشيوعي اليوم
- إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني (مرة أخرى)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (2)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)
- لا سياسة بلا اقتصاد (3)
- لا سياسة بلا اقتصاد (2)
- لا سياسة بلا اقتصاد (1)
- خصوصية الماركسي الشيوعي
- ما هو حقا -ما بعد الماركسية- (2)
- ما هو حقاً -ما بعد الماركسية- !؟ (1)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (10)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (9)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (8)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (7)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (6)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (5)


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3