أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - كل يوم الهرجهْ اببيت العرجهْ














المزيد.....

كل يوم الهرجهْ اببيت العرجهْ


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( كل يوم الهرجه اببيت العرجهْ)
عبد الله السكوتي
لا اعتقد ان الضوضاء في العراق لها مثيل في العالم، وانا تفاءلت جدا بمجلس النواب حين يصدر تشريعا يطلب فيه السيطرة على الضوضاء، لكن للأسف هناك بعض الناس الضوضائيين يحاربون توجهات كهذه، وهذه كارثة كبرى، في العام 1966 اصدر عبد السلام عارف قانونا يمنع الضوضاء ويعاقب من يتسبب فيها بالغرامة المالية او السجن، وكان وزير الداخلية في حينه عبد اللطيف الدراجي، قد قدم طلبا لمجلس الوزراء بمنع مظاهر الضوضاء التي تسببت بكثير من المنازعات والمشاكل، فوافق المجلس بالأجماع، وأقول جازما ان مجلس النواب قد صوت على اخطر وأحسن قانون خلال فترته التشريعية.
لقد ذقنا الأمرين من الضوضاء ومكبرات الصوت والأ طلاقات النارية ومسجلات السيارات، وشهر محرم يجبر اي مريض على الحجر، أو السفر خارج البلاد، اذ لا يكاد اي بيت من البيوت ان يضع قدر الطعام على النار، حتى يهرع الآخرون ويضعون مكبرات الصوت وتصبح حالة هستيرية لدى أهل العزاء والمنطقة بأجمعها، ومناطقنا الفقيرة أكثر المناطق تضررا من هذه الناحية، والباعة المتجولون لم يعودوا كالسابق، يصيحون بأصواتهم، لقد جلبوا مكبرات صوت أيضا، حتى المتسولين باتوا يصطحبون مكبرات الصوت ويقرؤون الشعر ورغما عنك تسمع ما يريدون.
حياتنا مع المولدات مستحيلة، فكيف بها اذا اضيفت عوامل مساعدة أخرى، انه تشريع يخص الشعب وهو من أكثر التشريعات مساساً بحياة هذا الشعب، أما المعترضون فهم أبطال هذه الضوضاء، لأنهم صدعوا رؤوسنا بأحاديثهم المكررة وبذرهم لبذور العداء والتفرقة في المجتمع، ومن هنا أنا احيي المتظاهرين لأنهم لم يصطحبوا مكبرات الصوت وهذا دليل رقي وحضارة ومدنية، اعترض، تظاهر، ادلِ برأيك، ولكن بهدوء ، احزن، افرح ، أقم شعائرك، ولكن بهدوء، صدقوني في ليلة العاشر من محرم نصل الى حدود الجنون، ألفاظ سوقية، وشباب مستهتر ومشاكل كثيرة، والطرقات تمتلىء بالضوضاء، ولم يكن الحسين هكذا، لقد قضى تلك الليلة بقراءة القرآن.
للأسف اننا في عام 1966 أحسن منا في عام 2015، وربما في عام 2015 أحسن منا من عام 2020 وهكذا، لأننا نسير عكس العالم، بيوتنا صارت عبارة عن ضوضاء مستمرة، لا تطاق وهي كبيت العرجه، حيث يحكى ان امرأة عرجاء تسكن احدى المدن، كانت تحب الكيف والطرب، فكانت تقيم الافراح لاتفه الاسباب، وأضجرت جيرانها، فنزح قسم منهم هروبا من هذه المرأة، حتى صارت مضرباً للمثل، فقالوا: ( كل يوم الهرجه اببيت العرجهْ)، وقريبا سيضرب المثل في العراق لكثرة الضوضاء والصخب فيه، وهذا لعمري يحتاج الى متابعة وقوانين، ومجلس النواب هو المسؤول الاول عن هذا الامر، فتحية له لانه لامس جراح المواطنين اخيرا، وعرف ماينفعهم ومايضرهم.
كل يوم الهرجه اببيت العرجهْ، نعم هذا مايحدث في العراق، فصار عاملاً منغصاً لحياتنا المحفوفة بالمخاطر، مخاطر البيئة والتفجيرات، فمالنا ننتفض اذا حارب احدهم مظاهر الصخب والضوضاء، ونخرج نسخر منه ومن قراراته، اصبحنا للاسف لانفرق بين الجيد والرديء وننتفض من كل عمل حتى وان كان مفيداً للآخرين، وصارت السخرية منهجنا لأسقاط الآخر، وهذا هو السقوط بعينه، تشريع رائع وعلى المنصفين من الكتاب والمثقفين الوقوف الى جانبه، اما هؤلاء الذين يريدون انتشار الفوضى، فعلينا الوقوف بوجههم، النظافة والهدوء محددات المجتمعات الراقية، اما الهرجه التي يقيمها يومياً بيت العرجهْ، فهي مرفوضة، وان دافع عنها الآخرون.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الكذب
- جوّه الفراش
- سلمونّه على الكتلونه وما شفناهم
- يدري بس سويكت
- ايران برّه برّه، امريكا جوّه جوّه
- ابو مرة جرهم بزيك
- (اذا انتي مجيفتها، شيغفرلج الحسين)
- انته تسوي انقلاب، لو آني اسوي انقلاب؟
- بوليّه انتم مو مال لطم
- عمّار ابو الايجات
- زيّنها والعب ويّانهْ
- سوك عيني سوك
- آنه هم منافق
- اليطلع من هاي انزورهْ
- هذا اكلان تبن
- اريد عباتي من .... الهلهلت
- اعبدني وارزقني ما يصير
- على حس الطبل خفّن يرجليّهْ
- طبوليات
- قانون عفج


المزيد.....




- البنتاغون يدرس نقل غرينلاند إلى القيادة الشمالية الأمريكية.. ...
- -سي إن إن-: إجراء أول اتصال هاتفي بين الهند وباكستان منذ اند ...
- -جيروساليم بوست-: ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعو ...
- هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي -أكثر غباء-؟
- جدل مُتصاعد.. أزمة الإيجار القديم في مصر تُهدد بفوضى عقارية ...
- لماذا يجتاح -جنون البروتين- عالم التغذية في 2025؟
- العلماء يكتشفون طفرة جينية قد تفسر سبب تفاوت ساعات النوم
- ابنة ماسك العابرة جنسيا تخطف الأنظار خلال حدث بارز (فيديو)
- كوريا الشمالية مستعدة لدعم روسيا إن تعرضت لعدوان غربي
- الصين تدعو الهند وباكستان للتهدئة وضبط النفس


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - كل يوم الهرجهْ اببيت العرجهْ