أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الرواني - زعلة خير من تطفل














المزيد.....

زعلة خير من تطفل


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجواب الذي يليق بانسحاب ما يسمى "الحشد الشعبي المدني" من التظاهرات المدنية، هو "خفةً وراحة".
لم تكن التظاهرات منذ البدء دينية، لا اسلامية ولا مسيحية ولا غيرها من الديانات، كانت تظاهرات شعبية دعا لها أناس يساريون ومدنيون وشيوعيون يؤمنون بخمر الدنيا اكثر من الايمان بخمر الاخرة، فمن أين جاءت لها "الاسلامية"؟، هل من نقل تسمية الحشد الشعبي من مجاله العسكري إلى المجال المدني، كان اطلاق تسمية الحشد الشعبي خطوة مبطنة بتهديد، تهديد بالميليشيات الشيعية التي تقال تنظيم الدولة الاسلامية، الا ترى أنك اذا سميت احد مجالس المحافظات الان، بمجلس قيادة الثورة، فستفزع الجميع، أو جاءك أحد بخبر أن فدائيي صدام يخرجون في تظاهرات في بغداد والمحافظات، سيشيع جو من الخوف، قلّت درجته او كثرت، ولو علمت حكومة الاغلبية الشيعية بذلك لاتخذت على الفور اجراءاتها الاحترازية: تغلق الشوارع، تفرض حظر التجوال، تطيل ساعات القطع الكهربائي، تطالب الملائكة بالمزيد من الدعاء بالشر على الفدائيين لعلهم يموتون قبل التظاهر، كل هذا على فرض وجود هكذا إشاعة.
بنفس الطريقة من الارعاب والاخافة، استعملت فصائل الميليشيات الشيعية تسمية "الحشد الشعبي" ونقلتها إلى التظاهرات، لتخيف الناس. وترهبهم بما استطاعت من قوة.
انسحاب "الحشد الشعبي المدني" امر مريح، يريح حتى باعة الماء في ساحات التظاهر ببغداد والمحافظات، اجروا استفتاء وستصدقوني، لا أحد يحب جهة تجعل من نفسها بديلا عن اجهزة امن صدام، حتى لو قلدت هذه الجهة جميع مراجع الشيعة منذ بدء حوزتهم ببغداد.
قد تقبل الحكومة بحضور سليماني في اجتماعاتها، وقد يقبل العراقيون على انفسهم أن يقتل 26 قائدا في الحرس الثوري والباسيج على اراضيهم، وقد يقبل العراق تغلغل ايران في اقتصاده واجتماعه وثقافته وسياسته ودينه، اما تظاهرات اليساريين المؤمنين بخمر الدينا، فلا تحب طرفا لجهات تفتخر بأنها تنام ليلا في الوقت الذي يفضله المرشد الاعلى، وينصحهم به.
الذي يمكن الحدس به، ان اتفاقا جرى بين فصائل الميليشيات الشيعية والكتل السياسية، يقضي بان تتدخل الفصائل في التظاهرات وتسيسها وتسيرها بالوجهة التي تضمن اكبر قدر ممكن بالتحكم بسقوف مطالبها، وتمنع ان تصل الى اسقاط النظام والسلطات الثلاث، مقابل ان تؤدي الكتل السياسية الحاكمة إلى هذه الفصائل جملة مطالب منها رواتب الحشد الشعبي ومبالغ للتسليح والتجهيز، هذا التخادم لم ينجح اكثر من خمس جمع، فالتظاهرات بلغت حتى الان سبع جمعة، بدأت الميليشيات بالمشاركة فيها منذ الجمعة الثانية، وانقطعوا عن الاخيرة وهي السابعة، فمدة نجاح الاتفاق لم تزد على خمس جمع.
انسحاب الميليشيات جاء لاسباب لا علاقة لها بما ادعته من اتصال اطراف من قيادات التظاهرات بالسفارة الامريكية، فالتواصل مع الامريكيين في الحقيقة، ليس محرما جدا هذه الايام، خصوصا بعد الاتفاق النووي وتبادل فتح السفارات بين طهران ولندن، وتبادل أنصاف الابتسامات بين واشنطن وطهران.
وليس السبب هو التخوف من المندسين، وهذا التبرير بالخصوص هو اشد الاسباب المزعومة سفها، فكيف يعقل ان كتائب حزب الله مثلا تخاف من مندسين وهي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية بأساليب عسكرية وخطط حربية دخلت بعضها في المناهج التدريسية لبعض الكليات الغربية، كما قيل.
كيف يعقل ان كتائب حزب الله تخاف من مندسين قد يتعرضون بسوء للقوات الامنية والمتظاهرين؟، وما هو خطر هؤلاء المندسين وما يحملون من اسلحة على فصائل مسلحة بأحدث منظومات الصواريخ الحرارية المضادة للدروع مثلا.
السبب الحقيقي لانسحاب الميليشيات هو رفض الحكومة تمويلها ومنحها رواتب وتخصيصات، ثم رأت الميليشيات أن افضل صفعة توجهها الى الحكومة هي ان تترك ساحات التظاهر لحالها، بمخاطرها، التي قد تصل الى حد المطالبة باسقاط النظام والسلطات الثلاث.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما
- بالتجاور 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر 7
- بالتجاور 2
- البناء المعماري والصوت في قاعات الموسيقى
- محنة الموسيقى الشرقية
- فؤاد زكريا.. وتجريد الموسيقى عن التأويل
- قواعد التدوين الموسيقي ببرنامج انكور
- بالتجاور
- الفن تحت عقلانية الفلسفة كروتشه نموذجا
- قذر الذات العراقية والرابسودي
- ما يفعله البهاضمة يتكرر – 6 -
- ما يفعله البهاضمة يتكرر - 5 -
- خذوها كلها.. ودعونا نعيش
- لا نأكل الكلام
- الفشلان العراقيان: العولمة الشيوعية.. والعرقنة الجهادية
- عمان ما زالت تلوط.. وتموزنا بلا شرف
- كأس ألمانيا والجلسة الثانية


المزيد.....




- شاهد.. مياه فيضان مدمر تجرف منزلًا بالكامل في تكساس
- الجيش الإسرائيلي يعلن محاولته اعتراض صاروخين أُطلقا من اليمن ...
- مصر: بعد وفاة العشرات على طريق سريع.. الداخلية تكثف حملاتها ...
- ترامب يتحدث عن -فرصة جيدة- لاتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع
- كيف يستخدم ترامب -نظرية الرجل المجنون- لمحاولة تغيير العالم ...
- انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل دون اتفا ...
- بدء مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة وترامب يتحدث عن - ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 قتيلا ومواصلة البحث ...
- لبنان: حزب الله يتمسك بسلاحه ويؤكد أن التهديدات الإسرائيلية ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الرواني - زعلة خير من تطفل