أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينب علي - البائسة وحفلة التكليف الشرعي














المزيد.....

البائسة وحفلة التكليف الشرعي


زينب علي

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 01:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا اعلم مايدور في عقول اولئك المؤمنين,
وكيف ينظرون للامور ويقومونها.
كيف يحكمون ان هذا الشيء خطأ تجب معالجته فورا، وذلك الامر ليس بتلك الاهيمة،،
وليس من الواجب الالتفات اليه او اعارته اي
اهمية..
في طريقي الشبه اسبوعي تقريبا، تقابلني تلك الفتاة التي يتراوح عمرها بين الرابعة عشر و السادسة عشر حسب تقييمي لها, فتاة مراهقة ترتدي ثيابا رثة, ممزقة, متسخة, وعباءة اكثر اتساخا وتمزقا ويحيط بها اخوتها الصغار, لا اعلم ان كانوا اخوتها ام لا ولكن منظرهم الرث والذي يفطر القلوب يجعلني افكر بانهم اخوتها. تتراوح اعمارهم بين ال ٦-;-سنوات الى العشرة تقريبا عددهم خمسة كما اظن. يجلس الجميع على ذلك النصب الذي يقابل قاعة الاحتفالات العامة في وسط المدينة،،
هذا النصب كان يوما ما نصب لصورة القائد,, اما الان فانه نصب من حجر بلا صورة ولا قائد, بل اصبح مكانا لهذه الفتاة ورعيتها الصغار. يجلسون امام المارة مختلفي المزاجات والخلفيات والثقافات. تتعرض للمضايقات وتحرشات المراهقين الذين يتسكعون حولها ذهابا وايابا, وعند عودتي في المساء اجد الفتاة قد احيطت تماما بمجموعة من الشباب اغلبهم باشكال مخيفة, وهيئات يرتجف لها القلب.
في احد الايام، وكالمعتاد كانت هي تجلس ويحيط بها مجموعة من الشباب المنحرف واخوتها ملتصقين بالسيارات المتوقفة بانتظار المسير، للاستجداء,,
وحينما نظرت الى الجهة الاخرى الى (قاعة المدينة) حيث تقام فيها الاحتفالات والفعاليات والعروض المسرحية شاهدت فتيات صغيرات يرتدين اثوابا بيضاء طويلة كانها نقاب( لباس الصلاة) ومعهن امهاتهن. تحمل الصغيرات اللواتي يرتدين هذا الزي الموحد كتب صغيرة لم اميزها ووردة بيضاء, ثم وقعت عيني على اللافتة المعلقة على الباب الخارجي للقاعة ( تقيم مؤسسة................ حفل التكليف الشرعي لبناتنا اللواتي بلغن سن التكليف برعاية السادة........... وبحضور الشيخ............).. بكيت بداخلي قهرا,, وتبسمت ساخرة ظاهريا على هذه المهزلة..
الم يشاهد اولئك السادة هذه الفتاة ( المكلفة شرعيا)التي تقابلهم ليلا نهارا ( الباب بالباب)، وهي تجلس في الشارع ممزقة الملابس ويحيط بها الشباب المنحرف؟
الم يشاهدوا اخوتها الصغار وهم يستجدون طوال السنة؟؟ بملابسهم الممزقة و وجوههم الشاحبة؟؟
الم يفكروا بمصير هذه الشابة الصغيرة التي تجلس في الشارع ليلا نهارا؟؟!!
والتي ربما سيقودها الشارع يوما ما للانحراف؟؟؟ بل سيقودها للانحراف وهي في الطريق اليه..
الاموال التي صرفتموها على تحجيب الصغيرات,
حرمانهن من شرائطهن الملونة,
حرمانهن من فساتينهن الزاهية التي تجعلهن كانهن راقصات باليه،،
فراشات. ملونة،،
ادخال الافكار الغريبة الى عقولهن البريئة وجعلهن يفكرن بأن الاخر ينظر اليهن بشهوة، النظر الى هذه المخلوقات الصغيرة بشهوة ولفها كي تبعدكم ايها السادة عن الاغواء.
كان من الاحرى بكم ان تنقذوا بها تلك الشابة من الضياع المحتم,
ولم يكلفكم ذلك الا التفكر بضمير,
بمصداقية,
باخلاص,
وبعبور الشارع الى الجهة الاخرى, حيث تنظر تلك المسيكنة المحاطة بالوحوش، للصغيرات وهن يخرجن من ( حفلتكم التحجيبية), وتتحسر,,
ليس على على حجاباتكم الرخيصة الملفوفة بالشهوة,,
بل على ضمائركم الميتة.



#زينب_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام في جوف النهر
- موكب نحو الخلود
- لحظة تمرد
- لعنة فرخندة
- حب تحت شجرة
- بائع السجائر
- وعدتك يا امي
- ليس هو
- نداء ايزيدية مسبية( لاتحزني)
- ابن حرام
- جمعة الغضب لاتشمل اليزيديات
- انا امراة,, اذا انا قادرة
- حوار مع احداهن
- برمجة المراة
- مواجهة مع رجل صالح
- قصة قصيرة (بسمة)
- في يوم المرأة.. كيف نحتفل ونحن سبايا
- إسرائيل و-شرعنة- انتهاك القانون الدولي الإنساني


المزيد.....




- تناول العنب يوميا يحسن قوة العضلات لدى النساء بعد انقطاع الط ...
- هل إمتاع الذات هيؤثر على صحتك؟
- بالتزامن مع اليوم الدولي .. جلسة معرفية عن التعاونيات
- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...
- بيان تضامني مع سنية الدهماني واستهداف الناشطات في تونس
- مادلين.. صيادة من غزة تتحول إلى رمز لصمود المرأة الفلسطينية ...
- لأنني لم أجد أمًّا تحضن وجعي.. قررتُ أن أكونها
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- هنا الآن لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينب علي - البائسة وحفلة التكليف الشرعي