أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينب علي - حوار مع احداهن















المزيد.....

حوار مع احداهن


زينب علي

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 02:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



وحيدة وحزينة في الممر الطويل المكتظ بالمارة . تحتضن كتبها كما كل مرة. لم يخطر في
بالي ابدا انها تحمل هما كهذا. فكل مرة اراها اشعر بانها قوية وتحصل على ماتريد. لم اتصور انها في يوم من الايام يمكن ان تقف هناك بين الذاهبين والاتين لتنتظر خروجي بوجه بائس.
- مرحبا
- من هالة؟ مرحبا
- سانتظرك هنا الا ان تكملي عملك
- ولكنني ساتاخر عليك ربما ساعتين او ساعة ونصف.
- لايهم المهم ان اتكلم معك.
-ظننت انها ستتكلم بشيء ما يخص العمل او ماشابه, حسنا انتظريني.
ذهبت لاكمل عملي ولم يشغل بالي امرها, بل لم افكر به ابدا.. حتى انني نسيته عندما انتهيت من اكمال عملي وعدت.
-انا هنا
كانت واقفة في نفس الممر.
- اووو اسفه لم انتبه, مالذي كنتي تريدين ان تقوليه لي ؟
- تعالي نجلس هناك
ذهبت معها واخذت افكر مالذي يجعلها تنتظرني ساعتان في نفس المكان واضعة كتبها على صدرها. ظننت انها ستتكلم بخصوص الدراسة او شيء رسمي, ولكن حالما قالت لي تعالي نجلس هناك ادركت ان الموضوع اكبر من مناقشة عمل.
- جلست وبدات تفرقع اصابعها وتبحث عن بادئة لتطرح حديثها معي.
- لابد من انك لاحظتي بانني واهنه وضعيفة وقد ذبل وجهي ولم اعد كما كنت في الفترة الاخيرة .
لم الاحظ عليها هذا الشي ولربما لم اكن مهتمة. لا اعرف لما لم الاحظ هذا , لكنني الان فعلا احسست ان وجهها قذ ذبل وقد خسرت وزنا كثيرا عن سابق الاسابيع.
- بصراحة لم انتبه كثيرا للتغيير الذي طرات عليك, لكن صدقا انت خسرت وزنا ووجهك شاحب ماالامر؟
- انا اعاني من مشكلة مع والدي ولا اعرف كيف سامضي حياتي معهم.
- كيف؟ ماهي؟
- زوجني والدي عندما كنت في السابعة عشر من شخص لا اعرفه ولم اراه قبل الزواج. كنت رافضة الزواج بشدة, كنت احب ان اكمل دراستي . بكيت كثيرا ولكن من غير جدوى. في النهاية اجبرني على الزواج منه.
لم اتخيل يوما بان هذه الفاة الجميلة الوديعة التي يوحي الي مظهرها كل مانظرت اليها بانها قوية معتدة بنفسها, ادركت انها تخفي عذابا ابديا وانا ارى عينيها ممتلئة بالدموع محاولة حجزها بصعوبة .
- متزوجة؟ وبالغصب؟
- اسمعي قصي للاخير.
- زوجي يشرب كثيرا. وكل مايشرب يعمل مشاكل كبيرة معي ومع اهله, ويبدا بضربي واهانتي وطردي في الشارع. يسبني ويشتمني. كل مرة اتي لبيت اهلي متورمة الجسد يسارع اهلي بارجاعي وباقناعي بان اتحمله فهو زوجي اولا واخيرا, ويجب ان احافظ على علاقتي معه. في احد الايام قام بضربي في منتصف الليل وحاول ان يخرجني خارج البيت وهو سكران كالعادة فاخذت الموبايل واتصلت بابي الذي استفزه ان يتم طردي في الشارع منتصف الليل فاتاني واخذني واقسم ان لايعيدني اليه وحصل الطلاق.
- اووو الحمدلله تخلصتي منه اخيرا.
- نعم تخلصت منه ولكن هذا لم يدم طويلا
- كيف؟
- قام ابي بعقد قراني مع احد اصدقاءه ومثل المرة السابقة من غير ان اعلم وفاجئني بان الاسبوع القادم زواجي من شخصا ما. بكيت وعارضت ولكن ليس لي اي سلطة على نفسي. تزوجت وعشت معه ومع اهله. كان كالسابق يهينني ويضربني. تحملت اهانته واذلاله لي فقط لاجل ان لا ارجع لبيت اهلي مطلقة مرة اخرى. عانيت كثيرا وكل مرة اشكو لامي وابي يتهمونني باني انا التي لا احسن العمل معه. الا ان جاء سكران في احد الايام واخذ يسبني ويشتمني ويهينني بكيت كثيرا واتصلت بابي الذي قرر ا ن ياتي ويراني كيف اهان امامه وكيف يسب ويشتم اسمه فقرر ان يطلقني منه وعدت مع ابي.والان انتي مطلقة؟
نعم انا الان مطلقة وقد اجتازيت هذه المحنه وطوال الايام الجميلة الماضية التي كنتي تريني بها سعيدة وجميلة كنت قد تخلصت من الالم واستئنفت دراستي التي قطعتها منذ زمن بعيد. شعرت بانني حرة وقوية. اسمع بعض الكلمات التي لاتريحني من امي وابي باني لا اصلح كزوجة ولا اعرف كيف احافظ على زوجي ا وان اتعامل معه, ولكن كل هذا لايهمني مادام قد تحررت واكمل دراستي.
- الحمدلله ولما انت الان حزينة ووجهك شاحب مادمت حرة وفرحة.
- اغرورقت عيناها بالدموع.. سالت دمعها فمسحتها.
اتصلت عمتي بوالدي واخبرته بان ابنها يرغب الزواج مني وعليه ان يبعد ابنته عن ولدها, فهي لاترغب ان يتزوج ابنها من مطلقة.
صدقيني لاعلم لي بالامر مطلقا. ولا اعرف هل هو فعلا يرغب الزواج ام لا. فانا لم اعد ارغب بشي اسمه زواج . اريد ان كون حرة وسعيدة وان اكمل دراستي.
جن جنون ابي لسماع اخته وهي تقول ان ابني يرغب بالزواج من هاله. رمى بسماعة الهاتف واتي نحوي كالرعد الغاضب, كالاسد المفترس وانا لا اعلم مايدور فتح باب غرفتي وااخذني من شعري رفعني ورماني للارض. احسست بان ملك الموت يقبض روحي ولكنه احب ان يعذبني قبل موتي لفتره. احسست بجسدي قد تكسر. ضربني في كل مكان من جسمي. كنت اصرخ عاليا وكان يقول انتي عار يجب ان اتخلص منك.
- مالذي حصل ياابي؟ لما انا عار؟ هل حدثك احد عني بسوء؟ اقسم اني لااتكلم مع اي شاب ولا حتى اسلم عليه حين امر بجانبه.

- اخرسي يا عار مثلك عار لاتستحق ان تستنشق الهواء.
-
كانت ضرباته تاخذ كل قوتي. كانها صعقات كهربائية. مؤلمة جدا. تقطعت انفاسي تحت ضرباته وصوته المجلجل المهين الذي يؤذيني اكثر من الكلمات.

_ انتي عار. يجب ان تموتي. لا اريدك. موتي..موتي..موتي.
كان يضربني بكل وحشية ومع كل ضربة يصرخ.. موتي. موتي. كانت ضربته الموت بعينه, بقسوتها وبشاعتها.
وكنت اصرخ وابكي ابي انا لم اعمل شي
_ لاتقولي ابي ياسافله تفووو عليك ثم ركع فوقي ووضع يديه على رقبتي . انه يخنقني ليتخلص من عاري.
موتي.. موتي موتي ياعار ..جعلتي وجهي اسودا
شعرت انني اموت,, وكم يكرهني ابي,, وكم انا شيء رخيص وثقيل على قلبه.
كسر اخوتي وامي الباب وكان الله ارسلهم في اللحظات الاخيرة , فاخذوه من فوقي.
ابتعد عنها يابي انها تموت لاتقتلها,
وسمعت امي تنادي هل تريد ان تقتلها وتجعلها عارا ابديا يوسم عائلتنا.
اذتني كلمات امي. شعرت ان العار الذي سيلحق بها مايهمها,, لاحياتي. كلمات امي اشد وقعا من ضرب ابي ومن ترحيله المرير لروحي.
اخذوا ابي بعيدا وهو يصرخ كالمجنون ابعدوها عني. ساقتلها.
_ كل هذا حصل لك
كانت دموعها تتسابق : نعم كل هذا اختصرته في حديث معك . لم تري ذلك اليوم.
_ وبعد مالذي حصل؟
لم يسمح لي ابي بان اذهب لدراستي. واعتزلت في غرفتي لم اعد اكل ولا اشرب ولا انام حتى اصبحت على ما انا عليه الان.
لم يكلمني ابي ولا امي ولا حتى اخوتي. اعيش غريبة في البيت لوحدي . اجلس طوال النهار في غرفتي.اخذوا حتى نقالي. امي تقول لي انني عار وكان يجب ان اموت قبل ان اجلب فضيحة للعائلة. تسميني الابنة الغير محترمة التي لا نثق بها مطلقا.
_ انتي لست ثقة ولا استغرب ان تاتي باحدهم في غيابنا.
بكت بصوت : تصوري ام تقول لابنتها الوحيدة انتي لست ثقة ولا استغرب ان تاتي باحدهم؟ كيف سيكون شعور بنت تسمع هكذا كلام؟
_لم اجد كلات لمواساتها غير انني بكيت لبكاءها.
اتت عمتي في اليوم التالي وقالت بان لايوجد شيءبيني وبين ابنها. كان ابنها قد طرح عليها الفكرة وهي رفضت واحبت ان تخبرنا عسى ان تكون لنا يد في الموضوع.
انهالت الاهانات وشتى انواع الكلام السيء تجاهي . قالوا انني لا اخجل ولا استحق ان اكون معززة ومكرمة. واستمر الحال ثلاثة اشهر. اجلس وحيدة, حزينة, منبوذة, مهانه, ولا احد يسال عني. جاؤوا صديقاتي وامهاتهم للبيت وتوسلوا بامي ان اعود للمدرسة, وبعد نقاش دام اسبوع مع ابي, تمت الموافقة ان اعود للدراسة. وها انا ذا من الدراسة الى غرفتي وحيدة لايكلمني اهلي ولا حتى يردوا سلامي, فلازلت برايهم ابنة ليست ثقة من المحتمل ان تجلب لهم العار باي لحظة.



#زينب_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برمجة المراة
- مواجهة مع رجل صالح
- قصة قصيرة (بسمة)
- في يوم المرأة.. كيف نحتفل ونحن سبايا
- إسرائيل و-شرعنة- انتهاك القانون الدولي الإنساني


المزيد.....




- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينب علي - حوار مع احداهن