أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب علي - ليس هو














المزيد.....

ليس هو


زينب علي

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


دخلت قاعة الاستقبال وهي تتلفت بقلب يكاد يقفز من مكانه لخليط من الفرح. لقدومه, للنظرة المشرقة لوعودهما التي سيكتب لها ان تكون حقيقة, لحبهما الذي استمر رغم غربته, بالرغم من انه كان لا يتصل او يكتب اليها كثيرا, الا انها واثقة من حبة وتمسكه بها. كانت عندما تتصل به وتساله عن نسيانه لها وعدم اتصاله, يعتذر لها بانشغاله في الدراسة التي تبعده عن كل شي لصعوبتها.
كانت واثقة به جدا, لان مخاوفها تتبدد عندما تسال صديقتها نادين,اخته, عن اتصاله بعائلته. تجيبها نادين انه لايتصل كثيرا فهو مشغول بدراسته وان اتصلنا به, فهو يحاول ان ينهي المكالمة بسبب ضيق الوقت وانشغاله.
تبتسم داليا وهي تسير بصحبة نادين باتجاه مكان الانتظار. بدت الساعات ثقيله في قاعة الاستقبال بانتظار وصول الطائرة التي تقله.
استرجعت ذاكرتها وكان اصابعه تشابك اصابعها. وعيناهما تلمعان وتتبادلان كلام اعمق من ان يقال.
كسرحاجز الصمت:
ساعود اليك حبيبتي. وسنكون هنا وستزهر ايامنا ياسمينا وسيفوح شذى حبنا في كل مكان. وستزهر حقول حبنا وتنتشر على ازهارها الفراشات, وستسمعين الموسيقى التي نحب حينما اكون قد عدت اليك, هنا سنجلس سوية وسيمر علينا نسيم الصباح المنعش ونحن نستمع لمقطوعتنا المفضلة.

لم تكن المكالمات القصيرة التي اجرتها معه ولا الكتابات التي تصلها لتطفيء جذوة اشتياقها له. تذكرت كلماته وهو يودعها و ينحني ليقبلها عندما قالت له:
_ اخشى انك ستنساني. بعد المسافة وطول الايام ومشاغلك الجديدة ستبعدك عني كثيرا وسيتلاشى وجودي في قلبك شيئا فشيئا فيصبح مكاني فارغا مهيئا لاستقبال غيري.

_ساظل احبك يا اميرتي مهما حصل الى اخر لحظة من حياتي.
وسنكون هناك قرب ذلك المعبد نتلو كلمات حبنا المقدسة ونصنع عرسا لاهوتي يليق بحبنا المقدس. وستطوف الملائكة حولنا تتلوا تراتيل الحب وتصنع هالة من النور حولنا. وساسقيك من منبع روحي حب لا تظمأي بعده ابدا.
الان سمعت المنادية وهي تنوه بوصول الطائرة التي تقل حبيبها. التفتت لنادين مرتبكة:
_ لازلت مستغربة لماذا لم يخبرني بقدومه؟ مع انني كنت دائما اطلب منه ان يخبرني متى ما رجع.
_ لانه احب ان يعمل لك مفاجاة, فانا اعرف اخي كيف يفكر انه يحب ان يجعل المواقف اكثر من تقليدية ومميزة مع من يحب.

_اشعر بالبرد والارتباك. ترى هل سيعرفني ام انه نسي شكلي؟ ولكنني ارسلت له صورا كثيره.
_ اكيد سيعرفك وسيفرح كثيرا بقدومك المفاجا.
نزل العائدون والمسافرون من الطائرة. وكانتا تنظران للنازلين واحدا واحد, علهما ان ترياه. كانت داليا تحسب الاشخاص فردا فردا. وقلبها بدا يركض. واخذت تلف بباقة الورد الحمراء التي جلبتها له بيديها وهي مرتبكة.
صاحت نادين:
_ داليا, انظري انه هناك.
ولكنها هفتت وسكتت بعدما رات منظرا اخر.
نظرت داليا وتمنت لو انه كان حلم وستصحو منه. سقطت باقة الورد من يديها وتبعثرت بعض الازهار. نظرت للباقة الملقاة على الارض وحبات الدمع تنهال من عينيها فوقها.
مسكت نادين يدها ووضغطت عليها بقوة وكانها تؤازرها ولكن بصمت.
اقترب ومعه تلك المراة الشقراء التي لاتفهم مايتكلم الناس من حولها. كانت تلف ذراعها بذراعه وتضع راسها على كتفه بين الحين والاخر.
احتضنته نادين ولكن ببرود واحتضنها وعينيه باتجاه داليا. كانا متعانقان وراسيهما يتقاسم الافكار.
ارادت داليا ان تتاكد بان شكوكها ليست في محلها. فلعلها صديقة رحلة او أي شيء اخر. نظرت الى اصبعيهما فرات الخاتمان يلمعان.
لم يكن الحب مقدس. ولم يكن هناك معبد لنتلوا عليه كلمات حبنا الغير مقدس. وذبلت ازهار الياسمين ولم يفوح شذاها. ولم يكن هناك حب ابدي ينتهي بنهاية سعيدة كما نقرا في الروايات. كل ما عرفته, انه سقاها مر خيانته ليجعلها ظامئة الى الابد.
وقفا وجه لوجه ونظر اليها وهي تمسح دموعها وتنظر الى عينيه بجراة كي تذكره بوعوده لها. احال نظره الى الارض ليرى باقة الورد وازهارها المبعثرة وقد كتب عليها( الى حبيبي الذي اوفى بوعده..احبك).
_كيف حالك يا داليا.
_ شكرا, انا افضل الان, اشعر بانني ارتحت كثيرا لرؤيتك بصحبة زوجتك.
_لم يكن هناك أي داع لتكلفي نفسك باحظار الزهور,, فمجيئك يكفي.
_جلبتها لحبيبي الا انه لم يعد.
سالته زوجته الشقراء:
_من هاتين حبيبي؟
_ اختي نادين وصديقتها داليا يا عزيزتي.







#زينب_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء ايزيدية مسبية( لاتحزني)
- ابن حرام
- جمعة الغضب لاتشمل اليزيديات
- انا امراة,, اذا انا قادرة
- حوار مع احداهن
- برمجة المراة
- مواجهة مع رجل صالح
- قصة قصيرة (بسمة)
- في يوم المرأة.. كيف نحتفل ونحن سبايا
- إسرائيل و-شرعنة- انتهاك القانون الدولي الإنساني


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب علي - ليس هو