أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عمار ديوب - نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية















المزيد.....

نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 07:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


في عدد الحوار المتمدن 1349 قدم الأستاذ رزاق عبود مقالة بعنوان " بن لادن والزرقاوي ورثة تقاليد العنف الإسلامي الطويل الأمد" بصراحة ابن عبود أيضاً سنتكلم ، حيث أن الكاتب يحاول إيجاد صلة ما بين ما يحصل من حركات متأسلمة تدعي ّ الدين وترفع بعض شعاراته في ما تقوم به ، وبين التاريخ الإسلامي القديم ، وبالرغم مما يقومون به ويربطون هم أنفسهم بالتاريخ الإسلامي ، إلا أن هناك فارق يجب ألا يجعلنا نحمل التاريخ أسباب تبني هذه الحركات لهذه الأفكار الإرهابية ، فليس الماضي سبباً لمشكلات الحاضر
أولاً: لم تظهر هذه الحركات بهذه الصورة إلا في فترة زمنية محددة ترافقت مع فقدان النظام العربي لأية مشروعية ومع تقدم المشروع الأمريكي على مستوى العالم ، وقد كانت هذه الحركات عديمة الأهمية والوجود تقريباً في فترة الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات ، وبالتالي لا بد من التسأل ، لماذا في تلك العقود كان العقل العربي الإسلامي لا ينتج هذه الظاهرة بهذا الشكل وينتجها وبقوة في عقود الثمانينيات والتسعينيات ولاحقاً بمعنى أخر ما ينتج من أفكار وحركات سياسية دينية وطائفية بشكل عام هي نتاج الحاضر بالتحديد ، وحتى شكل الأفكار أيضاً وبالتالي لا ضرورة لذلك الربط ...
ثانياً : نعلم علم اليقين ما كانت تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية بالعلاقة مع النظام العربي ولا سيما العربية السعودية بإنعاش الفكر الأصولي المتطرف بالتحديد وتدمير الفكر العلماني والماركسي والقومي والديمقراطية وموضوعة دعم هذا الشكل من الفكر في باكستان عن طريق العربية السعودية ومصر وأمريكا لا أحد لا يعلمها ...
ثالثاً من الضروري الاعتراف بأن تاريخنا هو ككل التواريخ فيه الغث والسمين والمقزز والإرهابي والقذر " لم أجد كلمات أخرى" ولا يمكن اعتبار تاريخ الإسلام " من أوله حتى اليوم تاريخ عنف " وقتل ولكن العنف جزء من كل وهو أمر طبيعي في ذلك العصر ووفقاً لمستوى الوعي ومصلحة الحكام وزبانيتهم ، وإدانته من قبلنا لا يلغيه من التاريخ ولا يلغي ضرورته وهو_ فعل الادانة_ يأتي في سياق البعد الأخلاقي حصراً ولكن لا يمكن رد ما يقام به من عنف الآن إلى التاريخ القديم فلكل أسباب وأشكاله وحتى لو تشابهت بعض الكلمات والتحليلات ....
ثالثاً : اتفق مع الكاتب على أن بعض الكتاب يميلون إلى" النفاق والخوف والمجاملة الخ" في تناولهم لموضوع الحركات الإسلامية ولكننا ومن جهة أخرى لا بد من التحوط عند الحديث بهذا الأمر ، لان الكتاب والمثقفين يجدون أنفسهم معزولين عن وسط عام له وعي أصولي وثانياً وجود نظام لا يقدم أية حماية وخاصة للكتاب المستقلين والرافضين للالتحاق به وبأبواقه ، ويساومهم اذا ما طلبوا الحماية بأرخص الطرق وسيما على كرامتهم وقلمهم بالتأييد له ، وما حدث للكاتب الرفيع المستوى نصر حامد أبو زيد او سيد قمني أو فرج فودة وعشرات من أمثالهم معروف تماماً وبالتالي لا يمكن تحميلهم قول الحقيقة كاملة ، ولكن أتفق معك كلية على ضرورة النقد والتصدي الشامل لهذه الظاهرة " الحركات " وبذات الوقت عدم ربطها بالتاريخ القديم وإنما بالقوى التي تشكل تاريخنا الراهن وأقصد الولايات المتحدة الأمريكية و والنظام العربي برمته ومن يسعى في هذا الإطار ..
ومن هنا لابد من ربط هذه القضايا ببعضها وتقديم قراءات جادة للتاريخ الإسلامي بما فيه من تعدد مستويات ، كذلك العمل عل تقديم تحليلات لضرورة فصل الدين عن الدولة واعتبار استخدام الدين كتشريع وأيديولوجية وسياسة تشويهاً له ولحياة البشر وضرورة إعادته إلى المجتمع ، فالدين منذ بداية الدعوة المحمدية وُظف لخدمة بناء الدولة العربية وإن ما فعله النبي محمد خارج الرسالة القرآنية وكل الخلفاء من بعده أعمال بشرية بإمتياز وتخدم سياسات تخص النهوض بالأمة العربية وهو عملاً بشرياً وسياسيا واجتماعياً ، ولا يمكن فهمه إلا في هذا الإطار والاستخدام اللاحق للدين بعد موت محمد كتشريع لا يسمح بالقول أن الدولة كانت دولة دينية ، بل هي هي دولة إقطاعية ذات إيديولوجية دينية ،أي هي لصالح جماعات وفئات لها مصالح اقتصادية واجتماعية وسياسية وعائلية وأن كانت عبر الصياغات الدينية ...
هناك جانب أخر قد يكون يلمح له الأستاذ وهو ما يجري في العراق من حركات مقاومة ليست إلا حركات إرهابية ، وإن هذه الحركات جزء من تراث ماضي هذا الشعب ، لابد من التفرقة بالتحديد بين من يقتل ويقاوم الأمريكان عسكرياً وسياسياً ومدنياً ومن يقتل العراقيين المدنين فالأول مقاوم بالضرورة والثاني إرهابي ومجرم بالضرورة ، وهناك كثير من الحركات المقاومة تنأى بنفسها عما تفعله جماعة الزرقاوي وتتهمها بالتعاون مع الأمريكان سرا أو علناً ولنقل أنها لا توافق على أسلوبها في العمل وتعتبره لا علاقة له بالمقاومة العراقية الوطنية ..
وتحاول توسيع رقعة المقاومة على كامل تراب العراق لتشمل جميع فئات الشعب العراقي وهذا ما يجب تشجيعه ،
ونود القول أن القانون الدولي وبغض النظر عما تفعله تلك الحركات " الزرقاوي وأمثاله" فإنه يُحمل المحتل سبب ما يحدث على الأرض التي يحتلها ،إضافة لوجود تحليلات تشير لوجود سياسة أمريكية في العراق تهدف لإغراق العراق بكثير من الحروب الأهلية ومحاولة جر الشعب العراقي الى حرب طائفية وصولاً الى تقسيمه طائفياً وعرقياً ...
وهذا إذا صح فهو يعني وبالمطلق تحقيق هدف وحيد هو تشويه المقاومة بالعراق ودمجها بالمجموعات الإرهابية ، وتصوير مجموعات الإرهاب هي المقاومة في العراق وليس العراقيين على اختلاف مشاربهم الفكرية السياسية الذين استبيحت بلادهم واستعمرت من جديد وهو ما يبرر للأمريكان تدمير مدن وقرى بأكملها باعتبارها إرهابية ؟
وبالتالي ما يحدث بالعراق ووفقاً للعرف الدولي هو مسؤولية الاحتلال الأمريكي بالتحديد ومسؤولية النظام الطائفي العشائري من جهة أخرى الذي يستدعي شكل طائفي ديني كأحد التعبيرات عن المقاومة الوطنية ، وكذلك بعض القوى العلمانية التي التحقت بهذا المشروع الأمريكي ...
لهذه الأسباب لا بد من التفرقة بدقة بين الإرهاب الدموي ألتدميري " بن لادن والزرقاوي والمجموعات الشبيهة به" والمقاومة العراقية وضرورة وجودها وحتى لو كانت أجزاء منها ترفع شعارات إسلامية مع نقدها وتوضيح محدودية هذه الشعارات بهذه الصورة وضرورة توسيع شعاراتها وبرامجها لتكون وطنية وعلمانية وجزء من المقاومة العلمانية الديمقراطية على مساحة العراق وعدم ربط شعارات وبرامجها بالتاريخ القديم أو بالدين الإسلامي ؟



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام وأصول الحكم كتاب لكل مكتبة
- ما هو دور ميلس في التغيير الديموقراطي السوري
- جريمة هدى أبو عسلي بين العلمانية والطائفية
- الزرقاوي مذيعاً للأخبار
- مخاطر تبني الضغوط الخارجية
- عماد شيحة في موت مشتهى
- العلمانية والديموقراطية والمساواة الفعلية
- مقاربة أولية لافكار برهان غليون بخصوص الليبرالية والديموقراط ...
- هل من خيار لموريتانيا
- ديموقراطية عبد الله هوشة أم ليبراليته
- توصيات المؤتمر التاريخي
- المعارضة الديموقراطية بين الاخوان ورفعت الاسد
- اليمين واليسار يمينين
- الطبقة العاملة بين الوعي الطبقي والوعي الطائفي
- العلاقات السورية اللبنانية واشكالية اليسار
- الماركسية والانتخابات التسعينية
- الديموقراطيات المتعددة والهيمنة الأمريكية
- الحرية الحرية ما أجملك أيتها الكلمة
- الحاجة الى الحوار الماركسي
- من أجل حوار متمدن مستمر


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عمار ديوب - نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية