أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عمار ديوب - هل من خيار لموريتانيا















المزيد.....

هل من خيار لموريتانيا


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 12:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ذهب رئيس موريتانيا للتعزية بوفاة ملك السعودية ، مخلفاً ورائه عصابته – قائد الجيش ، الحرس الوطني ، رئيس المخابرات – في تسسير شؤون الدولة ، خذلته العصابة وتحالفت مع بعضها وأقالت الرئيس الديكتاتور واذاعت البيان الاول الخاص بتنحيته وفساده وظلمه وبالتحول نحو الديموقراطية والشفافية ومحاربة الفساد ، فلقيّ الرئيس مصير سلفه الذي أيضا أطاح به قبل إحدى وعشرين سنة ، وبذلك انفتح النقاش في العالم العربي حول مخاطر الانقلاب العسكري وضرورة التغيير ، وكيفية حدوثه ، فهل يتم عبر الخارج أم الداخل ، وما هو دور الانقلاب العسكري في التغيير الداخلي وهل هو ضمن المخطط الأمريكي أم معادي له 0
ندد الاتحاد الافريقي وأوربا وأميركا والدول العربية بالانقلاب و بذات الوقت راحوا يبعثون المبعوثين لمعرفة توجهات الانقلابيين ، وحثهم على العودة الى الشرعية الواقعية للأنظمة المحيطة ، وكذلك الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الدولية التي أعلن الانقلابيين الالتزام بها منذ الساعات الأولى لانقلابهم ، والمفارقة هي الدعوة الموجهة الى الانقلابيين للعودة إلى الشرعية الدستورية وأمريكا تقول بإعادة ولد الطايع، والسؤال كيف تشرع تلك الدول المسماة ديمقراطية لحاكم دكتاتور دامت سلطته القمعية أكثر من عقدين وتمنع عن قادة جدد عسكريين تلك الشرعية ، وعلى أي أساس يتم ذلك اقتصادياً أم سياسياً أم إنسانيا ، وبرأينا ليس هناك من حجة لها قيمة فعلية أو سند ما ،خاصة، وأن الرئيس القديم ، الديكتاتور ، احكم السيطرة على موريتانيا ووجهها نحو مزيداً من الفقر والاستغلال وعقد معاهدة مع إسرائيل بدون استفتاء شعبي ، واستخدم العنف والحلول الأمنية كحل للمشكلات الداخلية وتجاهل حقوق الأفارقة الموريتانيين ، وبالتالي شرعية الانقلاب تأتي بدايةً من عدم شرعية الديكتاتور السابق ومن اغتصابه للسلطة بالطريقة الانقلابية ذاتها، ولعدم تقديمه أية حلول لمشكلات موريتانيا باستثناء الحلول الأمنية ، وتتأتى الشرعية من الدعوة التي أطلقوها بخصوص الديمقراطية ، ولا بد من القول أن الشرعية الفعلية ترتبط واقعياً من تسليم السلطة للمدنيين وإعادة الجيش والأمن بتنويعاته إلى مهامه الأصلية بالمحافظة عل هياكل الدولة العلمانية الحديثة ، ولا اقصد هنا ان يلعب الجيش دوراً شيبيهاً بالدور الذي يلعبه الجيش التركي ، لأنه في كل انقلاباته كان نصيراً للطبقة البرجوازية ومخرجاً لأزماتها وظالماً للطبقات الفقيرة وللقوميات الأخرى 0

الانقلاب يقدم تحذيراً جدياً للأنظمة العربية الديكتاتورية التي ما تزال تفكك وتفتت أي إمكانية للحداثة العربية وللتطور وترهن استمراريتها بالقمع والحلول الأمنية وبعلاقتها التبعية للمشروع الأمريكي وتنفيذ كل ما يطلب منها بما فيه عقد اتفاقيات استسلام مع إسرائيل وبدون العودة إلى الشعب ، ورغم السلام الذي عقده ولد الطايع مع إسرائيل إلا أنه سقط ، وبالتالي لا تؤمن تلك التبعية والاستسلام الشرعية والاستمرارية 0

الانفتاح لجهة أحزاب المعارضة وإعطائها دوراً مركزياً في تغيير مجرى السلطة وتوجهاتها بحيث يتم التخلص من حكم الفرد نهائياً وتتعزز آليات الديمقراطية كشكل للحكم وطريقة في اتخاذ القرارات بعيداً عن الاستبداد أو القمع وبما يتيح للبرامج الاقتصادية والسياسية والثقافية التصارع بحرية وعبر أحزاب تؤمن بالديمقراطية كطريقة للوصول إلى السلطة ، وبالعلمانية التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون دون تمايزات دينية أو عرقية أوجنسية وبما يحقق مصلحة الطبقات والفئات الأكثر فقراً ومصالح موريتانيا المستقبلية 0 هذا الانفتاح يتضمن الانفراج عن السياسيين من السجون وتعويضهم عن الظلم ، وإجراء انتخابات في الأشهر القادمة وليس بعد عامين كما قال الانقلابيون ، وإصدار قانون للأحزاب وإجراء جملة إصلاحات سياسية أخرى والابتعاد عن طريقة التعيين في الوظائف وتسيير أمور الدولة 00

التطمينات للخارج أمر صحيح ، ومعاداة الخارج أمر خاطئ وغير ممكن ، حيث الهيمنة على العالم تتحكم بها الشركات المتعدية الجنسيات أداتها الدولة الأمريكية وجيوشها ، ولكن الارتهان لهذه الهيمنة وأخذ الشرعية منها أمر خاطئ ، فحيث توجد أمريكا توجد الأزمات ، وحيث تحل هيمنتها يحل الدمار ، وحيث تعقد الاتفاقيات الاقتصادية يحل الفقر وانعدام التنمية ويرتبط رأسمال المال والرأسماليين بانعدام الوطنية والعولمية كما صرح نصر حامد أبو زيد في إحدى المقابلات ، وبإمكاننا متابعة مسيرة الدول التي اجتاحتها هذه الهيمنة - لاحظ موريتانيا - وهذا يفترض بالعسكريين التأمل جدياً بمسيرة ولد الطايع نفسه كديكتاتور مفلس قبل سقوطه وبعده وكذلك التجاوب مع التوجهات الديموقراطية الجديدة في البلدان المتخلفة وتفادي أخطائها واخذ العبرة من تجربة فنزويلا مثلاً رغم الفوارق بين التجربتين ، ولكن التشابه في الوصول إلى السلطة سببه شيوع الفقر والفساد والاستغلال والهيمنة الأمريكية وتهميش أصحاب الأرض الأصليين ، وبالتالي يخشى على مستقبل موريتانيا إن لم ينحاز العسكريين إلى الديمقراطية والى الفقراء ، بل يمكننا القول ان شرط ديمومة السلطة الديمقراطية في البلدان المتخلفة في الزمن الامبريالي العولمي مرتبط بتأمين مصالح الفقراء 00


يفترض الوضع العالمي والإقليمي والضغوط المتتالية على العسكريين أن يتبرؤوا من السلطة السابقة بأن يقدموا كشوفات حساباتهم المصرفية ، والمهمات العسكرية التي قاموا بها ضد الشعب الموريتاني عرباً وأفارقةً ، وذلك عبر الصحافة والإذاعة والتلفزيون وأمام الجماهير مباشرة ، بحيث يطمئن الموريتانيون الى هدف الانقلابيين والمتعلق بالتخلص من الفساد وتحقيق الديمقراطية والشفافية والتخلص من الفقر 00

قد تبقى هذه الكلمات مجرد تخطيطات حبرية ، ولكن الاهتمام الذي يلقاه الموضوع الموريتاني ، يجعله موضوعاً يستحق المقاربة والتفكير خاصةً وأنه يغلق تماماً الطريق الذي تفكر به الأنظمة العربية وبعض المعارضات العربية في التحول الى رأس حربة في المشروع الأمريكي الصهيوني - لاحظ المعارضة سابقاً ، السلطة الآن في العراق - لأن مستقبل هكذا تحول لن يكون مصيره إلا المصير الموريتاني أو شبيه فيه ، فهل يمكن تفادي تجدد الهيمنة على موريتانيا وأخذ العبرة من البلدان والحركات الاجتماعية والسياسية الرافضة له ، إنها مسألة مرتهنة لخيارات السلطة الجديدة وللأحزاب الموريتانية ، وهو مالا يمكن التكهن به ، وإن كانت المقدمات لا تشجع على التفاؤل الايجابي 0



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية عبد الله هوشة أم ليبراليته
- توصيات المؤتمر التاريخي
- المعارضة الديموقراطية بين الاخوان ورفعت الاسد
- اليمين واليسار يمينين
- الطبقة العاملة بين الوعي الطبقي والوعي الطائفي
- العلاقات السورية اللبنانية واشكالية اليسار
- الماركسية والانتخابات التسعينية
- الديموقراطيات المتعددة والهيمنة الأمريكية
- الحرية الحرية ما أجملك أيتها الكلمة
- الحاجة الى الحوار الماركسي
- من أجل حوار متمدن مستمر
- ليبرالية قيادات الحزب الشيوعي أم اشتراكيتها
- هل دبلوم التأهيل التربوي دبلوم التأهيل التربوي
- الماركسية وآفاق المقاومة العراقية
- إشكالية الحوار الكردي العربي
- ديموقراطية أم ديموقراطية المهمات الديموقراطية


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عمار ديوب - هل من خيار لموريتانيا