أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - العلاقات السورية اللبنانية واشكالية اليسار















المزيد.....

العلاقات السورية اللبنانية واشكالية اليسار


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يخلو منزل في المنطقة العربية من حديث يومي عن امريكا واسرئيل والانظمة العربية وضروة الديموقراطية او عدم ضرورتها ، وباعتبار مشكلة الديموقراطية في لبنان متسيّدة للفضائيات ووسائل الاعلام ، وتهم السوريين بشكل مباشر للمسوؤلية التاريخية لنظامهم عنها ، فإنهم منقسمين عل انفسهم ، بين وجهات نظر متعددة منها معلنة واضحة باللانتهاء من الخروج من لبنان وتتبناه المعارضة السورية والراغبة بوصول الديموقراطية إليها ومنها خفي ومرتعب وتتبناه بعض اطراف النظام السوري وحلفائه في الجبهة الوطنية ومنها مركب وخليط وملتبس و يشمل عموم السوريين 00 سنحاول مقاربة مآلات الوضع اللبناني واشكالية اليسار فيه 0

تحكم علاقات عالم اليوم ، الهيمنة الامريكية على العالم ، حيث شكلت بعض المحطات العالمية انطلاقات نوعية لهذه الهيمنة كاعتداء 11ايلول 2001 في امريكا واغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط في لبنان ، الاول صار معروفاً للجميع بكونه الذريعة التي اعطت للولايات المتحدة الامريكية الانفلات والانقلاب الهمجي في العلاقات الدولية حيث اجهزت على كل من افغانستان ويوغسلافيا والعراق والثاني صار مدماكاً اساسياَ في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير المطروح امريكياً كجزء من مشروع هيمنتها على العالم وبالتالي جاء الاغتيال في سياق الوضع المتعثر للقوات الامريكية في العراق وضمن تصعيد الاجواء ضد النظام السوري واجباره على تنفيذ المتطلبات الامريكية باكملها والمتمثلة بضبط الحدود مع العراق والامتناع عن تقديم اية مساعدات للعراق والاقتصار في ذلك مع الدولة العراقية والقوات الامريكية والتخلص من المنظمات الفلسطينية وفك العلاقة مع حزب الله 0 وهذا يفترض تدخل مباشر بدلاً من سياسة التوكيل السابقة وذلك عن طريق احداث واقعة كبيرة " الاغتيال " تنشط الشراكة الامريكية الفرنسية الاوربية بعد تعثرها بخصوص العراق وتسمح بالهيمنة الامريكية ، فكان القرار 1559 والمتضمن اخراج سوريا من لبنان وانهاء المقاومة المسلحة لحزب الله وكذلك المنظمات الفلسطينية المسلحة وفرض التوطين على الفلسطينين والسلطة اللبنانية والغاء حلم العودة والقرارات المتعلقة به ولا سيما القرار 194 عبر التوطين أو التعويض وبالضرورة ادخال اسرائيل كشريك اساسي وقوة اقليمية ُيعتمد عليها عسكرياً واقتصادياً وتفكيك الدولة "الوطنية " ومنها سوريا وايران بالضرورة ليكتمل المشروع الامريكي 0 هذا يتضمن تحويل حزب الله أو ظاهرة المقاومة الوطنية في العراق وفي فلسطين وتحويلها الى منظمات " ارهابية " تحشد امريكا واسرائيل النظام الدولي ضدها بحيث تصير اهدافاً سهلة أمام القوات الامريكية أو الحصار الاقتصادي او اشعال الحروب الاهلية او غيرها 000 هذه الاستراتيجية الامريكية تجعل العلاقة بين سوريا ولبنان في غاية التعقيد خاصة وأنها في المنظور الامريكي تشبه العلاقة بين العراق والكويت من جهة وإن النظام السوري يتشارك مع النظام العراقي في عدة قضايا من جهة أخرى 0 بخصوص العلاقة السورية اللبنانية فإنها محكومة بجملة مشكلات تعود بدايتها منذ لحظة توكيل النظام السوري للدخول الى لبنان الى مرحلة الاقتتال الداخلي الى دور سوريا في كل هذه المراحل ، وبالانتهاء من كل ذلك مع اتفاقية الطائف ، وضعت آلية لتحديد العلاقة المشار إليها ، ولكن السياسة السورية تجاهلت تنفيذ محتواها وخاصة جانبها المتعلق بالانسحاب من لبنان ، وبدلاً من ذلك تمت تقوية السلطة اللبنانية واجهزتها القمعية بحيث صار لها بالاضافة لليد االحقيقية للاجهزة السورية دوراً أساسياً في كل الحياة اللبنانية وعلى كل المستويات ، وذلك لتحقيق مصالح اقتصادية وتجارية لفئات محددة في النظام السوري واللبناني بآن واحد ، وهذا ادى لتكثيف المعارضات المتعددة " الطائفية والديموقراطية واليسارية " في لبنان وقد قويت بشكل اساسي بعد قرار محاسبة سوريا والتمديد لامين لحود والقرار 1559 ووصلت قمتها بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري 000
فما هو المطلوب من النظام السوري باعتباره يتحمل المسوؤلية الاساسية عماجرى وعمايجري من علاقات خاطئة مع لبنان 0
هل يمكن الاستمرار في تخوين المعارضين - الاصدقاء السابقين – كلما اختلفوا في سياساتهم عن السياسة السورية ؟ وهل يمكن في ظل القرارات الدولية والامريكية والمعارضة المتشددة والهيمنة الامريكية ، الابقاء على الوضع اللبناني كما هو من تمديد للحود الى اعادة عمر كرامي والى الى حين اجراء مفاوضات بشان الجولان ؟ وهل يمكن الاستمرار بالقول ان معيار وطنية اية شخصية لبنانية اوحزب لبناني هوبمقدار علاقته مع النظام السوري ؟؟؟؟
سنحدد بعض القضايا لمحاولة فهم الامور :
أولاً : شكل خطاب الرئيس بشار الاسد أمام مجلس الشعب السوري دفعة قوية باتجاه اعادة علاقات صحيحة مع لبنان محدداً وجود اخطاء ارتكبها هذا النظام - طبعاً دون ذكرها وكان من الافضل ذكرها – شوهت العلاقة واساءة للشعبين ، وقد رافق الخطاب انسحابات عسكرية وامنية متتالية الى البقاع – كان من الافضل لوتم التخلص منها نهائياً وعودة كل ما تمثله الهيمنة السورية في لبنان الى سوريا - وهذا البدء خفف من ضغط المعارضة وجعلها تبدو أكثر معقولية واعطى بذات الوقت لانصار النظام السوري في لبنان سبباً مقنعاً لاظهار تواجدهم في لبنان ، وهذا الوضع جعل العلاقة مع لبنان على طريق الحل 000
ثانياً : لم يتضمن الخطاب الحديث عن الوضع الداخلي مؤجلاً إياه الى حين انعقاد مؤتمر حزب البعث 0 والسؤال هل يمكن تأجيل تأزمات الوضع الداخلي في ظروف أقل ما يقال عنها انها كارثية خاصة وأن سوريا بموقعها الجغرافي القريب من اسرائيل وبشكل سياساتها الحالية بخصوص العلاقة مع لبنان والعراق وفلسطين وبازماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية صارت على مرمى القوات الامريكية ، وبالتالي لا يزال الوضع الداخلي بعيدا عن الحل الداخلي 000، هذا ان جلب ذلك المؤتمر نتائج تذكر ؟
ثالثاً : ان المخطط الامريكي يضع سوريا على مرمى الخطرتماماً ويمكن القول انها صارت الهدف المباشر – لا حظ قانون تحرير سوريا وبنوده مثلاً - بسبب تازم الوضع الامريكي في العراق ومركزية دورها في حل المشكلة العراقية وممانعاتها للسلام مع اسرائيل رغم كل المفاوضات سابقاً وبالتالي فإن اضعاف أو تغيير الانظمة في العالم العربي ولا سيما في سوريا سيضعف بدوره المقاومة العراقية حيث ان احلال نظام بديل د يمقراطي طائفي بواجهات سنية ومتحالفة مع المشروع الامريكي سيظهر الدولة الامريكية وكأنها تسعى لاخراج العالم العربي من نظم الاستبداد و"الاقليات ، العلوية في سوريا ، والسنية في العراق " الى نظم الديموقراطية و"الاكثريات ، السنية في سوريا ، والشيعية في العراق" وستكون لهذه الخطوة ان حصلت تأثيرات في العراق 0
وهذه يستدعي من سوريا : 1 - عدم التدخل في الشأن اللبناني والابتعاد كلية عن لعبة اليد الخفية وعدم تخوين المعارضة في لبنان وترك التطورات الداخلية تنتج سياسات ونظام بديل يعمق بناء الدولة الديموقراطية الوطنية ويحقق التصالح مع حزب الله بما يتوافق عليه اللبنانيون أنفسهم ولا أقصد أن المعارضة الحالية صاحبة هذا المشروع لانها مع بعض الاستثناءات ليست إلا الوجه الثاني للنظام الحالي وتمثل الطائفية السياسية كشكل للنظام السياسي البرجوازي في لبنان 00
2 - التخلص من اية ملفات خاطئة بخصوص الوضع العراقي أو بناء سياسات تعتمد على أن القوات الامريكية في المستنقع العراقي ولن تفعل معنا شيئاً ، ويمكننا الاستفادة منه ، لان الوضع السوري أكثر تأزماً ، ويشكل هدفاً مباشراً للقوات الامريكية والاسرائيلية ، فهذه القوات قوات لدولة لها مصالح كبرى في العالم وتحارب العالم باكمله وبالتالي تعثر مشروعها لا يعني دخوله في ا لمأزق وحتى ولو دخل فعلاً في المأزق فإن سوريا اليوم ليست سوريا الامس المدعومة من روسيا وفرنسا وامريكا والتي كانت تملك أوراق تلعبها 000
3 - اطلاق الحريات العامة و الديموقراطية واجراء اصلاح سياسي كلي وشامل خاصة وأن مشروع الاصلاح او التحديث والتطوير فشل كلية في احداث تقدم ما في الوضع الداخلي المتأزم أصلاً بإستثناء ارتفاع الاسعار وتزايد الفقر والبطالة واستمرار المشكلات مع اللبنان واحتمالات المغامرات الداخلية لتغيير النظام على وقع الضغوط الخارجية ورغم الافراج عن نسبة كبيرة من الأكراد المعتقلين على خلفية الأحداث في القامشلي بالاضافة للطالبين المتميزين مهند الدبس ومحمد عرب فإن السياسة القمعية اتجاه السوريين والاكراد منهم بالتحديد لا تزال مستمرة رغم حساسية هذه المشكلة وخطورتها 000
4 - دعوة جميع القوى السياسية بعد الغاء قوانين الطوارىء الاحكام العرفية والاستثنائية والاحصاءات الاستثنائية للاكراد السوريين الى حوار وطني يحقق المصالحة الوطنية والتحول نحو نظام ديموقرطي علماني للسياسة السورية يجعل السوريين يحافظون عما انجز في السنين السابقة ويحصنها من الانزلاقات باتجاه مشكلات طائفية أو قومية أو مصير بائس للنظام وللشعب السوري كما حدث في العراق أو شبيه به ولا تفيد الطريقة الامنية في معالجة قضايا المعارضين السوريين أو المبعدين أو المجردين من حقوقهم المدنية 000
وفي الختام نعتقد ان تحصين الاوضاع العربية من الانزلاق اتجاه ديموقراطية الطوائف - لبنان العراق - ليس مرتبط بالمشروع الامريكي ولا بخروج سوريا من اللبنان ولا بصعود المعارضة اللبنانية الحالية الى سدة الحكم ولا بالدعوات للديموقراطية بدون هوية أو برنامج وانما بالقوى اليسارية والماركسية والعلمانية والديموقراطية المعادية للمشروع الليبرالي والمتبنية للمشروع الطبقي للطبقات المظلومة وللفئات المهمشة على امتداد العالم العربي والبلدان النامية كمشروع هيمنة سياسية مع تحالفاتها واعادة توجيه الاقتصاد بما يحقق التطور الصناعي والتطور الديموقراطي بآن واحد ولانها هي هي القادرة على تحقيق المشروع الديموقراطي والتحرري والتخلص من الكولونيالية والاستعمار وهي هي المستفيدة من هذا المشروع 000



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية والانتخابات التسعينية
- الديموقراطيات المتعددة والهيمنة الأمريكية
- الحرية الحرية ما أجملك أيتها الكلمة
- الحاجة الى الحوار الماركسي
- من أجل حوار متمدن مستمر
- ليبرالية قيادات الحزب الشيوعي أم اشتراكيتها
- هل دبلوم التأهيل التربوي دبلوم التأهيل التربوي
- الماركسية وآفاق المقاومة العراقية
- إشكالية الحوار الكردي العربي
- ديموقراطية أم ديموقراطية المهمات الديموقراطية


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - العلاقات السورية اللبنانية واشكالية اليسار