سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 10:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بيان ضد عصر التوحش!
سليم نزال
اتوجه بهذا البيان بالدرجة الاولى الى المثقفين العرب لكى يتحدوا فى مواجهة ثقافة
التوحش.فنحن شهود على ما يجرى من تدمير ثقافتنا و اخذ ببلادنا نحن المجهول .
و قد اصبح من واجب كل منا ان يعمل على التصدى لثقافة التفكيك و الوحشية التى تشهدها بلادنا .فقد استغلت قوى التوحش الفوض وراحت باسم النص المقدس تمعن فى القتل و التخريب بلا اىرادع او اى حدود.
.
كل ما عرفناه من منظومة قيم يتفكك. كأن مغولاجدد يجتاحون عصرنا .كل شىء انتقلب تماما.ثقافة عمرها الاف السنوات تم بناءنا لبنة لبنة تتفكك و تفتت و تتحلل و تدمر. و لم يعد هناك مرجعيات نثق بها و لا اسس و لا منطق و لا شىء فقد ساد الجنون المطلق و انسحب العقل تماما من الحياة العامة.
.و كل شىء بات بضاعة فى اسواق العرض و الطلب للنيو ليبرالية المتحالفة مع شيوخ النفط. .تم شراء عقولنا و تم شراء ضمائرنا و تم شراء مبادءنا , و فقد الانسان المكانة التى تميزه عن مخلوقات الدنيا .عالمنا يفقد توازنه الى درجة مرعبة.جعلوا منا وحوشا قاتلة تسفك دماء الابرياء . حتى الله انتزعوا كل صفاته الفضلى , و جعلوا منه رب متعطش للدماء .و المؤمنون الحقيقيون بالله الذى يمثل الحب المطلق باتوا جزرا صغيرة فى عالم تتحكمه بروبوغادا الكراهية و ادانة الاخرين. و الذين يدين الاخرين يقتلهم ماديا ومعنويا ..
فى بلادنا يا ويل المرء ان اتفق انك ولد فى اقلية صغيرة, و يا ويله ان كان من اقلية اكبر و لا يخضع للقبيلة و يريد ان يحافظ على انسانيته.
و اذ تعيش بلادنا فى ظل ثقافة فقدت كل التوازن , بات من الضرورى ان يكون لدينا صعاليك لمواجهة ثقافة القبيلة. ففى تاريخنا تمرد صعاليك على اعراف القبيلة و رفضوا ان يكونوا مطيعين لفكرة الاحادية الثقافية و الاجتماعية.لن نقبل ان نكون وحوشا كاسرة, و سنسترد انسانيتنا من خلال قدرتنا على انتاج خطاب الانسان مقابل خطاب التوحش
و خطاب العقل مقابل خطاب الغرائز.و خطاب التنوير مقابل خطاب الظلام, وخطاب الحوار بدل القتل العبثى.
.و غدا عندنا يسألنا اولادنا ماذا فعلتم لاجل مقاومة ثقافة التوحش, امل ان يكون لدينا ما نقوله لهم بفخر ,او ان نعترف اننا لم نفعل شيئا لوقف هذا الجنون ..
لم يعد يكفى ان يكون هناك حكماء او انقياء القلب بل صرنا نحتاج الى انبياء و قديسين من الدرجة الاولى لكى يقفوا ضد هذا الجنون. .
للمثقفين و الفنانين الان دور القديسين. صحيح انه ليس لديهم عضلات تكفى لمواجة التوحش . لكن لديهم صوت يكفى و لو كان بحجم قصيدة او لوحة , و نور يكفى و لو كان بحجم شمعة.
كلما اشتد الظلام يقترب الفجر!
!
كتب هذا البيان بعدما قرات عن ذبح قوى الارهاب الظلامية لعالم الاثار السورى الدكتور خالد الاسعد(82) عاما .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟