أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الحلّ الأمثل














المزيد.....

الحلّ الأمثل


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 05:10
المحور: كتابات ساخرة
    


نقر بسبّابته على طاولة المكتب ساهماً مفكّراً وأشعل سيجارة وبدأ ينفث دخانها وهو ينظر في سماء غرفته وقال في نفسه:
" كلّ الوثائق والقرائن والمؤيدات في هذه الإضبارة, تؤكد على براءته... لكنني لا أستطيع النطق بالحكم استناداً إليها... " يجب أن يُدان!"
نعم يجب ذلك. صحيح أنني قاضٍ, وأتمتع بصلاحيات تقديرية كبيرة, ولي حصانتي التي نص عليها قانون السلطة القضائية في المادة (92) منه.
ثم إن القاضي مستقل تماماً ولا سلطان عليه في قضائه لغير القانون.
ولكن يا أخي مستحيل!.. لو لم يكن مرتكباً, بل مداناً, لما أُحيل إلينا؟!
وهل قلب حضرتنا على هذا الوطن, أكثر حرصاً من قلب حضرتهم عليه؟!
أووف..!
هواتف من أعلى القيادات, تنبّهني إلى ضرورة إيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام!
يا أخي لكنه بريء!... للمرة العاشرة أقرأ كامل الإضبارة, ولم أجد فيها شيئاً يدعو إلى تجريمه!!!
يبدو أنه من الأفضل لي التنحّي عن هذه القضية! فالمادة (186) من قانون أصول المحاكمات المدنية تجيز لي ذلك!
لكن, لربما شعروا بأنني متعاطف معه؟! من يدري!
إنهم يلقطونها على الطاير!
يا عمّي لِمَ الخوف؟! أنا لم ألتق به سابقاً, ولا تربطني معه أية علاقة, أو قرابة, أو حتى معرفة...! أصلاً, لم أرتح له منذ مثوله الأول أمامي! فهو صموت, جادّ, متجهّم, عابس دوماً...لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب...
لكن يا أخي, والله بريء!!
الحقيقة, إن أفضل حلّ هو الاستقالة! نعم, إنه الحلّ الأمثل! سأستقيل وأعود إلى القرية, وأتسلّى بكتابة مذكراتي.. وأشبع هوايتي بالاستلقاء على الجرف الصخري قرب النبع وأستمتع بجمال الطبيعة...
ثم من يدري! فقد يأتي يوم, أستطيع من خلاله نشر هذه المذكرات في إحدى الصحف أو المجلات.. وسوف تدرّ عليّ ربحاً وفيراً..!
أليس ذلك أفضل لي من انتظار قرار صرفي من الخدمة بحجة إصلاح الأداء القضائي ومكافحة الفساد!؟ لا سيما وأن صرفي سيكون دون توضيح للأسباب ودون إعطائي الحق بالطعن أو تقديم تظلم أو ما إلى هنالك من إجراءات قانونية..! وقد يتم إلقاء الحجز على أموالي المنقولة وغير المنقولة..
لا حول ولا قوة إلا بالله...
ولكن, لنفترض أنني سُئلْت عن سبب استقالتي! بماذا سأجيب؟! هل أفضح نفسي وأقول لهم بالعربي الفصيح: (عمّي! لست مقتنعاً بهواتفكم ولا بتوجيهاتكم, وليس بمقدوري إلاّ أن أكون نزيهاً عادلاً... وخاصة بعد زيادة الراتب ومضاعفة قيمة اللصيقة القضائية..)
أكيد عندها سيغضبون مني غضباً شديداً, وستكون الطامّة الكبرى...
لا.. لا.. لم أجنّ بعد! يجب البحث عن حلّ آخر..
سأقوم بزيارة صاحب الهاتف الأقوى, وألمّح له, بأن صاحبنا لا شيء ضده, وكل الدلائل تشير إلى براءته, ما لم تؤمّنوا أدلّة حسّية أخرى: شهوداً, اعترافات.. وثائق جديدة تدينه... إلخ. وهل هم قاصرون عن تأمين ذلك؟! هه!
عندها سأضعهم في خانة (الْيكْ): إما موافاتي بما يدينه فعلاً, أو أن براءته ستكون مؤكدة. ولا ذنب لي في ذلك إطلاقاً.. يصطفلوا.. ما على الرسول إلاّ البلاغ!
تنفس الصعداء, ونهض من وراء مكتبه مدندناً: ترلم .. ترلم .. ترللّي! واتجه نحو المغسلة, ومعْجن أسنانه مدة ثلاث دقائق.. ورشّ عطراً كثيراً على كافة أنحاء جسده.. واستلقى قرير العين.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخرس
- الطابق السابع
- أبو بحر
- على وشك الإحباط
- عمل ثانٍ
- الحلاّف
- سلحفاة المعلم
- !كان ... وما زال
- هايل أبو زيد
- السياسة والأسطورة
- الشغل... مو عيب
- هل أنا على صواب..؟
- حتى في الصحراء...؟
- ملح الحياة
- الرهان
- استراتيجيا... ديماغوجيا
- يوميات معتقل سياسي بعد الإفراج عنه
- الكوز والجرّة
- إلى معلمتي... سابقًا
- إلى من يهمه الأمر


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الحلّ الأمثل