سقوط الموصل عسكري أم سياسي؟

حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أطلع الشعب العراقي على نتائج لجنة التحقيق في سقوط الموصل التي شكلها البرلمان العراقي من 26 عضوا يمثلون كافة القوى السياسية في العراق ولكل كتلة وجهة نظرها التي تختلف عن ألأخرى ورؤيتها لما حدث،ولكن ما يهمنا إن النتائج ظهرت ونشرت أمام الرأي العام العراقي الذي أجده لم يكترث كثيرا لما احتواه تقرير اللجنة ولا أتوقع ثمة رد فعل شعبي للعراقيين خاصة وإن نسبة كبيرة جدا من أبناء الشعب العراقي يعرفون هذه الحقائق وغيرها من التي لم تشر إليها لجنة التحقيق.
إعلان لجنة سقوط الموصل نتائج تحقيقاتها التي اختارت توقيتا مناسبا جدا لها ليكون مادة دسمة على صفحات التواصل الاجتماعي وساحات التغير وهي بالتالي ضربت عصفورين بحجر واحد،الأول أنتجت حدثا إعلاميا للشعب العراقي بالتزامن مع الحشد المدني السلمي الداعي للإصلاح ومحاربة الفساد،وإعلان التقرير الغاية منه حرف مسيرات الاحتجاج عن أهدافها الحقيقية رغم إن الشعب يدرك جيدا لماذا سقطت الموصل ولم تسقط آمرلي مثلا؟والشعب العراقي بكل أطيافه يدرك إن سبب سقوط الموصل يكمن في اسباب كثيرة ابتعدت عنها لجنة التحقيق وفي مقدمتها إن الموصل أساسا كانت ساقطة بيد الإرهاب قبل العاشر من حزيران 2014 وما حصل في هذا اليوم هو نتيجة حتمية.
حيث إن مدينة كبير مثل الموصل لا يمكن أن تسقط بين ليلة وضحاها ما لم تكن هنالك (إرادة سياسية) بسقوطها بهذا الشكل،وبالتالي التركيز على الجانب العسكري أمرا منقوصا لأن هنالك جانب سياسي غفلته لجنة التحقيق أو عمدت لتجاهله .
أما العصفور الثاني يتمثل بمحاولة خلق شوارع جديدة في العراق تتصادم فيما بينها خاصة وإن أكثر من 30 شخصية وجهت لها الإتهامات في سقوط الموصل بداية من القائد العام للقوات المسلحة في حينه وصولا لأصغر ضابط في السيطرة وهو ما يعني محاولة جادة من القوى السياسية لخلق تصادمات في أقرب فرصة يتم من خلالها تصفية الشارع العراقي وخلق التناقضات في داخله بعد أن توحد الجميع في تظاهرات سلمية إصلاحية.
وعلى الرغم من إن لجنة التحقيق كانت كما وصفها رئيس البرلمان بإنها (مهنية) وأنا اتفق معه في هذا لأنها تعاملت مع سقوط الموصل كحدث عسكري وليس حدثا سياسيا،وهذا التعامل (المهني) جعلها تتعامل مع حدث عسكري دون أن تلتفت للجوانب السياسية التي أدت لهذا السقوط وهو أمرا مهما جدا ،خاصة وإن ما يحدث في العراق وليس في الموصل فقط هو حدث دوافعه سياسية بما في ذلك أزمة الخدمات.
التقرير مهما يكن هو مقبول لكونه وضع الكثير من النقاط على الحروف وليس كلها،كان يجب أن تنظر اللجنة للدوافع السياسية لهذا الحدث الكبير وأن تعرج على الدور الإقليمي والمحلي في دعم التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها"داعش"

#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل