أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - بشراك كردستان.. سأفوز بعرب آيدول















المزيد.....

بشراك كردستان.. سأفوز بعرب آيدول


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 22:47
المحور: الادب والفن
    



أمةٌ تضحك الأمم
بُشراك كردستان.. سأفوز بعرب آيدول

لا أدري لماذا تأخرت هذه الفكرة العبقرية عن طرق شبابيك عقلي المترَبة. فجأة، وفي ذات ليلة من النهارات القائظة قلت لنفسي:
-يا ولَد (على اعتبار أنني كنت ولداً في يوم ما) لماذا لا تجرب حظك بالاشتراك في عرب أيدول؟ وماذا أذا كنتَ كرديا؟ ألم يصل الشاب الجميل "عمار" الى النهائيات وأصبح بين ليلة وضحاها اشهر من نار على علم، وصار العديد من "الناس المهمين" يتسابقون، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة وانعدام الرواتب، على حجز الطائرات للوصول الى بيروت لتشجيع ابن بلادهم الذي اقتحم عقر دار الفن العربي (وكثير منهم بالطبع سافر بصفة إيفاد رسمي) ؟
وماذا فعل عمار؟ غنى 5 دقائق بالكردية وذكر كلمة البيشمركة مرتين وحصل على شقة فاخرة وهدايا كثيرة فيما بقيت أنت رغم مواهبك الخارقة (كذا) ورغم "خراب بيت أبوك" لأسباب أهمها كونك كرديا لا غير، مفلساً مزمناً وقابعا في بيتك المستأجر المليء بالفئران! ومن يدري فقد تتحقق أخيراً الدعوة التي طالما دعت لك بها جدة زوجتي بلكنتها الكردية المحببة:
- تلزم التوراب يسير زهب! (تلزم التراب يصير ذهب)
سأدخل المسرح وأنا أئن من أوجاع مفاصلي لكنني سأبتسم ابتسامة بلهاء وأنا أقف أمام لجنة التحكيم دون حراك. ويتأفف المحكّم العصبي أبو عيون الخضر الذي لا أعرف اسمه ويسألني:
- نعم. اتفضل. خبِّرنا شو مواهبك؟
- ها؟
- شو ها؟ عم قلّك شو مواهبك؟ شو راح تأدّم الليلة؟
- أنا أكتب الشعر والقصة والمقالة وأترجم بين 4 لغات.
فيتأفف ثانية ويقول:
- أنا ما بحكي عن هيك. أنا عم إسألك شو هيه مواهبك؟ يعني شو عملت منشان تطمح تفوز؟
- ألفت 15 كتابا.
- يا حبيب ألبي يا بَيّي هدول منّون مواهب. هدول وجع ألب وحكي فاضي. كمان مرة بقول : أنا عم بسألك عن المواهب. يعني تعرف ترقص، تغني، تمثل، تأدِّم ألعاب سحرية؟
- لا؟
ويسألني أحمد حلمي:
- طيّب. ما تعرفش تمسح أكتاف، تمدح، تتملق، تلمع جزم، تتنطط زي القرد؟
- لا. وأعود لابتسامتي البلهاء!
ويتلفت أعضاء اللجنة الى بعضهم البعض وكأنهم يقولون (من أين يأتون لنا بهذه البلاوي) لكن بنت عجرم أطال الله ظلها تطيّب خاطري وتقول:
- أدَّيش إنته مهضوم يا زلمه!
فأجيبها:
- إي والله كوليلهم الله يخليج لشبابج! آني صدق مهضوم، بس باللهجة العراقية.
ويهبط عليّ الإلهام فجأة فأرفع عقيرتي مقلدا ناظم الغزالي:
- صحت مهضوم، مظلوم، خايب، سايب يا گلبی-;-ی-;-ی-;-ی-;-ی-;-ی-;-ی-;-!
فی-;-صی-;-ح الجمی-;-ع:
- الله!
وتتأثر أحلام وتحاول الوقوف لكنها تتثاقل بسبب وزن الذهب الذي ترتديه فأنزل لأساعدها واتذكر بفخر واعتزاز حفلات العرس عندنا وما فيها من ذهب يزري بذهب أحلام.
ويقول عاصي الحلاني:
- شوف.عن جد أنا حبّيتك وبَدّي ياك تفوز. بس إنته ما عندك موهبة ثانية؟ حاجي تميّزك عن الناس؟ شي مثل الرقم القياسي يَللي عم نسمع عنّو بموسوعة غينيز؟
وألطم جبيني بكفي عقاباً لي على نسياني وأجيب:
- وَي بابو (هذه بالكردية تعني آخ يا به) كيف نسيت ذلك؟ طبعا أنا عندي عدة أرقام قياسية.
- -مثل شو؟
- مثل شو؟ أنا مثلاً، ولا فخر، أفقر طبيب بالعالم!
- كيف هذا الحكي؟ يعني الأطباء كمان فيهن طبقات وفقير وغني؟
- طبعاً. فيهم من لا يعرف بالضبط مقدار ثروته وأملاكه وفيهم الكحيانين!
- واو! إنته بتقول إيه يا عمِّنا؟ (يسألني الملحن المصري الذي لا أعرف اسمه هو الآخر) فيه دكتور بسِنَّك ولسَّه كحيان؟
-بة لى ئه زم!
-شو؟ شو قلت؟ (يسأل أحد المحكمين الذين تتبدل وجوهم بسرعة لا ألاحقها)
-هَيدي بالكردي. يعني نعم انا ذاك !
-وكيف بقا إنته فقير؟
-مثلا أنا عاگد بالإيجار (ثم أصحح بالفصيح) أنا قاعدُن بالإيجارن! يعني لا أملك بيت ولا شقة ولا حتى شبر من أرض بلادي كردستان!
-كيف ؟ في طبيب ما عندو واحد من هدول؟
-بلي ئه زم!
-كيف؟ إحنه عم نسمع إن الحكومة هونيك بتوزع أراضي على الناس (تسألني أليسا فأجيبها وأنا أحاول أن أكون خوش ولد وأتجنب بصري عن صدرها المكشوف كالعادة)
-نعم كانت بتوزع أراضي لكن وصل الدور لإلي وطلعوا قرار ممنوع توزيع الأراضي لأنهم يريدون يبنون شقق ويوزعوها على أمثالي.
-طيب ليش ما أخذث شقة؟
-لأن قرار توزيع الشقق توقف بعد أن قدمت طلبي بأسبوع واحد. قالوا لا توجد أموال كافية.
-يا الله أديش انته مسكين!
ويتدخل كاظم الساهر للمرة الأولى والأخيرة ويقول وهو يتلفت يمنة ويسره خوفاً من شبح لأحد رجال عدي يسجل كلامه:
-طبعا. عراقي. ما عنده حظ !
-وِشْفي عندك بعد يالفگري؟ (يسألني ناصر القصبي)
-عندي يا المحفوظ خدمة 31 سنة بوزارة الصحة لكن راتبي نصف راتب أقراني.
-إستنّه. إستنّه. إنته أُلت راتب؟ راتب يعني إيه؟
-يعني مهيه يا بيه.
- وليش ما اشتكيت ما قدمت عريضة، ما صخّمت ما لطّمت؟ (تسألني أحلام فأجيب)
- صخّمت ولطّمت. أعني قدمت عدة عرائض وشكاوي بالكردي والعربي وأفكر بأن أكتب واحدة بالسويدي. وكنت ناوي أقابل وزير المالية بس خفت يقول هذي تحتاج واسطة!
وتستغرق اللجنة وجميع الحاضرين "ناهيك عن" ملايين المتابعين في (أصقاع) الأرض في ضحك يقطع المصارين. ثم أواصل قائلاً:
- تصوروا: كتبت رسالة الى المسؤولين ورجوت من أحد الأصدقاء السياسيين أن يوصلها لهم لكنه اعتذر قائلاً: ليس من المعقول أن أشغل كبار المسؤولين بموضوع تافه مثل هذا!
- ولو. طبعا تافه! شو هَيدا شغل المسؤول!؟ ما نحنه قاعدين بالإمارات؟! طيب وشو عندك بعد يا مهضوم؟
- بالنسبة للتقاعد (وألتفت لأحمد حلمي) يعني المعاش يا بيه. لو فرضنا انني مت الان أو اصبت بمرض يقعدني فسوف يكون مجموع راتبي التقاعدي (إذا تمكنت أو تمكن أهلي من إنجاز معاملة التقاعد) حوالي نصف أجرة البيت الذي اسكنه! وأفكر منذ الآن بالتقديم على خيمة 3متر * 3 متر. فمن يدري، ربما يمنعون توزيعها عندما أتقاعد!
- طيب انته عم بتقول انك كاتب ومترجم. ما بتربح شي من الكتابة، من الترجمة، من المقالات؟
- ههههههههههههههههههههههههههههه
ويجيء دوري للضحك، فأضحك وأضحك وأمسك بطني واتلوى حتى أكاد اسقط أرضاً، لكنني اتحول للبكاء ثم اعود للضحك فيذهل أعضاء اللجنة ويقول أحدهم:
- شو بيه هيدا يمكن خفِّت عقلاتو!
فتقول أخرى:
- لحظة لحظة يمكن هيدا جزء من الشو تبعو.
.....
فاصل ونعود!
.....
بعد الفاصل أكون قد اكملت الضحك والبكاء فيعود أحد المحكمين ليسألني:
- لك شو جرالك يا زلمة؟
- سؤالك.. إي سؤالك يخرّب من الضحك بس يموّت من البجي. بابه بالعراق الكاتب حتى ينشر كتابه لازم هو اللي يدفع لدار النشر مو بالعكس! استغفر الله. نسيت. مرة ترجمت كتاب أخذ مني حوالي السنة من وقتي وبعدين دار النشر الحكومية كافأتني بثلاثين دولار!
- يعمر بيتهم والله. كلفوا خاطرهم! وشو عندك بعد؟
- احجيلكم نكتة؟ أقصد واقعة. أقصد نكتة واقعية؟
- تفضل يا سيدي. خلينا نشوف آخرتها إيه ويّه حَزّك المنيّل ده!
- قبل ثمانية أعوام (وكنت قد "صرت على الحديدة" عندما صادرت "دولة العراق السلّامية" آخر ما أملك من حطام الدنيا) اصبت بجلطة قلبية وصرت بين الحياة والموت. المهم عندما دخلت صالة القسطرة من أجل البالون والشبكات (والذي منو) سألني الطبيب-الحاج (وكنتُ في كامل وعيي) عن نوع الشبكات التي أريدها، فهناك شبكات الواحدة ب 1200 دولار وأخرى ب 800 دولار ونوعية هندية أرخص الواحدة ب 500 دولار . فقلت له "لا تكمل حتى تصل الى الصينية. ضع لي زوجاً من الهنديات" فقال لي وقد أخرج الحاسبة من جيبه "هكذا ستكلفك العملية مع الأدوية وأجرتي وأجرة المستشفى (الحكومي طبعا) حوالي 3000 دولار" فقلت له "توكل وانفخ بالوناتك يا زميلي العزيز، فأنا أعلم أن زوجتي قد باعت آخر مصوغاتها الذهبية (وهنا تحسست أحلام قلادتها أم الكيلو نص) لتغطية تكاليف العملية.. وعندها...
- وقِّف وقِف! شو وعندها ما عندها؟! يعني بدّك تقنعني أنو الطبيب اللي بيشتغل بوزارة الصحة عدكن مش مشمول بالتأمين الصحي من وزارتو؟ وإنو الطبيب عدكم ياخذ أجر عملو من الطبيب زميلو؟ لا لا هذا بجد شي مش معقول. فيه طبيب هيك بينعمل معو؟
وقبل أن أفتح فمي بالإجابة يهتف جميع أعضاء اللجنة مع الجمهور بصوت واحد:
- بلي ئه زم !
و يدوس الجميع على زر الصح. ويعطوني 7 نَعَمات، وتنهال الزهور والشرائط الملونة، وتصدح الموسيقى، ويصعد أعضاء اللجنة (ومعهم الكثير من المسؤولين الذين لم أرهم إلا في التلفزيون) الى خشبة المسرح ليباركوا لي ويلتقطوا معي الصور التذكارية فأنخبص من التأثر وأمسك المايكروفون وأبدأ بالتصريح:
- بسم الله الرحمن الرحيم. اهدي هذا الفوز الى ..
ولكن قبل أن أكمل جملتي ينهار على رأسي شريط من مصابيح الديكور الملونة فأصيح:
- واي بابو!
وأفز من نومي وصوت كاظم الساهر يتردد في عقلي:
- خطيه.. ما عنده حظ!
خير... اللهم اجعله خير!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والناس والمدينة - شعر بدرخان السندي ترجمة ماجد الحيدر
- داعش وآذان داعش - شعر مؤيد طيب - ترجمة ماجد الحيدر
- الفخ - قصة قصيرة كردية بقلم عصمت محمد بدل
- من الأدب الكردي المعاصر- خورشيد الكاتب - قصة قصيرة لعبد الخا ...
- من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قص ...
- من الأدب الكردي المعاصر - محسن عبد الرحمن -قصتان قصيرتان جدا
- عن البطل العاري وبندقيتيه - قراءة في رواية عبد الكريم يحيى ( ...
- زبيب - قصة قصيرة من الأدب الكردي
- لوي ماكنيس - قصيدة شمس الحديقة
- ثمة دائماً حرب قبل أخيرة - شعر ماجد الحيدر
- من الأدب الكردي- مكالمة هاتفية - قصة قصيرة
- انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني
- تيد هيوز - الغراب تخونه أعصابه
- تيد هيوز - قصيدة خط النسب
- يهودا عميخاي - قصيدة قطر القنبلة
- قبل النهاية - شعر مارك بيري - نيوزيلاندا
- أمة تضحك الأمم - انفلونزا المسلسلات التركية أعراضها، علاجها ...
- من الشعر النيوزيلندي المعاصر - مارك بيري - تاريخ الكذبة
- أمة تضحك الأمم - بالعباس مو آني
- بمناسبة ذكرى مذابح الأرمن - لا أكبر من جرحكم الله - شعر مؤيد ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - بشراك كردستان.. سأفوز بعرب آيدول