أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قصيرة














المزيد.....

من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قصيرة


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 01:41
المحور: الادب والفن
    


التاج الذهبي
قصة: حسن ابراهيم
ترجمها عن الكردية: ماجد الحيدر

أنهت لجنة الإعداد والإشراف على (جائزة التاج الذهبي السنوية لمكافحة الفساد) أعمالَها، وتمّ توزيع الدعوات والنشرات على كل ركن وجحر في المعمورة. شكلوا العديد من اللجان: لجنة الدولة الخالية من الفساد؛ لجنة المسؤول غير الفاسد؛ لجنة الأمة الأقل فساداً؛ لجنة الثوري الذي لا يعرف الفساد اليه طريقاً؛ لجنة الموظف الذي لم يقرب الفساد؛ لجنة المثقف المعادي للفساد؛ لجنة الملالي ورجال الدين المحرِّمين للفساد؛ لجنة الفلاحين والمزارعين المستأصلين للفساد؛ لجنة الطلبة الذين يدرسون من أجل القضاء على الفساد؛ لجنة رعاة الأغنام والأبقار الذين لم تتلوث دماؤهم بفايروسات الفساد؛ لجنة بائعات الهوى اللواتي لا يَنَمنَ في أحضان الفاسدين؛ لجنة الذين لم تطرق كلمة الفساد أسماعهم... ولجان كثيرة أخريات.
وانهمكت اللجان في العمل مثل خلايا النحل، وأُعلِن عن أماكن منح الجوائز ومواقيتها. وبعد أن انتهت جميع الترتيبات، وفي ساحة واسعة، أعلن قاضٍ ذو خبرة طويلة، عن أسماء اللجان التحضيرية، وبصوتٍ مليء بالثقة كشفت كل لجنة عن أسماء مرشحيها. وابتدأت المنافسة الحامية، وضجّ الميدان باللغط والحراك، وبعد الأخذ والرد ومفاضلة هذا بذاك أقرّت كل لجنة عدداً من المرشحين من كل بلد، ولبثوا بانتظار القاضي ليمنح الجائزة لأكثر المرشحين نزاهة. ونهض رئيس المحكمين وراح يستعرض بناظريه اللجان جميعا: أمام كل لجنة كان ثمة مرشح أو أكثر يقف في شموخ رافعين أعلام بلدانهم. وارتفعت أعلام كل البلدان، إلا علم بلادٍ لا حدود لها؛ وحضر مندوبو كل الأمم، إلا أمة لا وطن لها.
اجتمع رئيس المحكمين مع اللجنة المشرفة، وتداول معها، ثم تقرر ايقاف المنافسات وتشكيل لجنة خاصة للاستفسار والمتابعة، وارسلوا فريقا خاصا الى ذلك البلد. وجالوا بين الناس وسألوهم: لماذا لم تشتركوا في هذه المنافسات؟ لكن أحداً لم يجبهم. وألحوا في المتابعة والاستفسار فعرفوا أن المسؤولين ملتصقون بالكراسي.. الناس ثملون بالحرية وفي شغل عما يدور من حولهم.. الثوار محالون على التقاعد.. المثقفون تحولوا الى نافخي مزامير.. الملالي وأهل الدين ما زالوا يلوكون في علكة معركة بدر.. الفلاحون صاروا رجال شرطة.. الطلاب مشغولون بموبايلاتهم وبالأغاني التركية.. الفقراء يتعاركون مع الله كي يصبحوا هم أيضاً فاسدين.. رعاة الأغنام والأبقار صاروا حراساً وخدماً في بيوت المسؤولين.. بائعات الهوى.. تعالت الضحكات.. بائعات الهوى عندنا لسن مثل اللواتي عندكم.. بائعات الهوى عندنا متلفعات بالعباءات السوداء، محجبات الرؤوس، تنسدل حواشي ثيابهن حتى الأرض، مواظبات على الصلاة والصوم، في الليل ينمن على صدور أزواجهن وفي النهار يلعبن في أحضان الفاسدين... من طفلنا في يومه الأول حتى شيخنا الواقف على شفير القبر والكلمة التي نلوكها نحن واياهم هي (الفساد).. لكن كل خبراء الأرض، حتى إذا اجتمعوا، لن يفلحوا في كشف فاسد واحد..
ولهذا نحن لسنا بحاجة الى مسابقات ومنافسات..
اذهبوا وأتونا بكل الجوائز وكل التيجان الذهبية.. لا أحد مثلنا في البعد عن الفساد.. نحن جميعا.. نعم جميعا.. نستحق تيجانَ الذهب!

نورنبرغ 2011
عن مجلة به يف – دهوك- العدد 66 - 2013



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأدب الكردي المعاصر - محسن عبد الرحمن -قصتان قصيرتان جدا
- عن البطل العاري وبندقيتيه - قراءة في رواية عبد الكريم يحيى ( ...
- زبيب - قصة قصيرة من الأدب الكردي
- لوي ماكنيس - قصيدة شمس الحديقة
- ثمة دائماً حرب قبل أخيرة - شعر ماجد الحيدر
- من الأدب الكردي- مكالمة هاتفية - قصة قصيرة
- انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني
- تيد هيوز - الغراب تخونه أعصابه
- تيد هيوز - قصيدة خط النسب
- يهودا عميخاي - قصيدة قطر القنبلة
- قبل النهاية - شعر مارك بيري - نيوزيلاندا
- أمة تضحك الأمم - انفلونزا المسلسلات التركية أعراضها، علاجها ...
- من الشعر النيوزيلندي المعاصر - مارك بيري - تاريخ الكذبة
- أمة تضحك الأمم - بالعباس مو آني
- بمناسبة ذكرى مذابح الأرمن - لا أكبر من جرحكم الله - شعر مؤيد ...
- المدرسة الميتا-عشائرية في النقد العراقي الحديث
- من روائع الشعر الغنائي الإيراني المعاصر - انسان - داريوش -مع ...
- في هذه الدنيا - للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
- على جرف الماء - قصيدة للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
- مجرد عابرِ سبيل - أوزوالد متشالي - جنوب أفريقيا


المزيد.....




- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...
- وفاة الفنان المصري نعيم عيسى بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قصيرة