أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - من الأدب الكردي المعاصر- خورشيد الكاتب - قصة قصيرة لعبد الخالق سلطان














المزيد.....

من الأدب الكردي المعاصر- خورشيد الكاتب - قصة قصيرة لعبد الخالق سلطان


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


خورشيد الكاتب
قصة: عبد الخالق سلطان
ترجمها عن الكردية: ماجد الحيدر

لزم الصمت. لم يستطع أن يخلص نفسه من أمواج الخوف الذي كان ينتابه بين الفينة والأخرى. حاول، مثل كل مرة، أن يصمد أمام هذا الخوف الذي حطّ عليه، لكن لونه تغير وامتقع وجهه من جديد. أراد (ميرزا) أن يمسح بأطراف أصابعه العرقَ الذي تصبب من جبينه، لكنه لم يشأ أن يمنحَ مَن حوله فرصةً إضافية ليكشفوا ما يعتمل في دواخله.
قبل ساعةٍ لا غير كان يشعر وكأن الحياة كرةٌ بين أصابعه وبأنه يستطيع أن ينال كل ما يريد عن طريق اتصالاته ومناصبه وامواله. مفاتيح سيارة (المونيكا) في قعر جيبه كانت، هي الأخرى، تشعر بالغربة والضياع! لم تستطع أصابعه أن تعبث بها وترقصها كما في كل مرة. كان ذاهلاً كمن هوى وسط دوامةٍ عاتية، وتراءى له العالم مثل حلقات تدور وتدور دون نهاية.
- "هذا ليس صحيحا! أنا في عالمٍ آخر!"
تفوّه بهذه الكلمات دون إرادته. حاول أن ينقذ نفسه من هذه الدوامة ويعود الى دنياه والى تلاعبه بأحاسيس الضعفاء من حوله. منذ طفولته كان مغرماً بتعذيب الذين يعملون معه ويعتمدون عليه، كان يرغب على الدوام في إراقة ماء جبينهم كي يراهم منكسرين مهمومين أمامه، لذا لم يلتف حوله إلا الذين يرفعون شعار "الكافرين ذوي الملاعق الأعلى"
فرح ميرزا كثيراً عندما بدأ (خورشيد) بالتقرب منه وقال في نفسه:
- "سوف يكون خورشيد خير عون لي، فهو رجلٌ مثقف وصاحب قلمٍ مرهفٍ ولاذع، وقد ينجح في تغيير نظرة الكثيرين إليّ، خصوصاً إذا واظب على حضور مجالسي"
حظي خورشيد الكاتب بشهرة طيبة في مدينته، بل إن عدداً من الصحف والمجلات في المدن القريبة اتصلت به ليكتب لها بعض المقالات بسبب الأفكار الجديدة والجريئة التي كان يملأ بها صفحات الجرائد والمجلات.
كان ميرزا قد تهيأ لاستقبال الكاتب البطل خورشيد، وأمر مستخدميه بتهيئة أفضل الطعام والشراب من أجله، ذلك لأن خورشيد لم يكن بالشخص الهين، إنه صاحب القلم المرهف والكلمات النارية. مضى وقت طويل على صحبتهما، ونجح خورشيد في أن يكون مستشاراً عزّ نظيره: كانت كلماته مطاعة، ولم يكن يقدم على صغيرة أو كبيرة دون علمه!
مضت أشهر ثلاثة دون أن يكتب خورشيد مقالة واحدة، لكنه، بعد أربعة أشهر، نشر مقالةً هزيلة في كبرى صحف المدينة أطنب فيها بمدح ميرزا ودوره في الحفاظ على المصلحة العامة ومشاركته لمواطني المدينة في أفراحهم ومآتمهم ، ثم ختمها بالدعوة الى ضرورة عدم تجاهل الرجال الشجعان ذوي المروءة من أمثال ميرزا.
في غضون ستة أشهر لا غير نجح خورشيد في أن يرسم لميرزا في ذهن رجل الشارع صورة الشخصية الفولاذية العظيمة، مخترعاً له العديد من الصفات البطولية الأسطورية. وكان من نتيجة هذه الحملة التي قام بها خورشيد أن ترشح ميرزا لمنصب قائمقام المدينة وصار يصدق بأنه ذلك البطل الصنديد الذي يستطيع الوقوف بوجه الجبال وليِّ الحديد البارد بيديه المجردتين!
وفاز ميرزا في الانتخابات، وارتفع معه نجم خورشيد، ونسي مقالاته، لم يعد يعرف ليله من نهاره: صار يسلخ النهار مع ميرزا في الاستقبالات والزيارات، ويقضي الليالي مع أصدقاء ميرزا وأصحابه في طرب وسرور يدومان حتى انتصاف الليل.
- "هل قُتِل خورشيد حقاً؟ ومن قتله؟!"
علا صراخ ميرزا، لكن أحداً من مستخدميه لم ينبس ببنت شفة. ودنا من جثة خورشيد، وقف على رأسها وسأل من جديد:
- "ولماذا قتلوه؟"
لم يكن مهموما لموت خورشيد بقدر انشغاله بمن سيسد فراغه ويقوم بعمله ويخفي عيوبه التي لا نهاية لها.
ومثل دوامةٍ لا قرار لها، دارت الدنيا أمام ناظريه..
ومثل طفل تاه عن أمه في زحمة السوق، انهمرت الدموع من عينيه.. قطرةً بعد قطرة!

عن مجلة (په يف الصادرة عن اتحاد الأدباء الكورد-دهوك- العدد 55-2011



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قص ...
- من الأدب الكردي المعاصر - محسن عبد الرحمن -قصتان قصيرتان جدا
- عن البطل العاري وبندقيتيه - قراءة في رواية عبد الكريم يحيى ( ...
- زبيب - قصة قصيرة من الأدب الكردي
- لوي ماكنيس - قصيدة شمس الحديقة
- ثمة دائماً حرب قبل أخيرة - شعر ماجد الحيدر
- من الأدب الكردي- مكالمة هاتفية - قصة قصيرة
- انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني
- تيد هيوز - الغراب تخونه أعصابه
- تيد هيوز - قصيدة خط النسب
- يهودا عميخاي - قصيدة قطر القنبلة
- قبل النهاية - شعر مارك بيري - نيوزيلاندا
- أمة تضحك الأمم - انفلونزا المسلسلات التركية أعراضها، علاجها ...
- من الشعر النيوزيلندي المعاصر - مارك بيري - تاريخ الكذبة
- أمة تضحك الأمم - بالعباس مو آني
- بمناسبة ذكرى مذابح الأرمن - لا أكبر من جرحكم الله - شعر مؤيد ...
- المدرسة الميتا-عشائرية في النقد العراقي الحديث
- من روائع الشعر الغنائي الإيراني المعاصر - انسان - داريوش -مع ...
- في هذه الدنيا - للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
- على جرف الماء - قصيدة للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - من الأدب الكردي المعاصر- خورشيد الكاتب - قصة قصيرة لعبد الخالق سلطان