الاعلام (الأعور) في تغطية تظاهرة ساحة التحرير ..قناة السومرية نموذجاً ..!

علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الاعلام (الأعور) في تغطية تظاهرة ساحة التحرير .. قناة السومرية نموذجاً ..!
تناقلت وكالات الأنباء العالمية والعربية والعراقية ومواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس واليوم،التظاهرة الحاشدة للعراقيين في موقعها الرمزي الوطني (ساحة التحرير) في بغداد، تحت نصب الحرية لفنان الشعب الخالد (جواد سليم)،وهي تهتف بشعاراتِ نوعية ضد الفساد والأداء الضعيف لطواقم السلطة التي تربعت على الكراسي منذ سقوط الدكتاتورية .
أن (محرك) هذه الحشود كان يعبر عن الامتعاضا الشعبي من ادارة ملف الكهرباء المثير للجدل ، لكن دلالاته الأوسع تؤشرعلى جميع ملفات الفساد التي أطاحت بأحلام العراقيين خلال السنوات الماضية .
وقد لعبت بعض الدوائر الاعلامية (وهذه هي الخطوره) في أكثر من فاصلة مصيرية،دوراً غير مشرف في تأثيث مسرح العمل السياسي لأحزاب السلطة(للاستمكان) من مواقعها الموفرة لغنائم المناصب والمال،على حساب (برامج ) أحزابها التي كانت تأخذ على الدكتاتورية سياسة التمييز على أساس الولاء ،لكنها أستخدمت نفس السياسة (وأنحدرت بها الى الحضيض) في تمييز الموالين لها لحصد المنافع،على حساب عموم الشعب .
ولاأدل على ذلك من هذا الفيض المتصاعد لعدد القنوات الفضائية العراقية التي أطلقها سياسيون للترويج لشخوصهم واحزابهم،دون الافصاح عن منافذ تمويلها المحسوبة بالمليارات العراقية ، وهم كانوا (حفاةً) في بلدان لجوئهم أو داخل العراق،ناهيك عن القنوات الأُخرى (الملتحفة )باسماء عراقية رنانة،والعراقيون باتوا يعرفون مصادر تمويلها الخارجية !.
هذه القنوات والعناويين الاعلامية تؤدي (واجباتها)المرسومة من جهات تمويلها بأخلاص وأمانة كأنها غير عراقية ، وقد أثبتت الأحداث خلال السنوات الماضية وستثبت مستقبلاً،أن أختيار أسمائها لاعلاقة له بأدائها الاعلامي،وقد جربها العراقيون في أكثر من مناسبة سقطت فيها وطنياً وأنفضحت أدوارها المدفوعة الأثمان !.
أحدث مثال على الدور غير المشرف لهذه المراكز الاعلامية والقنوات الفضائية المأجورة هو ماتبنته (السومرية نيوز) في تغطيتها لتظاهرات ساحة التحرير مساء أمس،حين ضمنت تصريح رئيس الوزراء الذي شكر فيه المتظاهرين على (احترام النظام العام والتعبير عن آرائهم بصورة حضارية)،خيطاً من نسيج رسالتها الاساسية، باشارتها لأعداد المتظاهرين في ساحة التحريرحين أحصتهم بـالعشرات !.
هذا التسميم الاعلامي الذي تبنته قناة (السومرية) وفي هذا الوقت بالذات،مطلوب من ادارة القناة تفسيره ، فاذا كان المراسل(أعور) مطلوب من المحررالتصحيح ، واذا كان المحرر على هوى مراسليه يكون مطلوباً من رئاسة التحرير تصحيح(عشوه المسائي)، واذا كانت رئاسة التحرير على هوى محرريها ومراسليها، فأن الأعور وسط العوران يعيش في جنه،لكن جنة هذا الاعلام الاعور معادية للشعب العراقي بهذا الأداءالمزور للاحدث.
المتظاهرون في ساحة التحرير ليلة أمس كانوا بالآلاف، لكنهم مختصرون بكامرات السومرية الى بضع عشرات، وهو مخالف للواقع ومطلوب تفسيره، وهو موقف اعلامي وسياسي معادي لعموم الشعب العراقي، لذلك(وبحسن نيه) ندعو ادارتها الى استيراد كامرات جديدة تتطابق صورها مع الواقع ، وتنظم لمراسليها ومصوريها دورات (تطويرية) لينقلوا الأحداث بعينين !, لأن أختصارهم آلاف المتظاهرين الى عشرات جريمة ضمير يفترض أن يدافع عنها الاعلام النظيف ولايتبناها !.
علي فهد ياسين
نص خبر السومرية نيوز ، الرجاء ملاحظة العبارة الأخيرة فيه وهي
(ونظم العشرات من الناشطين المدنيين والمواطنين، اليوم الجمعة، تظاهرة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد احتجاجاً على سوء الخدمات وسط إجراءات أمنية مشددة ).

http://www.alsumaria.tv/news/141818/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D9%88%D9%84-%D8%A7/ar

#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل