|
المساعدة - قصة قصيرة
حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 10:04
المحور:
الادب والفن
أجد زميلتي في الدراسة سارة تجلس مع عدة طالبات تمارس عادتها الكريهة في مدح نفسها و إيجاد عيوب للآخرين..!! حيث أن هذه العادة هي الأمر الذي تمارسه منذ دخولي لهذه الكلية ولا شغل لها سوى هذه العادة. تنظر نحوي سارة و تلوح يدها باتجاهي و تبتسم لي وهي جالسة مع صديقاتها الطالبات و تقول لي : متى تبدأ المحاضرة ..؟؟ قالت لها و أنا واقف و متوجها للذهاب إلى قاعة المحاضرات : بعد عدة دقائق و الآن أنا ذاهب للمحاضرة. و أتقدم بخطوات سريعة متجها لقاعة المحاضرات و إذ أجد سارة تقول لصديقاتها الطالبات: هذا الطالب مجنون دراسة..!! لم أهتم بما سمعته فهذه هي عادتها التي تهواها و وصلت لقاعة المحاضرات و دخلت و بدأ الأستاذ بشرح موضوع المحاضرة و بعد عشر دقائق جاءت سارة و عند اقترابها لدخول قاعة المحاضرات قال الأستاذ لها : عفوا لا أسمح لكي بالدخول فلقد قمتي بالتأخر على الحضور بالوقت المحدد للمحاضرة…؟؟ أصيبت سارة بالارتباك و عجزة عن الحديث و قمت أنا بالنهوض و قالت للأستاذ: أستاذ أن سارة تأخرت لسبب معين و أرجو منك أن تسمح لها بالدخول . نظر إلي الأستاذ و قال : حسنا أنا أحترمك و أثق بك و لأجلك سوف أسمح لها بالدخول . تقدمت سارة و جلست و هي تشعر بالخجل فجميع الطلاب و الطالبات يوجهون أنظارهم إليها . انتهت المحاضرة و خرجت من قاعة المحاضرات و ذهبت لمنزلي لكي أستعد و أذهب لعملي فأنا أعمل كعازف كيتار في أحد المطاعم الراقية . مر الوقت بسرعة و وصلت لبوابة المطعم حييت العاملين في المطعم و صعدت للمسرح الصغير الذي في المطعم و بدأت العزف و بعد فترة قصيرة شعرت بالتعب فتوقفت عن العزف و صفق جميع الموجودين بالمطعم لي . نزلت من المسرح و توجهت إلى أحد الكراسي الجانبية في المطعم حيث أن الكراسي الجانبية يجلس عليها العاملين في المطعم لكي يستريحوا و يشاهدوا جميع الموجودين في المطعم من دون أن يلاحظهم أحد و أنا أحب الجلوس هناك . اخترت أحد الكراسي و جلست و قررت أن أخذ على الأقل عشرة دقائق لكي أستريح و من ثم أعود لعزف الكيتار على المسرح . أسمع صوتا كأنني سمعته بالسابق فألتفت نحو بوابة المطعم لأجد سارة تدخل المطعم و تجلس على أحد الطاولات و أنا أنظر لها و هي لا تلاحظني لأنني أجلس في أحد الكراسي الجانبية . طلبت كأسا من العصير قال لها أحد العاملين في المطعم : آنستي نحن في مطعمنا زبائننا يدفعون أولا و من ثم نقدم لهم نحن ما طلبوه..؟؟ نظرة سارة بوجه عامل المطعم و قالت له و هي تخرج بعض النقود من حقيبتها الصغيرة : هذا هو المال أرجو أن تجلب لي شيئا أشربه..؟؟ أستلم عامل المطعم المال و أبتسم لها و قال : آنستي هذا المبلغ نقدمه نحن كإكراميات للعاملين ولا يوجد شيء عندنا بهذا المبلغ فهذا المطعم هو مطعم راقي و المطاعم الراقية تتطلب مبلغ كبير حتى ولو لشرب كوب من العصير..؟؟ نظرة سارة بوجه عامل المطعم و الغضب يغمرها و قالت بصوت مرتفع: ما هذا المطعم ..؟؟ تقدمت بعد سماعي لصوت سارة المرتفع نحو طاولة سارة و قالت لعامل المطعم : قدم لها أي شيء تريده هيا أذهب. نظرة سارة إلي و هي تشعر بالاستغراب فلقد ظهرت لها فجأة و قالت : ما الذي جاء بك هنا..؟؟ قالت لها : ليس الآن وقت الكلام أعذريني..!! توجهت نحو الكراسي الجانبية و حملت كيتاري على يدي و توجهت نحو المسرح فلقد أخذت وقتا طويلا و أنا مستريح و بدأت بالعزف على كيتاري و سارة تراقبني و هي مذهولة…!! و مرت ساعتين و سارة ما زالت عيونها تنظر نحوي و أنا أعزف فشعرت بالتعب و توقفت عن العزف و بدأ جميع الحاضرين في المطعم يصفقون لي و كانت سارة أشد الحاضرين تصفيقا لي و تقدمت بخطوات بطيئة و توجهت نحو أحد العاملين في المطعم و أخرجت له مبلغا من المال و أعطيته له و قالت له : هذا مقابل الطاولة التي طلبت منكم خدمتها و تقديم أي شيء لها . و توجهت خارجا من المطعم و إذ أجد سارة تسير خلفي و تناديني ألتفت إلى الخلف و إذ هي تقول لي: شكرا لك. نظرة لها و قالت : لا تشكري مجنون الدراسة. و عند سماع سارة كلامي ارتسم على وجهه الحزن و عدت أنا للسير بخطوات بطيئة نحو منزلي و هي ما زالت تسير بخلفي بخطوات أشد بطئ من خطواتي فتوقفت و ألتفت نحوها و قالت : ألم تتعبي من السير خلفي ..؟؟ قالت لي :أنا آسفة أرجوك سامحني على كل الأمور السيئة التي فعلتها لك ..؟؟ قالت لها : توقفي عن عادتك السيئة و الكريهة لأنكي تخسرين الناس بسببها. قالت لي و قد عادة الابتسامة على وجهها : أنا أعدك أنني سوف أتوقف عن هذه العادة ..؟؟ فقالت لها : جيد و الآن دعيني أوصلك لمنزلك فسرت معها حتى أوصلتها لمنزلها و عدت أنا أيضا لمنزلي و عند بدأ يوم جديد و أنا ذاهب للكلية و جدت سارة واقفة أمام باب الكلية وهي تبتسم لي و تقول : مرحبا اليوم سوف ترى سارة الجديدة المتغيرة …؟؟ قالت لها : و هذا ما أريده . فتقدمت سارة مسرعة نحو قاعة المحاضرات و جلست بهدوء و أصبحت تركز على دراستها و منذ ذلك اليوم تغيرت سارة بالكامل و مرت الأيام مسرعة و حان وقت حفل التخرج و بدأ كل طالب أو طالبة بالتقدم نحو عميد الكلية و إلقاء خطبة قصيرة عن دراسته و جاء دور سارة فتقدمت و أخذت شهادتها و صعدت على منبر الكلية المخصص للقاء الخطب و بدأت تتحدث عن يوميات دراستها و في ختام خطبتها قالت : لقد كنت فتاة سيئة و لكنني تغيرت و كل هذا بفضل شخص كنت أكن له الكره و لكنني الآن أكن له الحب و هو الشخص الذي أحبه بجنون الآن لأنه غير حياتي إلى الأفضل ..؟؟ و نزلت الدموع من عيون سارة و نزلت من المنبر و الطلاب يصفقون لها لأن خطابها كان معبرا للغاية و تقدمت نحوي و قالت لي و الدموع تنغمر من عينيها : شكرا لك شكرا لك. فضممتها إلى صدري و ابتسامة متواضعة مرسومة على شفتي و قالت لها : لا عليك فلقد كنتي رائعة و سوف تبقين رائعة إلى الأبد .
#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المدينة المدمرة - قصة قصيرة
-
الجامعة العربية لتصالح شعبنا ثم تصلح بيننا
-
بسبب الإرهاب ثلاث معاقين أسبوعيا
-
الجمعية الوطنية تجربة جديدة
-
دفتر القصص- قصة للنشر
-
فاجعة إعادة حزب البعث للساحة العراقية
-
ليس العراق هو وحده الذي أصبح فيدراليا
-
شروط نجاح دور القطاع الخاص في العراق
-
البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة
-
البندقية - قصة قصيرة
-
علبة سجائر - قصة قصيرة
-
لا تضيعوا جهدكم و وقتكم مع البعثيين
-
الحدود ليست معبرا لدخول الإرهابيين فقط
-
الجهات العراقية و معادلة التغيير
-
التهديد أسلوب الضعفاء
-
أهم شيء لمعالجة المشكلة هو الاعتراف بها
-
المرض الخبيث - قصة قصيرة
-
القضاء على الإرهاب في العراق مسألة دولية
-
الدستور ليس كتابا سماويا
-
أفكار يجب أن تمحى
المزيد.....
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|