أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - علبة سجائر - قصة قصيرة














المزيد.....

علبة سجائر - قصة قصيرة


حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


قد يستغرب من يقرا قصتي أن كانت حقيقية أم لا…؟؟
و لكنها و للأسف قصة حقيقية واقعية جرت أحداثها في العراق..!!
في زمن الألم و الحزن و القهر و الاضطهاد و بالتحديد في سنوات الثمانينات من هذا القرن الملطخ بالدماء..!!
تبدأ القصة و بطلها أخي الأكبر أحمد الذي كان يجلس معي ببيتي الصغير مختبئا عن أنظار رجال الجيش و الشرطة و أتباع النظام السابق..!! حيث أنه هارب من الخدمة العسكرية في الجيش العراقي في فترة الحرب العراقية الإيرانية فالحرب حصدت شبابنا و هم في عمر الزهور .
كان أخي يقضي وقته بالقراءة فهو لا يستطيع الخروج من المنزل أو حتى فتح النافذة خوفا من أن يشاهده أحد .
و لا يستطيع تشغيل المذياع أو التلفاز خوفا من جلب الانتباه فكل خطوة يجب أن يخطوها أخي يجب أن تكون مدروسة و حذرة ..؟؟
حتى جاء هذا اليوم المشؤوم الذي لا أنساه أبدا حيث عدت من عملي بعد يوم شاق و كان التعب مرسوما على وجهي و دخلت بيتي الصغير و وجدت أخي مبتسما لي و يقول: مرحبا بك أخيرا جاءت ..؟؟
ابتسمت له و قالت: نعم لقد كان يوميا شاق للغاية و أنا منهك للغاية .
قال لي أخي : هل بالإمكان أن تذهب و تشتري لي علبة سجائر فالسجائر انتهت لدي من كثرة تدخيني الشديد.
قالت له : ليس الآن دعني أرتاح لعدة ساعات ثم أذهب و أشتري لك ما تريده .
قال لي: عدة ساعات لا أستطيع أن أنتظر لعدة ساعات أنا مدمن على تدخين السجائر و أنت تعرف بهذا الأمر .
قالت له : فقط أصبر إذن نصف ساعة و بعدها أذهب لكي أشتري لك علبة سجائر .
تقدمت نحو الكرسي الكبير الموجود في وسط المنزل و جلست و أغمضت عيني لكي أريحها و إذ أنا أغفو على الكرسي من شدة تعبي و بعد نصف ساعة أسمع صوت باب بيتي يفتح فأحرك رأسي و أفتح كلتا عيناي بهدوء شديد و أتلفت و أطالع بيتي فلم أجد أخي أحمد موجود قمت على الفور بالوقوف و التوجه بسرعة نحو باب بيتي لأن الصوت الذي أيقظني يبدو أنه صوت الباب الذي فتحه أخي و لكن لماذا خرج …؟؟
خرجت من منزلي و أنا مصاب بحالة جنونية بسبب خوفي على أخي ..؟؟
و بدأت أطالع كل جوانب الشارع ..؟؟
فوجدت أخي في نهاية الشارع و قد قام بلف وشاح أبيض على وجهه لكي لا يبدو واضحا و يسير بهدوء شديد و يتلفت و على جانب الشارع هناك عدد من الرجال العسكريين فتقدمت نحو أخي لأنني خائف من تعرف العسكريين على أخي حيث أن بعض العسكريين هم سكان هذه المنطقة و يعرفون الشباب الذي لم يذهبوا للخدمة العسكرية ..؟؟
و عندما بدأت أخطو خطواتي الأولى نحو أخي وجدت أحد العسكريين يصرخ بأعلى صوته: هذا أحمد هذا الهارب..؟؟
فتقدم ما يقارب ثمانية جنود عليه و حاصروه و قاموا بركله و أحد الجنود أخرج بندقيته و وجهها نحوي مما جعلني أتوقف في مكاني..!!
بدأ أخي يصرخ و يتألم و يطلب النجدة و أنا واقف و الدمع ينزل من عيوني فليس بمقدوري فعل شيء ..؟؟
حتى توقف أخي عن الحديث ..؟؟
و أبتعد الجنود العسكريين عنه و أبتعد الجندي الذي كان يرفع سلاحه بوجهي .
فتقدمت نحو أخي بكل ما أملك من سرعة ..!!
و عندما وصلت إليه وجدته غارقا في دمه و قد فارق الحياة و بيده يمسك علبة سجائر الذي قام بشرائها ..؟؟
فبسبب علبة سجائر مات أخي و فارق الحياة .



#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تضيعوا جهدكم و وقتكم مع البعثيين
- الحدود ليست معبرا لدخول الإرهابيين فقط
- الجهات العراقية و معادلة التغيير
- التهديد أسلوب الضعفاء
- أهم شيء لمعالجة المشكلة هو الاعتراف بها
- المرض الخبيث - قصة قصيرة
- القضاء على الإرهاب في العراق مسألة دولية
- الدستور ليس كتابا سماويا
- أفكار يجب أن تمحى
- الخصخصة حل متواضع لسوء الخدمات
- ما هو الوجه الاقتصادي للعراق
- لماذا لا نتعلم من أخطاءنا
- أمرين لا ثالث لهما هما سبب كل مصائبنا
- الطريق إلى الثورة الرقمية
- من قال أن العراق تحرر فهو خاطئ
- الفيدرالية و ارتباطها بالخدمات و إعادة الاعمار
- رفض الإرهاب يجب أن يكون رفض شمولي
- كل العراقيين هم من الشريحة العمالية
- التلوث في الهواء في العراق الأسباب و المضاعفات
- دولة قانون و حريات


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - علبة سجائر - قصة قصيرة