حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 08:56
المحور:
الادب والفن
المرض الخبيث - قصة قصيرة
يتطلع الأب عبر الزجاج الذي يفصله عن غرفة ابنته بحزن و الدموع لا تفارق عيناه..؟؟
يتقدم نحوه الطبيب و عندما يصل إليه ينظر نحوه و الحزن ظاهر على ملامح وجهه و يقول له : أسف الآن أبنتك تعيش لحظاتها الأخيرة و ليس بمقدوري فعل شيء..؟؟
أنزل رأسه إلى الأرض و قال للطبيب : هذا هو القدر المؤلم الذي لا مهرب منه..!!
و يتحرك الطبيب بهدوء و يبتعد عنه و بعدها دخل غرفة ابنته و نظر أليها و تطالعه ابنته وهي مستلقية على السرير و التعب و الإرهاق يغطيها و تقول بصوت خافت و متقطع : أبي لماذا تبكي ماذا يحدث..؟؟
أجابها الأب على الفور : لا شيء فقط ألم بسيط في عيني و هذا الأمر يجعلها تدمع
و إذ هي ترد : هل هذا الألم ناتج عن مرض خبيث مثلي .
نظر لها و علامة التعجب واضحة في نظراته و قال لها : من قال لكي عن مسألة المرض الخبيث…!!
تجيب : أبي أنا أعرف بهذا الموضوع منذ بدايته و قد سمعتك في أحد المرات و أنت تتحدث بهذا الموضوع مع الطبيب.
أنزل الأب رأسه إلى الأرض فهو غير قادر على مواجهة المرض الذي يفتك بابنته و إذا تقول أبنته : أبي ساعدني على الوقوف فأنا أشعر اليوم بالفرحة..؟؟
قال الأب وهو يتقدم لكي يوقف أبنته : من أين يأتي الفرح بعد الآن..!!
قالت البنت: لقد سمعت أحد المرضى هنا يقول بأن الفتاة التي تصاب بمرض خبيث تصبح بالجنة حسناء كالعروس..؟؟
تزداد الدموع المنهمرة من عيون الأب و يبتعد عن أبنته التي استطاعت بمساعدته الوقوف رغم مرضها و ضعفها.
تتقدم الفتاة بخطوات بسيطة و تقول : سوف أرقص لأنني عروس..؟؟
و بعدها ترتمي على الأرض و يتقدم الأب نحوها و يضمها على صدره و هي تقول بصوت خافت : أنا عروس…أنا عروس..!!
و بعدها يجمد جسدها و تتوقف عن الكلام و عيناها البريئتين متوجهتان للسماء و يقول الأب : نعم الآن أنتي عروس في الجنة يا ابنتي الجميلة.
حسين علي غالب- إقليم كردستان المستقل
#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟