أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - دفتر القصص- قصة للنشر















المزيد.....

دفتر القصص- قصة للنشر


حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


تقف سيارة الإسعاف أمام المستشفى..؟؟
و أتقدم أنا بخطوات سريعة نحو سيارة الإسعاف لكي أنقل المريض المستلقي فيها إلى الطبيب..!!
أحمل المريض المستلقي في السيارة على كتفي فمستشفانا لا يحتوي على أغلب المعدات الطبية لأن مكان المستشفى هو في أحد المدن الريفية الصغيرة و الفقيرة في وطننا.
كنت أحمل المريض على كتفي متوجها للطبيب بكل ما أملك من قوة و سرعة و عند وصولي للطبيب وضعت المريض على سرير المعاينة و كان المريض رجل مسن يهذي بكلمات مختلفة و يمسك بيده دفتر صغير..!!
وجهت أنظاري للدفتر و الاستغراب و التعجب يغمرني فلماذا رجل مسن و مريض و يهذي و يمسك بيده دفترا..؟؟
جاء الطبيب بعد معاينة أحد المرضى و تقدم نحو الرجل المسن لكي يفحصه و بعد عدة دقائق قال الرجل المسن وهو يوجه أنظاره لي و جسده يرتجف من شدة المرض : هذا الدفتر لك .
و قال لي الطبيب بصوت مرتفع : أذهب بسرعة أجلب جهاز الضربات الكهربائية فهو يعاني من قلة دقات القلب..؟؟
فتحركت مسرعا و حملت جهاز الضربات الكهربائية متوجها للطبيب..!!
و عند وصولي للطبيب وجدت الطبيب واقفا و الدموع تنهمر من عينيه و قال لي : لقد فات الأوان لقد توفى الرجل المسكين.
جمدت في مكاني لعدة لحظات من شدة الصدمة و الحزن يغمرني و تحرك الطبيب مبتعدا عن المريض و أنا تقدمت نحو الرجل المسن المتوفى و أنزلت جفونه و غطيت جسده بقطعة قماش بيضاء و قال الطبيب لي : خذ الدفتر فلقد كانت هذه الجملة أخر جملة ينطق بها و هذه الجملة تعتبر وصية لهذا الرجل المسكين..؟؟
كان الدفتر مرميا على الأرض أمام السرير فأخذت الدفتر من على الأرض و تقدمت بخطوات بطيئة مبتعدا عن الطبيب فلقد انتهى وقت الدوام و قد حان وقت ذهابي للمنزل لكي أخذ قسطا من الراحة .
خرجت من المستشفى متوجها نحو منزلي القريب من المستشفى و أنا أقرا الدفتر و أقلب صفحاته و كان الدفتر يحتوي على قصص قصيرة كثيرة حجم القصة يقدر بصفحة أو صفحتين .
وصلت لمنزلي و دخلت فيه و توجهت نحو سريري لكي أنام لعدة ساعات و أعود لعملي في المستشفى .
استيقظت من نومي و توجهت نحو عملي كالمعتاد و بعد عدة ساعات من العمل جلست على أحد الكراسي في المستشفى لكي أرتاح .
و كان هناك كرسي أخر عليه عدة صحف و مجلات فأخذت أحد الصحف أقلب صفحاتها بهدوء و إقراءها ..!!
و وجدت دعاية في الصفحة الثقافية عن مسابقة لأي شخص يملك هواية كتابة القصص القصيرة كي يرسل قصصه للجريدة و يحصل على جائزة مالية ضخمة ..؟؟
و حينها خطرت لي فكرة و هي لماذا لا أرسل أحد القصص القصيرة الموجودة في الدفتر إلى الجريدة عسى أربح الجائزة و أن لم أربح فأنا لم أخسر شيء ..؟؟
سجلت عنوان الجريدة على ورقة صغيرة و وضعتها في جيبي و عند انتهاء الدوام ذهبت لمنزلي و نقلت أحد القصص القصيرة و كتبت أسمي و عنواني و رقم هاتف المستشفى أن أرادوا أن يتصلوا بي و ذهبت للنوم و في الصباح ذهبت لمكتب البريد و أرسلت القصة القصيرة للجريدة و توجهت بعدها لعملي في المستشفى كالعادة .
مر أسبوعين و لم أستلم رسالة من الجريدة ولا اتصال و نسيت الموضوع و بعد شهر من إرسالي الرسالة و أنا في المستشفى أمارس عملي جاءني أحد عمال المستشفى و قال لي بصوت مرتفع : تعال هناك اتصال هاتفي لك..!!
بعد سماعي كلام العامل تحركت مسرعا إلى هاتف المستشفى حيث أن هذا الاتصال هو بالتأكيد من الجريدة..؟؟
وصلت للهاتف و رفعت السماعة و إذ هناك شخص يقول لي : هل أنت حسام محمد كاتب القصة القصيرة ..!!
أجبته على الفور : نعم …نعم أنا هو ..!!
قال لي : نحن بانتظارك في مبنى الجريدة فقصتك هي حقا قصة جميلة و رائعة جدا و أنت كسبت الجائزة المالية.
قالت و الفرحة تغمرني : أنا كسبت الجائزة ..؟؟
قال لي : نعم أنت و أنت كاتب قصة موهوب و أرجو أن تأتي لمبنى الجريدة فنحن بانتظارك بأي وقت و الآن أودعك.
قالت له: شكرا لك و أنا سوف أذهب لمبنى الجريدة و ودعاءا و شكرا لاتصالك .
بعد انتهائي من الاتصال توجهت نحو مدير المستشفى لكي أخذ إجازة من عملي و أذهب لمبنى الجريدة لكي أستلم جائزتي و عند وصولي للمدير قدمت له طلب الحصول على إجازة و وافق عليها و حصلت على أسبوع كامل و توجهت بعدها لمنزلي لكي أرتاح و أجهز نفسي للسفر و للذهاب لمبنى الجريدة من أجل الحصول على الجائزة المالية و كان الفرح و البهجة تغمرني و كل هذا بسبب دفتر القصص و الرجل المسن المسكين الذي أعطاه لي .
مر اليوم و أنا أنتظر حلول الصباح و عند المساء توجهت للنوم لكي أفيق بعدها في الصباح و أذهب لمبنى الجريدة .
جاء الصباح و استيقظت و جهزت نفسي و ركبة حافلة النقل لكي أصل للعاصمة حيث مبنى الجريدة و وصلت لمبنى الجريدة و دخلت إليه فوجدت موظفة استعلامات تبتسم لي و تقول لي : تفضل هل تريد شيء سيدي..؟؟
قالت له أنا حسام محمد و جريدتكم البارحة اتصلت بي .
نظرت إلي موظفة الاستعلامات و قد زادت ابتسامتها و قال لي : نعم نحن بانتظارك أرجو أن تتفضل معي إلى غرفة رئيس التحرير .
تقدمت و هي أمامي لتدخلني إلى غرفة رئيس التحرير و عندما دخلنا إلى غرفة رئيس التحرير قالت هي: أستاذ لقد وصل الأستاذ حسام و ها هو ..؟؟
كان رئيس التحرير جالسا خلف طاولته فوقف و تقدم نحوي و صافحني بشدة و موظفة الاستعلامات تنظر إلي بفرحة و قال رئيس التحري لي: أهلا و سهلا بك في جريدتنا آيه المبدع .
و دعاني للجلوس فجلست و موظفة الاستعلامات ما زالت الابتسامة مرسومة على وجهها .
قال لي رئيس التحرير: أعتبر نفسك منذ الآن كاتبا مهما من هذه الجريدة فجريدتنا تصدر كل ثلاث شهور و في كل عدد سوف ننشر لك قصة قصيرة مقابل أجر معين .
نظرة إليه و قالت : و لكن هذا الموضوع لم يكن بالحسبان بالنسبة لي..؟؟
قال رئيس التحرير : لن يتعبك الموضوع فقط قصة قصيرة كل ثلاث شهور لا أكثر ولا أقل.
قالت له و على الفور و من دون تردد : أنا موافق فهذا العرض مهم بالنسبة لي و لن أحصل على مثيل له طول حياتي .
فأخرج لي رئيس التحرير شيكا وقال لي : هذه هي جائزتك .
فأخذت الشيك و طلبت من رئيس التحرير أن أذهب و قال لي : أهلا و سهلا بك في الجريدة بأي وقت و سوف توصلك موظفة الاستعلامات إلى باب الخروج .
فصافحني رئيس التحرير و خرجت من غرفته و توجهت أنا و موظفة الاستعلامات إلى باب الخروج و عند وصولي للباب قالت لي موظفة الاستعلامات : أستاذ حسام ننتظر عودتك للجريدة فأنت كاتب قصة مبدع و أنا معجبة للغاية بقصتك القصيرة التي وصلتنا .
قالت له : شكرا لكي و سوف أستمر بزيارة مبنى الجريدة و أسلمكم كل ثلاث شهور قصة من قصصي القصيرة .
و توجهت بعدها خارجا من مبنى الجريدة و مستقلا بعدها حافلة العودة لمنزلي في المدينة و في الحافلة كانت هناك أفكار كثيرة تتضارب في داخلي أولا كيف تغير وضعي و ثانيا كيف أن الرجل المسن المسكين قصصه سوف تغير حياتي إلى الأفضل و ثالثا موظفة الاستعلامات و ابتسامتها التي لم تغب عني .
وصلت الحافلة إلى المدينة و رغم السفر إلا أنه من شدة فرحتي لا أشعر بتعب السفر أو الطريق الشاق الذي سلكته و توجهت للمستشفى رغم إجازتي لأن هناك أمرا أريد تنفيذه و دخلت المستشفى و وجدت الطبيب واقفا بقربي فقال لي : أهلا و سهلا بك و لكن أنت في إجازة فلماذا أنت هنا…؟؟
ابتسمت له و قالت : دكتور أقدم لك هذا المبلغ أرجو أن تقبله كهدية مني للمستشفى و تشتري المعدات الطبية التي تحتاجها .
و مددت يدي إلى جيبي و أخرجت الشيك و أعطيته للطبيب .
نظر الطبيب إلي و الابتسامة على وجهه و قال لي : شكرا على هذا المبلغ المتواضع ..!!
نظر الطبيب إلى الشيك و قرب الشيك على عينيه و قال بصوت مرتفع: ماذا..؟؟
و صمت الطبيب لفترة قصيرة و قال بعدها : هل تقدم مبلغ عشرة الآلاف دولار من أجل هذه المستشفى ..؟؟
قالت له : نعم و أرجوك أن تقبل هذا المبلغ و تشتري المعدات الطبية من أجل صحة المرضى .
و تقدمت خارجا من المستشفى و ذاهبا لمنزلي تاركا الطبيب في حالة استغراب و تعجب جراء ما قمت به .
و في اليوم التالي عدت للمستشفى و توجهت لغرفة مدير المستشفى دخلت إلى غرفة المدير فصافحني و هو شديد الفرح و السرور و قال لي: أهلا و سهلا بك و شكرا على تبرعك السخي للمستشفى و أي خدمة لا تتردد بطلبها مني .
قال له: جيد جدا فأنا جاءتك بأمر معين و أرجو أن لا تخيبني ..؟؟
قال مدير المستشفى: تفضل ولا تتردد بطلب أي شيء.
قالت له : أرجو أن تقبل استقالتي من المستشفى ..!!
قال المدير و هو يوجه أنظاره ألي : لماذا هل تحس بمضايقة أو تعب بالعمل ..؟؟
قالت للمدير : كلا و لكن سوف أعمل الآن مجانا بالمستشفى ولا أريد أن أعمل بشكل رسمي و أحصل على راتب مقابل عملي .
أبتسم المدير و قال لي : أن كانت هذه رغبتك فأنت معفي من عملك منذ هذه اللحظة .
و هكذا تغيرت حياتي رأسا على عقب فأصبحت أعمل مجانا في المستشفى و أعالجهم عن طريق المعدات الطبية و أصبحت لا أعمل وحدي في المستشفى فلقد تزوجت موظفة الاستعلامات في الجريدة و باتت تشاركني العمل في المستشفى و أرسل كل ثلاث شهور قصة قصيرة من دفتر القصص للجريدة و بأجر القصص أعيش من خلاله و كل هذا بفضل الرجل المسن المسكين و قصصه القصيرة الرائعة .
حسين علي غالب- إقليم كردستان المستقل
[email protected]
http://babankasa.jeeran.com







#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة إعادة حزب البعث للساحة العراقية
- ليس العراق هو وحده الذي أصبح فيدراليا
- شروط نجاح دور القطاع الخاص في العراق
- البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة
- البندقية - قصة قصيرة
- علبة سجائر - قصة قصيرة
- لا تضيعوا جهدكم و وقتكم مع البعثيين
- الحدود ليست معبرا لدخول الإرهابيين فقط
- الجهات العراقية و معادلة التغيير
- التهديد أسلوب الضعفاء
- أهم شيء لمعالجة المشكلة هو الاعتراف بها
- المرض الخبيث - قصة قصيرة
- القضاء على الإرهاب في العراق مسألة دولية
- الدستور ليس كتابا سماويا
- أفكار يجب أن تمحى
- الخصخصة حل متواضع لسوء الخدمات
- ما هو الوجه الاقتصادي للعراق
- لماذا لا نتعلم من أخطاءنا
- أمرين لا ثالث لهما هما سبب كل مصائبنا
- الطريق إلى الثورة الرقمية


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - دفتر القصص- قصة للنشر