أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هديتي للرئيس














المزيد.....

هديتي للرئيس


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على مائدة إفطار "الأسرة المصرية" التي جمعنا حولها الرئيسُ، في إحدى ليالي رمضان الأواخر، تجاور المسلمُ ولمسيحيّ، الغنيُّ والفقير، العالِم والبسيط، الكهلُ والصبيّ، المتعافى وذو السَّقَم، المرأةُ والرجل، مواطنون في ثوب الفرح، وثكالى في دثار الحداد على شهداءَ نبلاء غرسوا الوجعَ في قلوب أمهاتهم. ومَن سوى هذا الرجل يجمعُ الفرقاءَ على مائدته؛ بعدما حصد قلوب المصريين والعرب لقاء ما قدّم للعالم وللتاريخ بإنقاذه مصرَ والأمة العربية من غول الإرهابيين الخونة أعداء الجمال هادمي الأوطان؟!
في الطريق للقاعة كنتُ أدعو الله أن تكون الوليمةُ بسيطة كما يليق بدولة تتعافى من كبوتها الاقتصادية. ولم يخِب ظنّي الحسَن. كانت مائدة غنيةً بتقشّفها، أنيقةً ببساطتها؛ لا تعرف البذخ المنفّر والإسراف المقزز على الموائد، فتأكدتُ أن يدًا حكيمة تُدير دفّة مصر.
في لقاءاتي السابقة بهذا الرجل النبيل، ضمن وفود المثقفين والكتّاب، كنتُ أحدّث نفسي بأنني مَدينةٌ له بقدر ما أعاد بلادي التي كان يُسرق تاريخُها وتتشظّى حدودُها ويتمزّق شعبُها على مرأى ومسمع من صمت العالم غير المبالي بنازلة مصر المروعة. على مدى عام طويلٍ كأنه الدهر، ثائرٍ كما البركان، تأكدنا أن قوة رفضنا الشعبي الهائلة لا تكفي لإزاحة الغُمّة. نحتاج إلى وتدٍ يدعمُ الطليعة المثقفة والقوى الشعبية الهادر صوتُها في الميادين رافضةً حكم الإخوان الدموي. وكان جيشنا العظيم في ظهرنا، وكان البيانُ الجسور الذي عزل الجواسيس الخونة وأزاح نِصالَهم الباردة عن عنق مصر الطيبة. فكان هذا الفارسُ كأنما يدُ الله التي دائمًا ما تأتي في وقتها المقدور بالهزيع الرابع؛ أبدًا لا تتأخر لحظةً عن موعدها الحسَن، ولا تتقدّم. في كل لقاء، كنت أُرجئ تقديمَ هديتي؛ إذ تأخذني همومُ بلادي فأقضي ليلتي أرتّبُ في رأسي ما أودُّ طرحه على الرئيس من مخاوفَ ومقترحاتٍ حول محنة التعليم وقضايا المرأة والأزمات الطائفية وما يصل بريدي من هموم القراء اليومية.
كنتُ انتظرُ مناسبةً أجملَ تكون مصرُ قد نهضت قليلا، وتخلّصت من كابوس الإرهاب وشبح عجز الموازنة. وقررتُ أن اللحظة الأنسب هي يوم 6/8، مع فرحة افتتاح قناة السويس، بإذن الله. لكنني عدلتُ عن قراري وعزمتُ أمري على إفطار "الأسرة المصرية”. سأقدّم هديتي للرئيس اليومَ؛ فالهدايا أجملُ ما تقدّم في دفء الأسرة و"لمّة" الأهل.
ولكن، ماذا عساي أقدم لأول رئيس جمهورية أنتخبُه بملء إرادتي منذ وطأت قدمي هذا العالم في أرض مصر النبيلة؟ الرجل الذي أراه، ويراه ملايين غيري، المخلّصَ الذي أنقذنا من ويلٍ ما كان له أن ينجلي عن سماء مصر إلا بعد أمد لا يعلم مداه، ولا حلكتَه، إلا الله؟
ليس في جعبتي أثمنُ من كتبي التي غزلتُ حروفَها بدأب "بانيلوب" على نولِها، وصبر "سيزيف" على صخرة تنحدرُ من قمّة الجبل. اخترتُ اثنى عشر كتابًا من كتبي، لتكون هديتي للرجل الذي أراهن على أنه يقودُ مصر نحو عصر النور والإشراق الذي يليق باسمها العريق، بوصفها البلد التي قادت مشعل التنوير للبشرية في حلكة العصور الأولى نحو فجر الضمير الإنساني. من بين عناوين كتبي، ديوان "صانع الفرح"، أهديه إلى صانع الفرح الذي استبدل بحزن المصريين فرحًا وأملا في الغد، بعد عقود من الإخفاق نسي فيها المواطنُ حقوقَه كإنسان ذي سيادة، أعقبه عامٌ من الإظلام كادت مصرُ تضيع فيه من بين أيدينا في كهف العتمة.
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شكرًا على حبّك لمصر وللمصريين وللعروبة وللإنسانية. كتبي بين يديك الطيبتين اللتين أعادتا إلينا مصرَ ومازالتا تنسجان غدها الآمن المشرق بإذن الله.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكبير في ساحة الكنيسة
- لا تقتلوا الخيرَ... والتمرُ خيرٌ
- 30 يونيو رغم أنفكم يا هالوك الأرض
- الله يسامحك!
- فارسٌ وجميلة وبعض خيال
- ليه كده يا أم أيمن؟!
- لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟
- القرضاوي يفخّخ المصريين بالريموت كونترول
- أصعبُ وظيفة في العالم
- شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط
- السراب
- وسيم السيسي... سُرَّ من رآك
- في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - هديتي للرئيس