أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - -الحرف-... في المصري اليوم














المزيد.....

-الحرف-... في المصري اليوم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 18:10
المحور: حقوق الانسان
    


احتفلنا بالأمس بعيد ميلاد الصبيّة الصبوح: جريدة "المصري اليوم". وعلّها الجريدةُ الوحيدة التي لم تحذّف لي حرفًا في مقال، ولم تُعدّل لي عنوان مقالٍ، منذ انضممتُ إلى سِرب كتّابها المُحلّقين قبل ثمان سنوات. لأنها لم ترتعب من بطش سلطان جائر في عز جبروته، منذ مولدها قبل أحد عشر عامًا، وحتى اليوم، وإلى المُنتهى بإذن الله.
على صفحاتها عارضتُ الرئيس مبارك أثناء حكمه وانتقدتُ حكوماته، ولاحقتُ وزير الداخلية حبيب العادلي ونظامه القمعي، ولم تحذف لي الجريدةُ حرفًا. وفي عهد الإخوان التعس، عارضتُ عوارَهم وانتقدتُ مُرسيَّهم ومُرشدَهم وعريانَهم وشاطرَهم وقَطَرَهم وتركياهم وحماسهم ومَن والاهم، ولم تحذفِ لي الجريدةُ حرفًا. ولم يتبدّل نهجي مع الحاكم الحالي الذي اخترتُه بملء إرادتي، ولن يتبدّل. سأظلُّ دائمًا على يسار كل حاكم مصري، مادام في قلمي مدادٌ، وكلي ثقة من أن "المصري اليوم"، التي أعتزُّ بوجودي فيها، لن تحذف لي حرفًا.
وعبارة: "لم تحذف لي حرفًا"، قد تبدو مجازيةً للمبالغة. إذ ما قيمة حرف في مقال، يُحذَف، أو يُضاف، أو يتبدل موقعه في كلمة؟! لكنها الحقيقة. الحرف يغيّر المعنى ويشتته ويجعله عائمًا ربما. الحرفُ يقتل. وإليكم ما حدث معي في جريدة أخرى، لا أودّ ذكر اسمها، ظللتُ أكتبُ بها مقالا أسبوعيًّا ثابتًا لسنوات طوال، قبل أن أقدم استقالتي.
اتصل بي رئيس تحرير تلك الجريدة وطلب مني حذف جملة من مقالي سوف تسبب مشكلة لي وللجريدة. أزمة الجملة كانت في كلمتي: “حاكم ظالم". كنّا في عصر مبارك وكان هو المقصود. ورفضتُ حذف الكلمتين. وبعد جدل طويل من جانبه، وإصرار عنيد من جانبي؛ توصّل إلى حيلة عبقرية. بدّل موقع حرف "الألف" في كلمة: "حاكم"، فصارت: “حُكّام". ولما عاتبته، بعد صدور الجريدة، في الغد، قال: “أليس كلُّ الحكام العرب ظالمين كما تقول مقالاتك؟ دعي المركب تسير في سلام يا أستاذة.” أما استقالتي فقدمتُها أثناء حكم الإخوان، حين كتبتُ مقالا ينتقدُ "مرسي العياط" الذي كان عروس ماريونيت في يد المرشد والشاطر. المقال عنوانه: “هل يحكمنا المرشد؟". وخافت الجريدة ولم تنشر المقال. وقدمتُ استقالتي في اليوم التالي.
لهذا أعتزُّ بالمصري اليوم. لأن سياستها واضحة وحاسمة، على تبدّل رؤساء تحريرها. “اِنتقدْ، ولا تتطاول". “عارضْ بتحضّر، ولا تسِفّ بالقول ولا تتدنَ بالحديث.” وهذا نهجي منذ بدأتُ الكتابة، فكأنما وافقَ شِنٌّ طبقَه.
أما المفاجأة التي أعلنها الأديب محمد سلماوي في حفل عيد الميلاد، فكانت الإعلان عن تشدين صالون أدبي ترعاه "المصري اليوم"، لإحياء تلك الظاهرة الحضارية التي شكّلت وعي المصريين حتى منتصف القرن الماضي، وبغيابها اضمحلتِ الثقافة وتدنّتِ الآدابُ، وضاع صوتُ الأديب وسط صخب المجتمع وضجيج الشارع.
ننتظر الصالونَ بشغف، وكل سنة وأنت طيبة أيتها الجميلة: المصري اليوم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم
- في أي دركٍ من النار يسكن الأوركسترا؟
- رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين
- حزب النور... على أبواب التمكين
- خالد منتصر... أهلا بك في وكر الأشرار
- تمرّد... وكتابُ التاريخ
- بذورٌ فاسدة
- انتحارُ الأديب على بوابة قطر
- حزب النور وحلم التمكين الداعشي
- سلّة رمان ..


المزيد.....




- العراق بالمرتبة 155 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025
- ما آليات المنظمات الدولية لإعلان حالة المجاعة في بلد ما؟
- غوتيريش: حرية الصحافة تواجه تهديدا غير مسبوق
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل وتحذيرات بشأن تهديد حياة الأسرى بتو ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: تصعيد القتال لن يقتل المحتجزين ف ...
- دعوات في موريتانيا لإلغاء قانون حماية الرموز الوطنية لـ-تضيي ...
- الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدني ...
- اعتقال أبرز قادة الفصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا
- الأمن العراقي : اعتقال متهم بتهريب الأموال بحوزته 113 بطاقة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - -الحرف-... في المصري اليوم