أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - وسيم السيسي... سُرَّ من رآك














المزيد.....

وسيم السيسي... سُرَّ من رآك


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 10:10
المحور: سيرة ذاتية
    


حين ينطقُ عنوانَ كتابه الجميل، يقول: “مصرُ التي لا تعرفونها". وحين أتحدثُ أنا لأصدقائي عن ذات الكتاب، أقول: “مصر التي لا نعرفُها.” اختلاف الضمائر بين الجملتين يعود إلى أنه يعرف عن مصر أكثر مما نعرف. وإن كان دائمًا ما يعترف، بتواضع العلماء، بأنه معنا لا نعرف الكثير عن مصر القديمة وتاريخ سلفنا الصالح، أجدادنا الفراعين. لكنه دون شكّ يعرف ما لا نعرفه، ليس فقط بوصفه باحثًا كبيرًا في علم المصريات، ولا بحكم أنه أستاذ في الطب، حاصلٌ على زمالات بريطانية وأمريكية، وله براءات اختراع في تخصصه، وعمليات جراحية تحمل اسمه، فتوسّل معارفه الطبية تلك في السعي وراء أسرار أجدادنا ليعرف عبقريتهم الطبية، من بين عبقرياتهم العديدة، فوضع كتابًا يُزيّن الآن مكتبة الكونجرس الأمريكي عنوانه Medicine in Ancient Egypt، "الطب في مصر القديمة"، وليس أيضًا لكونه مثقفًا موسوعيًّا رفيع الطراز، له باعٌ عريض في الآداب والشعر والفلسفة والفنون والتاريخ، فضلا عن تخصصه الطبي وبحثه الدؤوب في المصريات، بل لأنه "عاشق”.
هذا رجلٌ عاشقٌ مُتيّمٌ شَغِفٌ صَبٌّ مُغرَمٌ وَلِعٌ، مرزوءٌ بالهوى، إن كان الحبُّ رُزءًا. هذا رجلٌ مفتونٌ بحسناءَ ساحرةٍ، فتنتْ من قبله عظماءَ وفرسانًا وزعماءَ وفلاسفةً وعلماءَ فطافوا حول هودجِها وأهرقوا عند قدميها أعمارَهم. لكن هؤلاء وأولئك لم يكونوا منها، بل غرباءُ جاءوها غزاةً طامعين في مجدها وخيرها ورغدها وعلمها وتراثها الأخلد، لا يشبهون عاشقَنا. عاشقُنا أحبَّها لأنه منها، ولأنها منه. هو بعضُها، وهي كلُّه. فأدرك أن خلاصَه مرهونٌ بوجودها، وأن اكتمالَه رهنُ كمالِها. فأحبَّها حبَّ المُشِيد المُشَيِّد، لا حبَّ الآخذ السالب. يُشِيدُ بحُسنها الغابر في كل مجلس، ويُشيِّدُ ما تهدّم من مجدها الآفل مع تواتر الغُزاة الطامعين على سواحلها، أو توغّل الجهلاء العابرين في دروبها.
العاشقُ هو عالم المصريات المؤرخ الطبيب د. وسيم السيسي. والمحبوبة الحسناءُ الآسرةُ هي مصرُ البهية.
أجلسُ الآن جواره على منصة "صالون المعادي" لنحتفل معًا، ضمن أعلام مصر وكِبارها، بربع قرن مضى على هذا الصالون الفكري المحترم. في بالي محاضرةٌ سوف ألقيها عن "الأصنام الأربعة" كما صنّفها المفكر البريطاني "فرنسيس بيكون"، تلك التي تعوّقنا عن معرفة الحقيقة. لكن الحقيقة أن الكلام في حضرة العلماء صعبٌ. عن يساري د. وسيم السيسي، ومن أمامي الكاتب الكبير جلال أمين، وبين الحضور علماءُ وأطباءُ ومثقفون مما يشكّل حاضرةً فكرية مخيفة كأنها كوكبٌ من نور وسط مجرّة مظلمة شاسعة المدى. فتلبّستني حالُ الرهبة التي تتملك بقلبي كلما دعاني د. وسيم لأحاضر في صالونه الشهري الثري. في حضرة وسيم السيسي، لا بديل عندي سوى الصمت والإنصات لكي أتعلّم. فالصمتُ في حرم الجمالِ، جمالُ.
مكتوبٌ على باب أكاديميا أفلاطون، في القرن الرابع قبل الميلاد: “من لا يحبُّ الرياضيات لا يدخل علينا.” وكأنني أقرأ ما ليس مكتوبًا على باب أكاديميا السيسي: “مَن لا يحبُّ مصرَ ولا يعرفُ تاريخها، لا يدخلُ علينا.” د. وسيم، سُرَّ مَن رآكَ، وتعلّمَ من سمعك. فعِشْ ألفَ عامٍ وعلّمْنا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم
- في أي دركٍ من النار يسكن الأوركسترا؟
- رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين
- حزب النور... على أبواب التمكين
- خالد منتصر... أهلا بك في وكر الأشرار
- تمرّد... وكتابُ التاريخ


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - وسيم السيسي... سُرَّ من رآك