أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون














المزيد.....

في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ونحن صغار، فتحوا لنا مدارسَهم على وسعها. وفتحوا لنا قلوبهم على وسعها. علّمتنا راهباتُهم الأخلاقَ والقيم. وفاض علينا معلّموهم من علمهم ومعارفهم. أفهمونا أن مصر وطنٌ لكل المصريين، وأن الأرضَ وطنٌ لكل البشر. وأن الإنسانية ناموسُ الأرض. وأن المحبة قانونُ الحياة. لا فرق بين إنسان وإنسان إلا بقدر أخلاقه وعلمه ومساعدته للآخر. تربينا في مدارس مسيحية، فلم نشعر بالتمييز بيننا وبين زملائنا المسيحيين. مدرستي المسيحية التي نشأتُ بها في طفولتي، كانت تضمُّ بين أسوارها مسجدًا صغيرًا أنيقًا ونظيفًا. نُصلّي فيه متى شئنا. ونتناول من رفوف مكتبته ما شئنا من مصاحفَ وكتبٍ إسلاميةٍ تناسبُ أعمارَنا الصغيرة. مثلما كانت تضمُّ بين أسوارها كنيسة أنيقة. يدخلها زملاؤنا المسيحيون للصلاة متى شاءوا. وندخل حديقتها لنطارد الفراشات الملونة، ونقطف من أشجارها أوراق التوت الخضراء لكي نُطعم دود القزّ الذي كنا نربيه في أبريل. نسمع ترانيمهم الطيبة يمجدون فيها إله الكون الواحد. الذي يعبده ستة مليار إنسان يعمّرون هذا الكوكب، كلٌّ عبر منظومته التي اختارها، أو بالأحرى التي ورثها عن أبويه. تعلمنا معًا، مسلمون ومسيحيون، أن ندعو اللهَ أن ينثر المحبة والسلام بين الناس. لأن من يحبُّ اللهَ، لا يكره مخلوقات الله.
صغارًا كُنّا. أنبتتنا أرضٌ طيبة وترعرعنا في بيئة صحية، فنشأنا صالحين؛ قلوبنا بريئة من البغض والحقد والحسد والعنصرية والتضاغن. كانت مصرُ آنذاك مازالت نقية من سموم العنصرية التي هبّت علينا رياحُها من فضاءات غريبة لا تُشبهنا. فظننا أن النقاء والمحبة هي طبائعُ الأمور وقانون الأشياء. علّقنا معًا زينة رمضان في شوارعنا. وحملنا معًا الفوانيس الملونة لتضيء شموعُها ليالي القاهرة التي كانت تزغرد بالفرح. ما عرفنا أيَّنا مسلمٌ وأيَّنا مسيحيّ. فنحن إنسانٌ ونحن مصريون. علّقنا معًا زينات أشجار الكريسماس وتبادلنا هدايا العام الجديد، ونسينا أن نسأل: أيّنا مسلمٌ وأينّا مسيحي، فنحن إنسانٌ، ونحن مصريون. وكبرنا معًا، وتزاملنا في الجامعات ثم في العمل. ونحن صغار، ما كنّا نحسب أن لحظةً مُرّة ستأتي على مصر لتخلعَ وجهها الذكيّ الطيب وتستبدل به وجهًا جهولا عنصريًّا. حاشاها مصر أن تبدّل وجهها! إنما وضعوا على وجهها، رغمًا عنها، ذلك القناع البغيض الذي لا تحبُّ أن تعتمره.
صغارًا أبرياءَ كنّا. ما كنا نتخيل، في أسوأ أحلامنا، أن يومًا قريبًا سيحلُّ على مصر، ليغلق المسلمون فيه أبواب المدارس في وجه المسيحيين الذين فتحوا لنا أبواب مدارسهم وأدخلونا قلوبَهم، وعلّمتنا راهباتُهم ومعلّموهم المعارفَ والأخلاق وحب الوطن!
هذا ناظر مدرسة في سوهاج قالها بالفم الصريح يقطّر بُغضًا: “مفيش مسيحي هيدخل المدرسة طول ما أنا مسؤول عنها!” وبالفعل، منع ثمانية عشر تلميذًا من الالتحاق بمدرسته رغم استيفائهم كافة الشروط المطلوبة.
بصفتي مواطنة مصرية، تعلّمت على يد أساتذة فضلاء مسيحيين في مختلف سنوات دراستي، أطالبُ بالتحقيق الرسمي في هذا الأمر، فإن ثَبُت ما قال كما سمعنا في نشرات الأخبار، فأنني أتقدّم ببلاغ رسمي ضد المواطن: "عادل زين الدين"، ناظر المدرسة الذي خالف الدستور واخترق القانون، ومن قبل ومن بعد، خالف قانون الجمال والتحضر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم
- في أي دركٍ من النار يسكن الأوركسترا؟
- رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين
- حزب النور... على أبواب التمكين
- خالد منتصر... أهلا بك في وكر الأشرار
- تمرّد... وكتابُ التاريخ
- بذورٌ فاسدة


المزيد.....




- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون