عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 01:35
المحور:
الادب والفن
يقظةٌ
عبد الفتاح المطلبي
غادرتُ هُراءَ الجسدِ الممدود
مرميّاً في الظلّ
ورافقتُ الروحَ
إلى أكوانٍ من طلّ
كان رقادي في الظلِّ ضَلالاً
والحلمُ طويلاً .. جدُّ طويل
فهل للقلبِ مَحيد
أضناني التحديقُ إلى سرب الأحلام
الكابوسُ مُريعٌ
وقلبي مفزوعُ
يرعشُ كالطيرِ المذبوح
أسمعُ صوتَ الريحِ
تقهقهُ ..نمْ
لا منجى منْ همْ
فالليلُ طويلٌ
وليس لآلام العشقِ حدود
تتناسلُ فيهِ الآهاتُ
فوق فراشِ التأويل
هذي عاقبةُ الحبّ
قال الملكُ الضلّيل
و جاء عن ابن الوَردِ
بأن الأحلامَ مشاع للفقراء
يذكرُ ذاك شريط الأنباء
إلا أن الأمر هراء
يا أيتها الأحلام الموقوذةُ
بالأوهامِ
أنا تهتُ فهل من قفّاء
أنّى أقترفْ الدربَ أضيعْ
وبالكادِ أجدُ النفسَ
حبةَ رملٍ في ربعٍ خالٍ
وللصمتِ هناك جنود
الكابوسُ مريعٌ
حتى وأنا يقظان
أراني محضَ صريعٍ
على قارعةِ الآمال
تمحوني الأوراقُ
وتصبحُ كل الكلمات قيود
تتوعدني الأشداقُ
فهل من شربةِ ماءٍ
بلّةَ ريقٍ
قبل صرير الأنياب
أصرخ أصرخُ والأيامُ شهود
قد خانَ الكَرْمَ العنقودُ
وقد أينعتِ الأوصابُ
وكلتْ باصرةُ الأعوامِ
ودليلُ السربِ غراب
وما من تبديل
الغربُ أعاصير
والشرقُ هجير
الريحُ هي الريح
ما مرتْ يوماً دون عويل
والآرابُ هي الآراب
نلهثُ والماءُ سراب
الكابوسُ طويلٌ
وللصبرِ حدود
الآن استيقظت
فخبّرني
عمّا يجري في الأنحاء
هل ذبح المُفتون الأزهار
وخاسوا للكرْمِ عهود
وهل حَبَلَ الدهرُ بإبنِ سِفاح
وعلى ما شاءت مرضعة الليل
من أحرفها السود
رحنا نقرأُ آياتِ سجاح
يا أيتها النفس الموقوذة
بالأوهام
المهووسة بالأحلام
دعينا نعترف الآن
أن الحربَ سجال
وغراب البينِ إمام
والعيشُ عُضال
والموتُ سلام
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟