عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 12:52
المحور:
الادب والفن
رَفْرَفَةٌ
عبد الفتاح المطلبي
حَذِراً أرى ظلّي كمســـمارٍ نحيفْ
متنقلاً بيـــــــــنَ الضمائرِ والذممْ
علّي أصادِفُ في بقاياها العفيفْ
فإذا بها رمسٌ تضجُّ بهِ الرممْ
مع إنّ لـــــيْ عينيّ لكنّي كفيفْ
أو أن لــــــي شفتيّ لكن دون فمْ
لازال بؤسُ الدهرِ للبلوى رديفْ
والسهمُ يتلو الســـهمَ جوّاساً نهمْ
لازال سعيُ الناسِ زحفاً للرغيفْ
مذْ جرّبَ الإنســـانُ سعياً يومَ همّْ
ما نفعُ أجنحةٍ وليسَ لــها رفيفْ
نبتتْ على الجنبين من لحمٍ ودمْ
أنا ضيفُ أيامٍ بمضيفةِ الخريفْ
فقصاعُها مــــلأى بأنواع الألمْ
ثُعبانُها الخناسُ ملمسُـــــهُ لطيفْ
أسدٌ على صدرِ الفريسةِ قد جثمْ
ولقد سَمِعتُ بلكنةِ الدهرِ العزيفْ
جنيُّهُ كَلِفٌ بليـــــــــــسَ ولا ولمْ
نَزِقٌ وفي البلوى جداليٌّ حصيفْ
مُتَهَتّكٌ مُتحــــــــــــلِلٌ لا يحتشمْ
متوهمٌ أني بمـــــا غنّى عريفْ
هلْ تسمعُ الحملانُ آهاتِ الوَضَمْ
أتُراكَ سمّاعـــاً فأغواكَ الحفيفْ
من همسِ صفصافٍ بأطرافِ الأجمْ
هو ذاته الصفصافُ ذو الظلّ الوريفْ
يأتيك في الأحـــلامِ مُختضِــــباً بدمْ
كم صحتَ بيْ والصوتُ هزّامٌ مخيفْ
ياصاحبَ الأمرين لكنـّـــــي أصمّْ
مشياً على قلبي يُسابقُني الرصيف
ووددتُ لكنْ لــــمْ يطاوعْني القدمْ
أنا عالقٌ في الفخّ جُرحيَ و النزيفْ
والقلبُ يعلمُ أنّ قاتلَــــــــــــهُ الندمْ
وتجوسُ في كبدي تباريحُ الأسيفْ
وكأنّ جُرفَ الروحِ هــــارٍ فانهدمْ
متولّعٌ حملَ الجناح على الدفيفْ
والموجُ مـــن تحت القوادمِ مُتّهمْ
إياكَ أن تدعـــــوهُ بالعشّ الأليفْ
متخيلاً أزبـــــــــــادَ موجتهِ أدَمْ
هو هكذا قلبـــــي يكبلهُ الوجيف
وكأنهُ نـــــــــــجمٌ بأفلاكِ السُدُمْ
عيناهُ رانيتانِ نــــحوَ غدٍ شفيفْ
حتى ولــــوْ تطويهِ أشرعَةُ العدَمْ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟