أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - مجدا لك عبد الكريم قاسم ... ايقظت الشرق الاوسط














المزيد.....

مجدا لك عبد الكريم قاسم ... ايقظت الشرق الاوسط


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت اغلب دول الشرق الاوسط ومن بينها العراق تغفو في محيط من الجهل والكسل تحيط بها الامراض والامية والتخلف حتى صرخ الشاعر الجواهري في وجه المجتمع العراقي في محاولة يائسة لايقاظه :
نامي جياع الشعب نامي / حرستك الهة الطعام
نامي فان لم تشبعي / من يقظة فمن المنام
نامي على نغم البعوض / كانه سجع الحمام
اما دول اخرى مثل الاردن واليمن والباكستان وافغانستان وتركيا وايران فقد كانت لا تقل تخلفا عن العراق ، وكانت مضرب الامثال في الجهل والامية والفقر .
تفجرت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 فنقلت العراق من بلد متخلف يتحكم به الاقطاع ورجال الدين الدجالين من وعاظ السلاطين كما اسماهم العلامة علي الوردي ، الى بلد يمور بالتقدم ويسابق الزمن في الاعمار والتعليم والتطور ، فقد فتحت الاف المدارس ابوابها للاطفال الفقراء ، وبدأت صفوف محو الامية تستقبل الرجال والنساء في اكبر حملة لمحو الامية بشكل عفوي لا يجارى ، واذكر كان والدي تربويا في مدينة الكوت / محافظة واسط ، سرعان ما تسلم ادارة مدرسة النجاح ، ليصبح مديرا لها عام 1958 ، فعمل على تطوير برنامج التغذية المدرسية ، وكان يقول دائما امامنا ونحن نجهل معنى قوله / اذا كان الطفل جائعا لا يستطيع التعلم ولا يستوعب الدرس ، لذلك حرص على ان يكون موعد تقديم الغذاء في ساعات الصباح المبكرة ، غالبا بعد الدرس الاول ، لكي يستطيع الطالب الفقير ، وكان اغلب الطلاب من الفقراء ، ان يتناول فطور الصباح وبعدها تبدأ دروس الرياضة والرياضيات والدروس الصعبة خاصة كي يستطيع استيعابها وهو شبعان .
احدثت ثورة الرابع عشر من تموز تغييرا كبيرا في نمط الحياة وفي تفكير الناس البسطاء ، فاستطاعوا التعبير عن امالهم والعمل على الخلاص من الاقطاع والظلم الذي كان يفرضه الاقطاعي او صاحب العمل ، فنشأت حالة جديدة بين المواطنين البسطاء ، وهي رفض الظلم وتنامى الشعور بالعزة والكرامة ، وبان ذلك بشكل واضح على المرأة التي بدأت يومذاك بالتخلص من العباءة ، المكبلة لحرية المراة جسديا وفكريا ، وظهر التمرد على القيم البالية من خلال التطلع الى حرية اختيار الزوج ، واذكر احدى بنات محلتنا رفضت الزواج من ابن عمها ، فضج الحي بالنقاش حول كيفية رفض ابن العم ، واصبحت تلك قصة طويلة كشفت عورة التقاليد البالية في الحياة الاجتماعية .
صباح الرابع عشر من تموز ، هبت الجماهير بشكل عفوي لتسير في الشوارع هاتفة بحياة قادة الثورة ، وفيما بعد ظهر القائد الملهم عبد الكريم قاسم قائدا وربانا لثورة عارمة عزمت على بناء عراق جديد ، وبالفعل شمر الزعيم عبد الكريم قاسم عن ذراعيه طاويا الليل بالنهار من اجل انجاز مئات المشاريع الحيوية ، وكان اول مشروع لمسنا عمق تاثيره هو افران الخبز ، خبز يباع للفقراء والمواطنين بسعر زهيد ، كان الناس يصطفون على افران الخبز تلك منذ ساعات الصباح الباكر ليحصلوا على ارغفة الخبز، فشبع الفقراء خبزا ، وكان الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم يتابع انتاج تلك الافران ويحاسب اصحابها وينهاهم عن التلاعب بقوت الفقراء ، واشتهر بمقولته لصاحب احد الافران الذي وضع صورة كبيرة له في المخبز بقوله :
كبر الشنكة وصغر الصورة اي اجعل رغيف الخبز كبيرا وصورتي صغيرة بدلا من تلاعبك بالخبز .
هذا هو الزعيم الذي لم يجدوا ما يحاربوه به سوى وطنيته واخلاصه لشعبه ووطنه ومبادئه ، وبالرغم من ان الاف الناس المتجمهرين امام وزارة الدفاع كانوا على استعداد للموت من اجله والدفاع عنه الا انه خطب بهم قائلا اذهبوا الى بيوتكم انا ساقضي عليهم ، ومن المفارقات انه ولحسن طويته كان يتصور انهم افراد ، ولم يحسب حسابا للدول التي تمدهم بالمال والسلاح والخونة والعملاء .
كل عام في مثل هذا اليوم سنحتفل بانتصارك على الظلم ، حتى يقف العالم على قدميه يوما ما في المستقبل ويحتفل معنا بنور طلعتك وبهاء انتصارك على الظلم والجهل والمرض .
عاشت ثورة الرابع عشر من تموز ولتبقى مشعلا ينير درب المناضلين من اجل وطن حر وشعب سعيد.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليونان في رقصة تحدي مع الغول الاوربي
- اتحاد الادباء صرح ثقافي مهد د
- هل تعاقب امريكا السعودية عن طريق ويكيلكس
- ما حاجة العراق الى مجلس النواب
- اقالة النجيفي قرار شجاع بحاجة الى رأي القضاء ايضا
- الاسم درويش وتجلياته في الكردية والعربية
- اوراق الغربة 2 : المعهد الفرنسي ببغداد ... مع الاعلامية اعتق ...
- جسر بزيبز : تهجير ابناء الانبار اليوم والكرد الفيليين بالامس
- الممارسات السياسية مزقت البلاد فذهب القوم ايادي سبأ
- دي ان اي عزت الدوري ... وين صار
- نواب الرئاسات الثلاث ماذا يعملون وما هي مهامهم
- عشرون عاما على صدور حكايات لبغداد
- التاسع من نيسان حلم بحاجة الى ابطال
- ملكة بريطانيا تستعير لقبها من المرأة الكردية
- اليمن .. حفاة عراة .. تحت وابل الطائرات
- البيشمركة والحشد الشعبي .. هل من مبارز
- الكاركتير السياسي ومجلة شارلي ايبدو
- النصر حليفنا
- كنوز نا واثارنا في مهب الريح
- الاسلام من معركة الجمل الى حرب الهمر


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - مجدا لك عبد الكريم قاسم ... ايقظت الشرق الاوسط