أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - اوراق الغربة 2 : المعهد الفرنسي ببغداد ... مع الاعلامية اعتقال الطائي














المزيد.....

اوراق الغربة 2 : المعهد الفرنسي ببغداد ... مع الاعلامية اعتقال الطائي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 03:21
المحور: الادب والفن
    


كانت لبغداد مساحة ثقافية متميزة بين عواصم الشرق الاوسط ، اشتهرت بالعديد من المعاهد والنوادي الثقافية ، عراقية واجنبية ، ومن بين الدور الثقافية الشهيرة ببغداد ، المعهد البريطاني الذي كان ينظم دورات تعليم اللغة الانجليزية ، ويعرض الافلام والمسرحيات ويساهم في الحركة الثقافية التنويرية في العراق ، كما كان المركز الثقافي الروسي الذي يحتل بناية جميلة في شارع ابي نؤاس ، يقدم المسرحيات والافلام والعروض الموسيقية ، واذكر فيه صالة الموسيقى والبيانو الكبير، جربت تفحصه عن قرب احيانا . كان الى جانب البيانو جهاز حاكي كبير ومجموعة من الاسطوانات الروسية ذات الاغلفة الفنية لاشهر الموسيقيين ، غالبا ما كنا نستمع منه الى اسطوانات جايكوفسكي ، واذكر مرة شاهدت عرضا مسرحيا هناك للمخرج العراقي اديب القليه جي ، حضره جمهور غفير من المواطنين الذين يبحثون عن مسرح هادف . والقليه جي كان مديرا لفرقة مسرح الصداقة في المركز الثقافي الروسي ، غادر العراق عام 1979، علما ان السلطات اغلقت المعهد الثقافي الروسي عام 1973. فحرمتنا متعة الاطلاع على رافد ثقافي كبير في سماء بغداد.
اما المعهد الفرنسي فكان المعهد الذي درست فيه اللغة الفرنسية لعدة اشهر ، كانت معلمة اللغة الفرنسية جيزيل رائعة الجمال ، ولاول مرة كنا نحضر دروسا حديثة لتعليم اللغة ، كانت تستخدم البروجكتر والة التسجيل والصور التخطيطية . وفي احدى الامسيات الثقافية تعرفت فيه على اعمال الفنان سعيد صكار الذي احتفل بمعرض لتخطيطاته واعماله الزخرفية والحروفية .
كان المعهد الفرنسي يحتل بناية كبيرة في شارع ابي نؤاس، الدروس مسائية ، لم يتجاوز عددنا في تلك الدورة الدراسية اصابع اليدين ، كانت الاعلامية الرائعة اعتقال الطائي تحضر تلك الدروس ايضا في فصل استمر ثلاثة اشهر( صورتنا معا مؤرخة في15 / 12/ 1976) وقد التقطتها المعلمة جيزيل بكاميرتها البولورايد وهي كاميرا كانت حديثة يومذاك تلتقط الصور وتطبعها في عين الوقت ، فتستطيع الحصول على الصورة مباشرة بعد التقاطها في وقت كان التحميض والطبع يستغرق وقتا ليس بالقصير قبل كاميرة البولورايد .
كنا نعد انفسنا للسفر والخروج نحو آفاق معرفية اكبر مما تحاول سلطة البعث حبس الناس فيه ، فالاجواء السياسية في بغداد غير مشجعة رغم وجود ما يدعى الجبهة الوطنية بين الحزب الشيوعي وحزب البعث ، الاعتقالات واضطهاد المواطنين الذين يتطلعون صوب المعرفة والديمقراطية جعلت من العراق صندوقا مقفلا على المفاهيم المتخلفة التي كانت تشيعها السلطة التي بدأت تشق طريقها نحو الدكتاتورية الفاشية .
من بين طلبة الفصل الذي كنا ندرس فيه ايضا كانت فتاتان – اختان - تعملان في عرض الازياء في وزارة السياحة ، وكانتا تسافران الى الخارج لعرض الازياء العراقية وتعريف العالم بحضارة العراق القديمة ، نشرت لهما وزارة السياحة يومذاك بوسترات كبيرة بالازياء التاريخية القديمة بين اثار العراق مثل الزقورة واسد بابل والملوية .. كانت الصغرى تدعى ايمان ، وفي حديث جرى بيننا اثر عودتهما من سفرة للنمسا وتقديم عرض ازياء هناك ، اخبرتني باستيائها من السفارة العراقية وبعض رجال السفارة الذين يتسمون بالوقاحة ومضايقتهن بشكل لا ينم عن اي احترام للعرف الدبلوماسي للسفارة .
انهيت ذلك العام 1975 دراسة اللغة الفرنسية على امل السفر الى فرنسا ، فتوجهت صيف العام التالي الى اليونان ، ولكن الصعوبات التي حدثت اثر اختطاف طائرة من مطار اثينا الى عين تيبة في اوغندا اضاعت الفرصة ، فاضطررت الى العودة الى العراق .. وما لبثت ان غادرت مرة ثانية عام 1979 الى الهند ، وبعد قضاء ستة اعوام هناك ، واصلت السفر واقمت وعملت في عدة بلدان مثل الجزائر وليبيا حتى القيت عصا الترحال عام 1990 في السويد اخيرا ، بينما استقرت السيدة اعتقال الطائي في هنغاريا.
لا شك ان حلمنا الملازم لارواحنا هو العودة الى الوطن ولكن يبدو انها رحلة مستمرة الى أجل غير مسمى .

رابط الفصل 1: اوراق الغربة
مسيرة مناهضة للديكتاتورية... ذكريات من الهند http://akhbaar.org/home/2011/01/102869.html



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر بزيبز : تهجير ابناء الانبار اليوم والكرد الفيليين بالامس
- الممارسات السياسية مزقت البلاد فذهب القوم ايادي سبأ
- دي ان اي عزت الدوري ... وين صار
- نواب الرئاسات الثلاث ماذا يعملون وما هي مهامهم
- عشرون عاما على صدور حكايات لبغداد
- التاسع من نيسان حلم بحاجة الى ابطال
- ملكة بريطانيا تستعير لقبها من المرأة الكردية
- اليمن .. حفاة عراة .. تحت وابل الطائرات
- البيشمركة والحشد الشعبي .. هل من مبارز
- الكاركتير السياسي ومجلة شارلي ايبدو
- النصر حليفنا
- كنوز نا واثارنا في مهب الريح
- الاسلام من معركة الجمل الى حرب الهمر
- لاعدالة في المصالحة مع البعث
- النفط في خبر كان
- بطلة الحياة حلوة انيتا اكبري وداعا
- باريس ضحية للارهاب رغم جمالها
- ليس دفاعا عن الغراوي ولكن عن بطولات القائد المخلص
- مسرحية سقوط الموصل
- هذا العراق وهذه ضرباته


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - اوراق الغربة 2 : المعهد الفرنسي ببغداد ... مع الاعلامية اعتقال الطائي