أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - كنوز نا واثارنا في مهب الريح














المزيد.....

كنوز نا واثارنا في مهب الريح


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اكتشاف الثروات والكنوز التاريخية في بلاد الرافدين والبعثات الاثارية من الدول الاستعمارية تطرق ابواب الزقورات والكهوف والجبال والبراري والمعابد لتفحص وتنقب في المواقع الاثرية وتعثر على اللقى والتماثيل الثمينة فتستحوذ عليها وتنقلها الى متاحف بلدانها .
استقرت مسلة حمورابي في متحف اللوفر بباريس ، قدموا للعراق بدلا منها نسخة من الجبس ، بوابة بابل في المانيا ، تماثيل الثور المجنح في المتحف البريطاني، وغير ذلك ما لا يعد ولا يحصى من الاثار تتوزع في متاحف العالم ، واغلب تلك الاثار وصلت اليهم عن طريق الاستيلاء غير المشروع او السرقة او البيع الحرام الذي يتم في مزادات عالمية معروفة ، منها تمثال صغير طوله 7 سم من بلاد الرافدين بيع قبل بضعة اعوام في امريكا بملايين الدولارات .
وفي الوقت الذي يحرص فيه الناس والدول على الاحتفاظ باثارهم وكنوزهم وممتلكاتهم ، كما حدث مؤخرا لتركيا التي نقلت رفاة احد اسلافها من سوريا الى تركيا بالقوة خشية تعرض رفاته الى الاعتداء ، نرى ان العراق لا يعير اهتماما للاحتفاظ باثاره وكنوزه ، ولا ادل على ذلك ما تحدث به السفير البريطاني الذي اراد نقل بعض التماثيل من الموصل في اربعينيات القرن الماضي ، ولكونها تماثيل كبيره – مثل الثور المجنح – سأل احد شيوخ الموصل المتنفذين ان كان يسمح له بنقل تلك التماثيل الموجودة خارج المدينة ، يقول السفير البريطاني فاجأني الشيخ بقوله نعم خذها وخلصنا من هذه الاحجار ، وارسل معي مجموعة من الرجال للمساعدة في رفعها وتحميلها لنقلها الى بغداد ثم البصرة ومنها الى لندن .
ومن اشهر البعثات الاثارية التي عملت في العراق البعثة التي كانت من بين اعضائها الكاتبة البريطانية الشهيرة اجاثا كريستي مع زوجها الاثاري البريطاني ماكس مالوان ، عاشت معه في العراق وسورية وكتبت روايتها الشهيرة جريمة في قطار الشرق السريع .
لقد امعن الكثير من العراقيين سواء في مراكز المسؤولية او من عامة الناس ، في التفريط بالاثار التي تنتشر في البلاد ، فالكثير منها سرق وبيع في الاسواق السوداء ، والاف القطع الاثرية الثمينة تهشمت بسبب البحث عن الذهب والفضة في المواقع الاثرية ، وكانت الفخاريات والتحف الاثرية تتهشم تحت ضربات الفؤوس والات الحفر الميكانيكية التي لا ترحم ، والتي تقوم بها عصابات متخصصة في سرقة الاثار وتهريبها ، حتى ان احد كبار رجال السلطة الصدامية كان يتاجر بالاثار ايام الحصار .
ان النظرة الاسلامية الى الاوثان ، والتفسير الجاهل للاصنام ، جعل من الفقهاء الاميين اعداء للفن والتراث والاثار ، عدوّا كل قطعة فنية او منحوته او صورة جريمة تنهى عن ذكر الله ، في مفهوم خاطئ لمعرفة لله سبحانه وتعالي ، فتصوروا الله حسب عقولهم الصغيرة ولم يدركوا عظمة الخالق الذي لا يمكن ان يكون عدوا للفن والجمال الذي هو اهم عنصر من عناصر الطبيعة والحياة .
ان الجريمة التي التي حدثت في متحف الموصل ، وعملية تهشيم التماثيل التاريخية ، تضع العراقيين والمؤسسات الدولية ، امام مسؤولية جسيمة ، تتمثل اولا في ادانة اي عمل تخريبي تقوم به العصابات المنفلتة ضد تاريخ العراق ، وتاريخ شعوب بلاد الرافدين وحضاراته المتعددة المشارب والروافد ، ومن ثم الوقوف بوجه كل من يساند تلك العصابات ومحاسبة الجهات التي تدعم تلك العصابات حسابا عسيرا ، ومحاولة مساعدة العراق شعبا وحكومة ، وجيشا وقوى سياسية وعسكرية لاخذ زمام المبادرة في هزيمة الارهاب الذي كشف عن وجهه البشع ، وتصميمه على مسح وتخريب تاريخ الشعوب التي عاشت منذ اقدم الازمنة في بلاد الرافدين .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام من معركة الجمل الى حرب الهمر
- لاعدالة في المصالحة مع البعث
- النفط في خبر كان
- بطلة الحياة حلوة انيتا اكبري وداعا
- باريس ضحية للارهاب رغم جمالها
- ليس دفاعا عن الغراوي ولكن عن بطولات القائد المخلص
- مسرحية سقوط الموصل
- هذا العراق وهذه ضرباته
- شكرا حبيبتي ........ رحيل الفنان اودو يورغينس
- الهزيمة المدوية لداعش ومؤتمر اربيل
- الاحتجاج على الفساد في العراق - قوة في قراءة التاريخ وضعف في ...
- الاسماء والمسميات .. عفلق في القاموس
- العراق يغزو الفضاء بالسرقة
- عراق سعيد افندي
- النووي الايراني ......متى يتصاعد الدخان الابيض في فيينا
- اوغلو ... محاولة للامساك بانبوب النفط
- هل تريد أن تصبح أباً لقطة
- العبادي ومسؤوليته عن بيت مال المسلمين
- موازنة 2014 ضاعت بين المليار دولار والترليون دينار
- حكومة العبادي فوق صفيح الاحداث الساخنة


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - كنوز نا واثارنا في مهب الريح