أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - عراق سعيد افندي














المزيد.....

عراق سعيد افندي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يذكر الان فيلم سعيد افندي ، الفيلم العراقي الذي حقق نجاحا كبيرا ، والذي انتج وعرض عام 1957 بطولة يوسف العاني والفنانة زينب التي مثلت لاول مرة في حياتها في هذا الفيلم ، وقد رحلت عن الدنيا في السويد بعد معاناة طويلة اواسط التسعينات من القرن الماضي .
كان لفيلم سعيد افندي صدى واسعا في الاوساط الشعبية التي كانت متذمرة من الحكومة الرجعية وحليفها الاقطاع المتخلف .
كانت الجماهير الفلاحية تئن تحت سلطة الاقطاع الغاشمة التي كانت تتكئ على الحكومة التي أعطتها سلطات مطلقة في التصرف بحقوق وحياة الفلاحين من خلال القانون العشائري واللزمة والتقاليد البدوية البالية التي كانت تحرم الفلاحين من حقوقهم البسيطة ، ولا تسمح لهم حتى بالعيش بادنى مستوى من حياة البشر ، فكانت حياة الفلاحين سلسلة من المآسي التي يتلظى فيها الفلاح المعدم ، واذا ظهرت منه اية بادرة احتجاج فالعسف والظلم وهدر دمه هو مصيره الحتمي ، لذلك حدثت عدة انتفاضات فلاحية كانت اشهرها انتفاضة آل ازيرج في العمارة .
وليس افضل من هؤلاء الفلاحين العمال الذين كانوا يعملون في ميناء البصرة وفي السكك الحديد ، وفي النفط ، وكانت احتجاجات عمال السكك ببغداد وعمال الموانئ بالبصرة وعمال النفط في كاورباغي/ كركوك من اشهر الاحتجاجات التي قام بها العمال في العهد الملكي .
كان الظلم والفساد مستشريا ، فجاء فيلم سعيد افندي ليعزف على وتر الاحتجاج الجماهيري ، وما اشبه اليوم بالبارحة ، فالمواطن العراقي اصبح مستاء من اداء الحكومة التي تتكئ على المليشيات وعلى قضاء متقلب وعلى سلطة المصارف والبنوك التي تنهب ثروات البلاد بطرق ملتوية وباحتيالات منها قانونية واخرى شرعية ، والنتيجة التي يلاحظها المواطن هي توقف الاعمار وانتشار البطالة وظهور طبقة طفيلية من القطط السمان الذين يتربعون على اعلى المناصب الحكومية والادارية والعسكرية وينهبون ثروات البلاد دون رقيب أو حسيب.
المفارقة التي شاعت في فيلم سعيد افندي واصبحت محل تندر بين الناس هي حين ياتي سعيد افندي الى السوق ليشتري سمكة من بائع السمك ، ولكي يفحص السمكة كي يرى ان كانت طازجة او فاسدة عفنه الرائحة ، اخذ يشمها من ذنبها ، فاستغرب بائع السمك من هذا الفحص ، فقال له يا سعيد افندي اذا اردت فحص السمكة لماذا تشمها من ذنبها، يجب عليك ان تشمها من رأسها لتعرف ان كانت طازجة ام فاسدة ، فاجابه سعيد افندي انه متأكد من ان رأسها فاسد ولكنه يريد معرفة ان كان الفساد قد وصل الى ذنب السمكة ام لا .
كل ذلك حدث في عهد كان فيه الشرطي حين يرتشي يستوفي من المخالف غرامة قدرها درهم واحد ، وسمي الدرهم واشرا ، ولذلك كانوا يسمون الشرطي المرتشي ابو الواشر.
الرشوة التي كانت درهما يومذاك كان الناس يستهجنونها ، فكيف اليوم والرشاوى تبلغ ملايين الدنانير ، والسرقات بلغت مستويات لا تقاس حتى بلغ السيل الزبى وتعدت المليارات !!
رحماك يا عراق سعيد افندي .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النووي الايراني ......متى يتصاعد الدخان الابيض في فيينا
- اوغلو ... محاولة للامساك بانبوب النفط
- هل تريد أن تصبح أباً لقطة
- العبادي ومسؤوليته عن بيت مال المسلمين
- موازنة 2014 ضاعت بين المليار دولار والترليون دينار
- حكومة العبادي فوق صفيح الاحداث الساخنة
- العبادي في طهران ... الى أين المسير
- بطلات كوباني حفيدات ليلى قاسم وقدم خير
- العبادي بحاجة الى خطوات اكثر جرأة
- ياعيد الاضحى .. اعرض امامك تمنياتي
- سلطة الخرافة العربية الاسلامية
- الانتخابات السويدية 2014 فوز كتلة الحزب الديمقراطي الاجتماعي
- شباب سبايكر اليوم ... شباب الكرد الفيليين بالامس
- اللصوص في العراق
- الايزديون اليوم ... الكرد الفيليون بالامس
- الوداع المبكر للمالكي .. لم يكن مبكرا
- حيدر العبادي .. في مواجهة المهمة الاولى
- عصابات داعش ومحنة رئاسة الوزراء
- الكتلة النيابية الاكبر .. الفرقة الناجية
- حوريات الجنة .. اغراء وإرهاب


المزيد.....




- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...
- فائدة غير متوقعة لـ-فيتامين الشمس-
- اكتشاف جبل جليدي فريد من نوعه قبالة سواحل كندا
- تأثير الكولا الخالية من السكر على صحة القلب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - عراق سعيد افندي