أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ماجد ع محمد - مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.















المزيد.....

مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 12:57
المحور: مقابلات و حوارات
    


كما الفيضانات تعرى الدروب وتكشف عما كان مخفياً في قيعان الأودية من خلال تدفق السيول وضربها لأطراف الوديان، كذلك هو حال الثورات فتكشف عن مكامن الناس وتعيد كل واحدٍ منهم الى جذوره التي نشأ وترعرع عليها، فتكون الثورة هي المحك الحقيقي لأولئك المتربعين على عروش الكلمات، فمن هنا كانت التعرية جزءاً مما كشفتها يوميات الثورة السورية.
ولأهمية الكلمة ودورها في مسار الثورة، تأثيرها على الناس وإدامة تفاعلها كان لنا اللقاء التالي مع الشاعر الكردي السوري مروان خورشيد عبدالقادر.
ـ استاذ مروان مؤخراً انتقدت قامات شعرية لها حضورها العربي بسبب مواقفهم السلبية من الثورة السورية، فهل تعتقد بأن الخلل هو في البنية الفكرية لمن ذكرتهم أم أن الثورات فشلت في جذب اولئك الاقطاب الى عالمها؟ أم كنت تشير الى غياب الشعر ككل؟
في الحقيقة لم يكن للشعر أي حضور في جميع هذه الثورات أي ثورات الربيع العربي لا على مستوى القصيدة ولا مستوى الشاعر، أما على مستوى القصيدة فإن الثورة السورية وما سقط فيها من الضحايا وصلت لـ 300 ألف شهيد، فللأسف مع كل ضحايا هذه الثورة لم نقرأ قصيدة تليق بكل هؤلاء الضحايا، حيث ما زالت المنابر الشعرية تقدم القصيدة تلو الأخرى وكأنها مكتوبة قبل عشرة أعوام على الأقل.
ـ تحدثت عن سقوط الأسماء الكبيرة في الساحة الأدبية بفضل الثورة من كنت تقصد؟
نعم قلت بأن الربيع العربي أسقط أسماء كثيرة كانت تضيء في سماء الصحافة الأدبية العربية والعالمية، ابتداء من المدعو أدونيس الذي أعلن اشمئزازه من ثورة لا تخرج من الجامعات بل من الجوامع، وكتابته عن تمثال أبي علاء وغنى له في لطمية تذكر موقفه المؤيد من ثورة الخيميني، وكذلك عبد المعطي الحجازي بمواقفه التشبيحية، إلى المراهق الثمانيني المرحوم أنسي الحاج الذي صدّق بكل بلاهة ما أشيع عن خطة الجيش الحر البوليسية لخطف سلاف فواخرجي والذي كتب في جريدة الأخبار: (فنّانة من نُور لا تُمَسّ بغير الحبّ) دون ان ينسى أن يبرر تأييدها للنظام القاتل قائلا: (تأييد الفنّانة للنظام وفاءٌ لاهتمام النظام ليس بها بل لأعلى ما في سوريا وهو الفنّ)، إلى ما هنالك شعراء العامية الكبار في مصر كالراحل أحمد فؤاد نجم والذي انتهى دوره كشاعر ثوري مع مقولته الأخيرة على الشاشات الاعلام المصري الثوري الهابط حين وصف عبد الفتاح السيسي بالذكر) والقائمة تطول بهم مثل نزيه ابو عفش وعادل محمود وزاهي وهبي وسعدي يوسف...الخ.
ـ على ذكر نزيه عفش فعندما يقرأ المرء شعره لا تغيب ملامح المسيح عن بال القارئ، فأين ترى اختفت انسانية هذا الشاعر مع مقتل ما يقارب مئتي ألف سوري؟
اختصر نزيه أبو عفش عدالة النظام السوري بأن ظلمه لم يطل شخصه يوماً واحداً، ولم ينم ليلة واحدة في السجون الأسدية التي نامت فيها أسماء كثيرة كانوا زملاء دربه، ونزيه الذي زادت شعبيته بعد الثمانينات من القرن الماضي و تمايز شعره لصالح قضايا الشأن العام أكثر من غرقه في التفاصيل الشخصية وحقيقة لم نكن نصدق أنه يوماً سيختار الوقوف لصالح الطاغية ضد الشعب وقضاياه ولا أعرف هل أقلويته وراء موقفه أم خلل ما في بوصلته وربما تعطلها تماما وتوقفها عن تحديد الجهات التي لا تضيعها حتى لو كان الشاعر يسراوي وليس يساري منحط فقط.
ـ يا ترى لما الحساسية الشعرية لدى عادل محمود لم تسمح له بأن يشعر بما يحدث في ريف اللاذقية حيث النظام يدمر ليس بعيداً عنه سوى بضعة كيلو مترات كل من جبل الأكراد وجبل التركمان؟
لن نطيل الحديث عنه ولكن للتذكير نقول بأنه في يوم مجرزة الكيماوي كتب عادل محمود يتغزل بوردة، وكان حزنه على أطفال الكيماوي يتجلى بكل هذه الاستعارة الرومانسية التي لا تنظر لهؤلاء الأطفال باعتبار موتهم الجماعي يستوجب شيئا من الصمت أو الخجل، وبالتالي ما الذي نستطيع إضافته عنه في هذا السياق، سوى سؤالنا له: كيف يرى ريف اللاذقية دون سلمى وأخواتها؟ كيف يرى انتهاك الطبيعة بالصواريخ والدبابات؟ كيف يستطيع أن يستمتع بأوكسجين قريته (عين البوم) بعدما اختلط بأول أوكسيد الكربون السام المنطلق من حرائق الغابات؟ كيف يكتب قصيدته وعلى بعد كيلومترات منه مخيمات الموت تضج بعذابات النساء والأطفال؟!
ـ ترى أين اختفت شفافية الشاعر اللبناني زاهي وهبي من كل ما جرى لأطفال سوريا بل وبعد إطلاق شرارة الثورة السورية ترك قناة المستقبل وعمل في الميادين الموالية للنظام السوري؟
زاهي أصبح بوقاً نحاسياً صدئاً من أبواق الممانعة الكاذبة، نعم للأسف الكاذبة تحديد، فقد رمى بكل شعره في هذه الهاوية ولم يستطع أن ينطق بكلمة لصالح الأطفال السوريين الذين يبادون على يد قوات هذه المقاومة والممانعة، بل ربما كانت أردأ قصائده الأخيرة تلك التي صاغها على الهواء مباشرة في قناة (الميادين) مع الممثل غسان مسعود في نوبة بكائه على الوطن الذين يستميت الاثنان فداء فيه للأسد.
ـ في قصيدتك الموسومة بـ:" في مهب الضياع" تقول:
تعالي نركّب البندقية من أولها
وحين تجهز نغمسها في التراب
أو نطلق رصاصاتها في الهواء
ـ فإلى ماذا كنت تشير استاذ مروان في مطلع القصيدة؟
بعدما تكاثرت الطحالب على جسم الثورة، وبعد أن أحضر كل فصيلٍ مسلح أجندته، وبعد أن تعددت انتهاكات الكثير منهم باسم الثورة، أقول لا بد من أن تقوم الثورة في الغد من تطهير جسدها مما تعلق ببدنها من الأدران.
ـ استاذ مروان في الختام أتساءل بأن دماء أطفال ونساء ورجال كوباني لم تجف بعد، فهل لكوباني مساحة في وجدان الشاعر الذي خصص ديوان شعرٍ بأكمله للثورة السورية والذي كان على ما أذكر بعنوان" قيامة الياسمين".
كوباني لا تزال محاطة بشغاف الفؤاد وكيف للمرء أن يغمض عن حزنه، وكوباني جرحنا الدامي، وبهذه المناسبة الأليمة قمنا بتقديم أمسية شعرية مساء يوم الأحد بتاريخ 5/7 في مقهى فاتان بحي اقصراي وسط اسطنبول، وهذه واحدة من القصائد التي استهللنا بها الأمسية وهي عن المدينة الجريحة التي نالت من الطعنات أكثر مما تتحمل.
كوباني
التي كانت ترفع يديها للسماء ..جدتي
التي كانت تقلع أقدامها من الأرض و تنظر خلفها بأسى و ألم ..أمي
التي كانت تحزم أطفالها بحبال حول خصرها .. أختي
الذي كان محمولاً على كتف حفيده أو حفيد ابنه .. جدي و ربما جد أبي
الذي كان ابنه يجره و كرسيه الطبي .. أبي...
الذي رفع السلاح و تجذر بأرضه .. أخي
التي من طينتها جبلوا كل هؤلاء ..
هي جدي و جدتي
هي ابي و أمي
هي أخي و أختي
هي كوباني
وهي التي إلى أرضها عاد و سيعودون كل هؤلاء.
يذكر أن الشاعر مروان خورشيد عبدالقادر هو من مواليد 1971 في قرية جويق التابعة لمنطقة عفرين في محافظة حلب، أنهى دراسته الثانوية والجامعية في مدينة حلب قسم الكيمياء، كما أتم الدراسات العليا في الكيمياء التحليلية أيضاً في نفس المدينة، ومن ثم عمل فترة طويلة في المملكة العربية السعودية، وقضى فترةً لا بأس بها بجوار الأماكن المقدسة، ولكنه عندما عاد من هناك لم يجلب معه شيئاً من ثقافة المطاوعة، إنما جلب معه الكثير الكثير من الكفر الشعري، من أعماله المنشورة: الغائبون "من أرشيف قمصانك الزرقاء"، قيامة الياسمين، ومن أعماله التي لا تزال قيد النشر النارُ لا تأخذ أهلها مرتين، وردةً مطفأة في التردد.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تجعلوا العميان يقودونكم الى الحتوف
- همساتُ المُنقادين
- الاتحاد الديمقراطي كبالون اختبار
- هل سيُعاقب فاعل الفتنة أم سيُكافأ؟
- سقطة ديمرتاش الإعلامية
- صك الشُهرة
- مرجوحة المواقف الإيرانية حيال سوريا
- ما بين داعش وإيران
- المحايّدُ المنحازْ
- مزايا داعش بعد جرائمه
- لماذا على كرد تركيا التصويت ل HDP؟
- عندما تكون الأطلال أهمُ من أصحابها
- ماذا لو انتحرت فريناز قبل أعوام؟
- سوريا أنا
- الأوجلانيون وقصة الموت مجاناً
- انزياحات المفاهيم في مديح الحرية الشخصية
- ابحثوا عمن جعلني الطاغوت
- التضحية كُرمى المتخيل والتهرب عن أداء واجب الموجود
- ما بعد الاغتصاب
- جراثيم الأسد


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ماجد ع محمد - مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.