أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد ع محمد - المحايّدُ المنحازْ















المزيد.....

المحايّدُ المنحازْ


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 20:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


معلومٌ أنه حين يُقدم أحدهم نفَسهُ كمحايد سواءً أكان فرداً ممثلاً ذاتهُ أو جماعتهُ، فعليه في البدء أن يلتزم بمعاير الحياد في منتجاته المتعلقة بالرأي العام، والتي لا شك بأن لها تأثير مباشر على الناس، ومن البديهي أن يكون صاحب المُنتج قادراً على التمييز بين المحاباة والحياد ويُدرك الحدود بينهما، لذا فالعنوان الوارد أدناه والمنسوب الى الشبكة السورية لحقوق الانسان وما جاء في سياقه عن توثيقها لاعتداء الـPYD على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، فكان قاصماً لمتن الحياد والموضوعية، والذي بناءً عليه نشرته معظم وسائل إعلام المعارضة السورية، فالمعروف أن العناوين على الأغلب تقوم بشرح جوهر الموضوع أو الخبر وهو يدل على ماهية الخبر، بينما بعد التمحيص والتمعن في الخبر المذكورِ فنرى بأن الجانب المراد إبرازه هو أضعف ما كان في الخبر، وهو ما يجعلنا نستهجن هذا الانحياز السافر في إبراز شيء على حساب أشياء هي أسوأ وأخطر مما تم إفصاحهُ، ولكن صائغ الخبر أظهر موقفه المبطن من خلال اختياره للعنوان الدال على إظهار قبح فئة رغم أنها الأقل انتهاكاً لحقوق الانسان من كل الفئات المذكورة في الخبر نفسه، ومحاولته إبراز سلبيات جهة بعينها من بين مجموع الجهات المتضمنة في الخبر، وهذا ما يناقض عمل جهة تدعي الحياد والموضوعية، ألا وهي الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهكذا ور الخبر على مجمل وسائل إعلام المعارضة السورية، "أفادت الشبكة في تقرير لها " بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الـPYD اعتقل إعلاميين، بينما اعتقل الثالث علی-;- ی-;-د جبهة النصرة‌ فرع تنظی-;-م القاعدة‌ فی-;- بلاد الشام، و تضمن التقرير توثيق الاعتداءات على ممتلكات المؤسسات الإعلامية كالمكاتب والصحف والمجلات، حيث وثق التقرير 3 حالات اعتداء، واحد منها لمسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الـPYD ، وواحد لتنظيم جبهة النصرة، وواحد لفصائل المعارضة المسلحة، ولفتت الشبكة بأن قوات نظام الأسد قتلت سبعة إعلاميين، بينهم إعلامي توفي تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز، فيما قتل تنظيم داعش إعلاميين بالإضافة لقتل فصائل المعارضة لإعلامي واحد، واشارت الشبكة في تقريرها أن 7 إعلاميين أصيبوا بسبب استهدافهم من قبل قوات النظام، كما تسببت "النصرة" بإصابة إعلاميين اثنين، في حين وثقت الشبكة إصابة 5 إعلاميين على يد فصائل المعارضة" ذلك هو الخبر الذي نُشر على عشرات المواقع، فقارئ الخبر المهيج من قبل لن يقرأ في الخبر أي شيء متعلق بالقتل والتعذيب، مع أن قتل الانسان وتعذيبه لا شك هو أسوأ من اعتقاله، إلا أن المواقع أرادت فقط من خلال تداول الخبر الطعن بذلك الحزب، وربما كان في نية كل متداولي الخبر، حذف التفاصيل كلها والابقاء على العنوان فقط، للامعان في تهمته، إلا أنه وباعتبار أن موقع الشبكة موجود على النت وأي مواطن قادر على قراءته، فارتأت الجهات أخذ الخبر كله، ولكن مع وضع جوهره في القاعِ وإظهار ما يتناسب مع توجهاتهم السياسية والايديولوجية من خلال تناولهم للنبأ عن التقرير، وهنا لسنا بصدد تبرئة ذمة أحد من الانتهاكات التي تحصل يومياً على امتداد الخارطة السورية، إنما بودنا فقط الاشارة والتدليل على خطورة ما قد يفعله الاعلام بالرأي العام، وهو العمل الذي قامت به مؤسسات كبيرة جداً من قبل ألا وهي قناة الجزيرة، وذلك إبان الاحتلال الأمريكي للعراق حيث كانت القناة تتجاهل المجازر التي قامت وتقوم بها قوات النظام العراقي آنذاك، وتضع كل اهتمامها بحدث تافه في كردستان العراق، وذلك لأجل تشكيل رأي عام عربي وعراقي ضد الاقليم عامةً والكرد بوجهٍ خاص، الأمر الذي يتنافى مع الوظيفة الحقيقية لوسائل الاعلام، وهو ما يحصل في سوريا أيضاً، فالجرائم اليومية للنظام والكتائب المتطرفة لا تثير شهية بعض القنوات، إلا اللهم ذلك الحزب الكردي فإن أخطأ أحد عناصره فتنهال على الحزب الاتهامات من كل حدبٍ وصوب، لذلك فمطب الانحياز السافر وقعت فيه أغلب القنوات والمؤسسات الاعلامية المحلية والعربية بما فيها الكردية المعارضة لسياسة الحزب، بل وحتى الدولية ومنها تقرير تايمز عن قصة قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بالتطهير العرقي بحق العرب القاطنين في مناطق نفوذ الحزب، وهو تقرير لا يمت للواقع بصلة ويبدو أن أفكار صاحب/ة التقرير ومجمل معلوماته/ا مختلقة لأهدافٍ ضمنية تخصه/ا، لأن بنية هذا الحزب عبر تراكم ممارساته وحسب معرفتنا المتواضعة به، هو حزبٌ شبيهٌ بأبٍ شرقي متعجرف في بيته ووديعٌ جداً في الشارع ومع الجيران، فيمارس كل استبداده في البيت على أولاده بينما تراه يسترضي كل غريبٍ لا يمت الى عرقه بصلة، وكل ذلك لأجل كسب رضى الآخر عنه، لأنه يعرف بأنه مهما يفعل بأولاده في منزله فذلك لا يهم الآخر ويكون سبباً في دوام حكمه، وهذا هو حزب الاتحاد الديمقراطي فلا إشكال لديه إن داس على حرية الكرد وأغلق أفواههم ببوط الايديولوجيا الأوجلانية، أما المكونات الأخرى فتراه يبحث عن كل الوسائل لاسترضائهم على حساب بني جلدته، ولكن رغم ذلك لا يحلون عنه ويتهمونه بين الفينة والأخرى تهماً معظمها كاذبة وملفقة، بينما ممارسات التنظيم الحقيقية واستبداده بحق الكرد فذلك لا يعني الآخر بشيء حتى يتحدث عنه، عموماً فأكثر الإنتاج الإعلامي في بلادنا يتسم بالآراء الفاقعة والصور الذهنية المسبقة، مع أنه لو كان ذلك وارداً في حقل مواد الرأي فلا بأس بالمرء إن أظهر كل ضغينته، طالما أن القارئ يعرف بأن صاحب النص يُعبر عن مكنونة ويشرح بنيته من خلال تلك المادة، إذ عندما يكتب شخص ما مادة رأي فقد يُعبر فيها عن كل ما يخطر بباله، حتى وإن أورد في سياق المادة قبحهُ أو مجموعة حقائق مزيفة جملةً وتفصيلا ولكنهُ يود ترسيخها في أذهان العامة، باعتبار أن ما يبوح به يُنسب إليه كفرد أو كحزب إن كان الناطقُ شخصاً اعتبارياً، وقد ينال الاستحسان الكثير ممن يوافقون هواه، وفي نفس الوقت قد يلقى منتوجه الحنق لدى طيفٍ واسع من الناس، وبالنهاية يُحسب الرأي عليه ولا يتحمل مسؤولية قوله غيرهُ، وربما يتم الاستشهاد بما صدر عنهُ فقط من جانب من أطربهم خطابه الحاقد أو المجافي للحقيقة، أما عندما يصدر نبأ عن مؤسسة حقوقية أو منظمة معنية بحقوق الانسان، فهذه جريمة بحق العدل والانصاف، إذ من المتوجب عليها أن لا تنزلق الى مستوى الإعلام الحزبي أو الطائفي، التحريضي الرخيص، ومثالنا الحي ما صدر عن الشبكة السورية لحقوق الانسان وتم تداوله في وسائل الاعلام وعن الطرق الخبيثة في طلي الخبر بالسمومِ ودفعه نحو إحداث المزيدِ من الاحتقان والحض على الكراهية.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزايا داعش بعد جرائمه
- لماذا على كرد تركيا التصويت ل HDP؟
- عندما تكون الأطلال أهمُ من أصحابها
- ماذا لو انتحرت فريناز قبل أعوام؟
- سوريا أنا
- الأوجلانيون وقصة الموت مجاناً
- انزياحات المفاهيم في مديح الحرية الشخصية
- ابحثوا عمن جعلني الطاغوت
- التضحية كُرمى المتخيل والتهرب عن أداء واجب الموجود
- ما بعد الاغتصاب
- جراثيم الأسد
- السكوت علامة الرفض
- صورة من صور الحقائق المشوهة (3)
- صورة من صور الحقائق المشوهة(2)
- صورة من صور الحقائق المشوهة (1)
- مسؤولية الارتكاس الثوري
- لو أني امرأة
- اسطورة كردية
- مبعوث السخائم
- اليوم معكم وغداً عليكم


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد ع محمد - المحايّدُ المنحازْ