أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب وليد - الليبرالية والعنف المُمَأسس في مسلسل (إختلال ضال - Breaking Bad)














المزيد.....

الليبرالية والعنف المُمَأسس في مسلسل (إختلال ضال - Breaking Bad)


مصعب وليد

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنُسلم، ولو لوهلة قصيرة، بالفكرة الليبرالية التي تدّعي بأنَّ الفرد هو العنصر الأساسي لتكوين وبناء الأنظمة السياسية؛ وأن ظهور هذه الأنظمة يَتْبع إتفاقاً يتم فيما بين الأفراد المُكَوِّنين له. لكن على أي أساس تتم هذه الأنظمة؟ وعلى ماذا يتم الإتفاق فيما بين الأفراد؟ في الحقيقة، يتعاقد الأفراد على التخلي عن جزء من حرياتهم المطلقة لتلك الأنظمة (السلطة) كي تستطيع هذه الأنظمة تنظيم المجتمع وممارسة مهامها، وبما يضمن الحفاظ على حقوق الأفراد في العقد الذي أشير إليه مسبقاً.

لو نظرنا في واقع الأمر لوجدنا أن المؤسسة لطالما حذرت من خطر الأفراد على المجتمع، لكن ما الذي يدعو تلك المؤسسة للتحذير من هؤلاء الأفراد المجردين من حرياتهم لتلك السلطة؟ وما السبب في التغيرات السيكولوجية وحتى الجنونية التي تتهم السلطة بها هؤلاء الأفراد؟ قد تكون الإجابة وبإختصار هي "الفساد" الدارج في تلك المؤسسة- السلطة. لنأخذ على سبيل المثال ما حدث لشخصية "والتر وايت" في مسلسل الجريمة الأمريكي (إختلال ضال –Breaking Bad) من إخراج "فينس غيليغان".

كانت شخصية "والتر وايت"، وبإختصار، تحكي قصة معلم كيمياء أصيب بمرض سرطان الرئة. لم يستطع "مستر وايت" حينها تأمين مصاريف علاجه، فلجأ الى عالم المخدرات من أجل تأمين مصاريف علاجه وتأمين مستقبل عائلته حين وفاته، آخذين بعين الإعتبار أن سرطان الرئة غير قابل للعلاج. يدفعنا هذا للتساؤل حول دور مؤسسات الدولة التي أسسها الأفراد المتخلين عن جزء من حقوقهم وحرياتهم في سبيل تمكين تلك المؤسسة- السلطة من خدمة الأفراد؟ اذا لم تستطع تلك المؤسسات توفير العلاج للأفراد— وأخص بالذكر المؤسسات العلاجية- المستشفيات لتوفير العلاج للأفراد، وهذا كان واضحاً في حالة "مستر وايت" وإحدى المستشفيات الأمريكية— فما الفائدة من هذه المؤسسات؟ هُنا، وعلى هذا الأساس الليبرالي، تنقلب الأدوار فيصبح الفرد، نتيجة لتغيرات سايكيولوجية وحتى جنونية، هو الخطر أو المجرم، كما تصفه المؤسسة؛ وفي المقابل تصبح المؤسسة أو السلطة، المليئة بالفساد، هي المُخلص والبريء؛ بدلاً من أن تكون العكس.

إن شخصية "مستر وايت" كانت، وما زالت، تعبر عن فئة كبيرة من المظلومين والمهمشين والمعدمين من الشعب، الذين كانوا، وما زالوا، ضحية نظام دكتاتوري يرتدي عباءة "الديمقراطية"؛ كل همه أن يشبع رغباته وأن يزيد من مدخرات حكومته... هذه هي الفكرة الليبرالية التي صدّعت أمريكا بها رؤوسنا؛ ونستخلص من هذا كله قولنا أن السلطة/ الدولة، ما هي إلا العنف المُشرعن أو المُمَأسس (Institutionalized Violence)، الذي يُمارس ضد الأفراد للحفاظ على هذه القوة في يد فئة معينة من طبقات المجتمع، وتهميش البقية.



#مصعب_وليد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق المؤمن الكادح
- فوضى
- مَكْنونات مُمِلة!
- القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز
- غداً يومٌ ..قد يكونُ أفضل!
- فيروز مادة إجبارية!
- -ليش مكشِّر؟!-
- حالي بعد سؤالها!
- قُبيل السفر؛ إشْتَهَيْتُكِ أكثر!
- لَوْ
- إنتفاضة على الأطلال!
- هل فَقَدَ الفلسطينيون الأمل؟!


المزيد.....




- تنبؤات حول هاتف ايفون 17 الجديد قبل نحو شهر من كشفه في سبتمب ...
- بعد إعلانهما عبر -إنستغرام-.. شاهد لقطات من خطوبة تايلور سوي ...
- خريطة لفهم تأثير مشروع E1 الإسرائيلي على مستقبل إقامة عاصمة ...
- استثمار بمليار دولار لتعزيز الهيمنة في الشرق الأوسط: ما هي ط ...
- ميدان عمر بن الخطاب ساحة أثرية مقدسية زاخرة بالمعالم التاريخ ...
- قصة الخطيبين غفران والأسير حسن.. عقدان من الانتظار
- روسيا تسقط عشرات المسيرات وترامب يجدد تهديدها بالعقوبات
- عاجل | القناة 12: رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان دعا ...
- ترامب يرأس-اجتماعا واسعا- في البيت الأبيض بشأن الأوضاع في غز ...
- غاز مسيل للدموع وأعيرة نارية.. قوات إسرائيلية تقتحم محل صراف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب وليد - الليبرالية والعنف المُمَأسس في مسلسل (إختلال ضال - Breaking Bad)