أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب وليد - القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز















المزيد.....

القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز


مصعب وليد

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبحت العلاقة ما بين وكالة الاستخبارات المركزية والجماعات المسلحة، التي يطلق عليها "حركات جهادية" بمفهومها "الإسلامي"، أخص بالذكر، كل من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، علاقة معروفة لمعظم المفكرين على الساحة الشرقية والغربية كذلك. حيث كانت قد اسْتُخْدِمَتْ وتُستخدم هذه الجماعات كأداة ذات ثقل سياسي للتحكم بسياسات الدول الأخرى، أخصُ هنا بالذكر حكومات الشرق الأوسط، حالياً بإدارة أمريكية، وباعتراف العديد من المسئولين البارزين في الحكومة الأمريكية، إن معرفة هذه العلاقة تتطلب منا الإلمام بتاريخ تأصل جذور تنظيم القاعدة، والتطور التاريخي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومعرفة العلاقات التي جمعت بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، أضِف إلى ذلك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي ستُظهِرُ في النهاية أن كلا التنظيمين صنيعة أمريكية في الأساس.
رجوعاً بتاريخ القاعدة، التي تُصنف على أنها التنظيم الإرهابي المتعدد الجنسية الأول على مستوى العالم في القرن الواحد والعشرين لما تجسده من وجه غامض للإرهاب، إلى الحرب الباردة التي نشبت بين المعسكرين الشرقي والغربي، وتسليطاً للضوء على الهدف الذي أسس من شأنه هذا التنظيم، فإن القاعد قد أسست خلال الحرب الباردة لمحاربة القوات السوفيتية عام 1989 بقيادة أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، وهو الحاصل كذلك على تمويل أمريكي-سعودي كما يعتقد البعض.
أظهر التاريخ الأمريكي أنه لطالما كان هنالك دعم أمريكي واضح للجماعات الإرهابية، دليل ذلك ما صرحت به هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في لقاء لها أظهرت فيه حقيقة الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة منذ نشأتها، وخاصةً في حربها ضد السوفييت، وأضافت بان الولايات المتحدة قدمت دعماً لقوات من "المجاهدين" من أجل التخلص من القوات السوفييتية في أفغانستان وحملهم على الرحيل منها. وقالت إن المشكلة التي أسسناها بالأمس، وهي خلق القاعدة، هي التي نحاربها في الوقت الحالي، مشيرةً الى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ويقول وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك أن وكالة الإستخبارات المركزية كانت بمثابة الأم لأسامة بن لادن خلال عام 1980، وأضاف بأن آلاف من الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة كانوا قد دُربوا وجُهزوا على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية، إلى جانب الدعم السعودي للتخلص من الروس في أفغانستان.
أما إذا حاولنا أن نُرجع أفعال القاعدة لأيديولوجيا معينة، فمن الممكن القول بأن القاعدة ليس لها أي أيديولوجيا واضحة. إن الأيديولوجيا مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تعبر عن رؤية مجموعة معينة أو أشخاص مستقلين بحد ذاتهم، إن هذه المجموعة من المعتقدات والأفكار، الغير مادية، تدفع أصحابها لتبني مختلف الوسائل التي قد توصلهم إلى أهدافهم في نشر وتطبيق تلك الأفكار. تعتبر البنتاغون من جهة أن القاعدة ليس لها أيديولوجيا، من جهة أخرى يرى ستيفن شوارتز أن القاعدة تتبع في أفكارها واعتقاداتها المذهب الوهابي، وهو أحد كبار المحلليين السياسيين العاملين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرّها في واشنطن العاصمة وأحد الباحثين الأميركيين المتخصصين في الإسلام السياسي وبوجه التحديد الوهابية السياسية. يرى آخرون أن الأصول الأيديولوجية للقاعدة ليست مرتبطة بعام 1989، إنما تابعة لأفكار مُفكرين مستقلين بفكرهم، وعلى رأسهم سيد قطب من خلال تفسيراته للقرآن، والتي تُعتبر المرجِع لأعمالهم المتعصبة. تعتقد كريستينا هلميتش، أستاذة محاضرة في تخصص العلاقات الدولية بجامعة ردينغ البريطانية، أن "الدين"، في حالة الدين الإسلامي الأصولي، يستخدم كآلية للحصول على الشرعية السياسية وتحقيق أهداف سياسية في النهاية. وكان تنظيم القاعدة، على مدى أعوام، وما زال الأبرز بين "التنظيمات الجهادية" على الساحة، إلا أن عدم الإستقرار في أيديولوجية هذا التنظيم والنزاعات بين قادة هذا التنظيم أدى، مؤخراً، إلى بروز تنظيم آخر جديد على ساحة "التنظيمات الجهادية" وهو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

إن فهم آلية صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وعلاقتها بالحكومة الأمريكية تتطلب منا وقبل كُل شيء الإلمام بكيفية سقوط تنظيم القاعدة وتاريخها السابق مع الحكومة الأمريكية. يقول آرون زيلين أن النزاع القائم اليوم بين كلا التنظيمين (داعش والقاعدة) كان قد تأصل في السابق في أكتوبر عام 2004، عندما فشلت "البيعة" التي كان من المفترض أن تحصل بين مؤسس جماعة التوحيد والجهاد أبو مصعب الزرقاوي ومؤسس القاعدة أسامة بن لادن بعد ثمانية أشهر من المفاوضات، وكانت بداية مرحلة النزاع بين التنظيمين والذي يمتد الى وقتنا الحالي. ويرى بأن النزاع القائم حاليا بين كلا التنظيمين يعود إلى اختلاف الأجيال التي انضمت إلى كلا التنظيمين، يقصد بذلك أن هنالك من دُرِّبوا وقاتلوا في صفوف القاعدة في أفغانستان عام 1980 وعام 1990، وأولئك الذين دُرِّبوا وقاتلوا في صفوف القاعد في العراق في السابق، والآن مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). ويقول جيمس تريسي، وهو أستاذ مشارك في جامعة فلوريدا أتلانتيك، أنه لطالما كان هنالك رعاية من وكالة الاستخبارات المركزية لتدريب أولئك "المجاهدين"، لا سيما في إدارة كل من كلينتون وبوش. ويرى بأن ظاهرة (داعش) ليست غريبة، في ظل تاريخ العلاقات الواضحة بين وكالة الإستخبارات المركزية و"الحركات الجهادية". ويرى بأن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) يتلقى دعماً بشكل صريح من الحكومة الأمريكية بإدارة باراك أوباما، وهي نفس الحكومة التي ارتأت لإعلان حرب ضد الحكومة السورية قبل عام.

كذلك من الضروري فهم العلاقة التي تجمع بين الإعلام والإرهابيين، وهي علاقة تابعة حيث يعتمد إحداهما على الآخر. يطرح تريسي سؤالاً كان قد عُرِضَ على محطة تلفزيونية إيرانية يوجه سؤالاً للمشاهدين: "لماذا يملك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حرية الوصول الى مواقع التواصل الإجتماعي كـ"تويتر" و"يوتيوب" وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي لنشر أفكارها بين الناس؟ تتضمن الإجابة خيارين وهما كالآتي: 1-) لأن تنظيم داعش يملك القدرة على استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي. 2-) لان الولايات المتحدة وبريطانيا تزود هذا التنظيم بوسائل تكنولوجية غير محدودة. ومن الغير مفاجئ كان الجواب على هذا الإستفتاء 90 بالمائة للخيار الثاني، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على العلاقة الواضحة لهذه الحكومات مع الحركات التي يطلق عليها "حركات جهادية". ويقول غالي حسان، كاتب وباحث مستقل يعيش في أستراليا، أن الحكومات الغربية تزود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بمعدات وحرية الوصول الى مواقع التواصل الإجتماعية، بقيادة الحكومة الأمريكية لنشر أعمالها الوحشية وإسقاط النظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد.

ومن المهم كذلك التركيز على السياسة الامريكية تجاه الشرق الأوسط والتي تتمحور حول حماية مصالحها النفطية وحماية أمن اسرائيل، وهو السبب الرئيسي لتجنيد هذه الحركات. إن الولايات المتحدة لا تستخدم تنظيم داعش كأداة ترويع وإرهاب فقط، وإنما لمهاجمة أعدائها في الشرق الأوسط كذلك. يقول جارياكي تشينجو، وهو باحث في جامعة هارفرد، إن السبب الرئيسي لخلق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هو لإسقاط الحكومة السورية وللضغط على إيران، ويضيف بأن إحدى الحروب القائمة في سوريا حالياً هي حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما دفع الحكومة الأمريكية للمخاطرة بإقامة هكذا تنظيم في سوريا، ولاعتبار بشار الأسد حليفاً روسياً. إضافةً لذلك، يقول غالي حسان أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قوة إرهابية بالوكالة من المرتزقة الأجانب صنعتها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ليس حركة إسلامية مقاومة تقوم بتطبيق تفسيرات سيد قطب للقرآن، ولا تفسيرات أي مفكر إسلامي آخر؛ إنما مجموعة إرهابية برعاية أمريكية-إسرائيلية، والتي تُسْتخدم بشكل أو بآخر لتشويه صورة الإسلام، ولخدمة المصالح الأمريكية-الإسرائيلية في الشرق الأوسط. يبقى السؤال في النهاية كيف من الممكن للولايات المتحدة أن تفوز في حربها على الإرهاب؟ في الحقيقة هنالك طريقة واحدة قد تمكن الولايات المتحدة من الفوز في حربها على الإرهاب، وهي بالتوقف عن دعم وإمداد الإرهابيين بالموارد لمهاجمة الشرق الأوسط حالياً، كما قامت بذلك سابقاً. "إن الإمبريالية الأمريكية تشكل السرطان المنتشر في الشرق الأوسط، والإرهاب هو إحدى أعراضها".



#مصعب_وليد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غداً يومٌ ..قد يكونُ أفضل!
- فيروز مادة إجبارية!
- -ليش مكشِّر؟!-
- حالي بعد سؤالها!
- قُبيل السفر؛ إشْتَهَيْتُكِ أكثر!
- لَوْ
- إنتفاضة على الأطلال!
- هل فَقَدَ الفلسطينيون الأمل؟!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب وليد - القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز