أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصعب وليد - الرفيق المؤمن الكادح














المزيد.....

الرفيق المؤمن الكادح


مصعب وليد

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 09:10
المحور: كتابات ساخرة
    


متى أصبحت إسلامياً فرُفضت؟

تكرر السؤال كفرض الصلاة وكسنة مؤكدة، لماذا لست بإسلامي كأباك؛ وكان عليَّ أن أبرر رغبتي، التي رُفضت من جهات عدة، بأن أكون إسلامياً. فقُلت أنني كنت أرغب بذلك، إلا أن ذوقي الموسيقي لا يميل الى أغاني المقاومة، فرفضني ثُلةٌ من الإسلاميين. كنت أرغب بأن أكون إسلامياً، يا أنتم، كأبي، لكنني أواظب على مجاراة "الموضة"، وألبس من "الجينز" ما هو ممزق بالتحديد... وهذا شكلٌ لا يليق بإسلامي، كما يقول البعض. أطلقت اللحية فإعتبرها "أهل اليمين"، على حد تعبيرهم، "لحية صايع"، فأهملتها حتى يقبلني اليسار. وددت أن أكون إسلامياً، يا سادة، فحفظت أجزاءاً من القرآن عن ظهر قلب... وواظبت على الصلوات في البيت يومياً فإفتقدني روّاد المسجد، فشكّوا بأمري كلما إرتدت المساجد للصلاة. هكذا أنتم، كلما حاولت أن أكون إسلامياً؛ رفضتني عقولكم المتحجرة!

متى أصبحتُ رفيقاً فرُفضت؟

أصبحتُ رفيقاً، عندما ناداني صديقي برفيقه فأسأتُ فهم سبابته. كان يقصد شخصاً بجانبي، وأدركت ذلك مؤخراً؛ فعشت اللحظة. واظبت على إستخدام يدي اليُسرى في الأكل، وعبور الشارع بقدمي اليُسرى، والبدء بمطالعة الكتب ممسكاً الكتاب بيدي اليُسرى؛ أركل الكرة في الملعب بقدمي اليُسرى... أهملت ذقني، لأسباب منزلية، يا رفاق، فظهرت وكأنني أقدم برهاني لكم كي أدخل اليسار بكل أعضائي اليسارية. وكنت أشعر بالحرج حين يخلو فمي من رائحة النيكوتين والقهوة المُظلمة؛ وعندما صادفتموني بفنجان قهوة سادة وسيجارة ثقيلة، كنت أحاول ان أكون طبيعياً في محيطي، وأن أشابه في ذلك رفاقاً تورطت في النقاشات العدمية معهم. كنت احاول أن أظهر إخلاصي لليسار، لكنكم رفضتموني يا رِفاق؛ فلم أكن مُلحداً لفهمي السطحي بالتوجه اليساري، ولم أعاقر الطعام في شهر الصيام، ولم أشتم الرب إن إستفزني الإمام.

متى أصبحت كادحاً فقبلني الشعب!

لرُبما أصبحت كذلك عندما نفذت المياه من بيتنا، بسبب إهتراء عقول من في البلدية وعدم تفانيهم في إيصال طريق معبدة الى بيتنا... فأهملت الذقن لسبب مشابه. ومن المحتمل أن نفاذ معجون الحلاقة، كان سبباً جوهرياً كذلك؛ تأخر الراتب، يا سادة، وطلب مني أبي الإسلامي، الذي أخلص في عمله لأهل اليمين، أن أصل عاصمتهم الإقتصادية لتفقد الصراف الآلي فلم أجد ورقة نقدية واحدة. ليس بسببٍ كافٍ؛ أعلم ذلك، لكنني رُفضت في كل مقابلة عملٍ أتقدم لها. كنت كلما تقدمت بطلب وظيفة في مكتب متواضع تنقلب عليّ ملامح وجه الموظفة التي نسيت نصف صدرها خارج مكانهما المحدد؛ وترمقني بنظرة غريبة وطالبتني بأن أحلق لحيتي حتى لا يغضب مني "البيروقراطيين". لكنني إستمتعت حقاً بقبول الكادحين بي، حين إزدادت جلساتهم معي، وحينما إعتبروني واحداً منهم لإنتفاء صفات "البرجوازية" في وجهي.

وها أنا أرمق نفسي أمام المرآة، أتوخى الحذر بشدة في وصف شكلي الذي جمع بين الصفات الثلاث؛ لست أبالي إن إعتقدتم بأنني من هذا أو ذاك أو ذاك... هذا أنا أمامكم يا أهل اليسار، فأنا لست إسلامياً. وها أنا ذا يا أهل اليمين، فانا لست يسارياً. أنا "الرفيق المؤمن الكادح"؛ أنا لستُ منكم، وأنتم لستم منّي... انا البديع؛ اللانظير له.



#مصعب_وليد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى
- مَكْنونات مُمِلة!
- القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز
- غداً يومٌ ..قد يكونُ أفضل!
- فيروز مادة إجبارية!
- -ليش مكشِّر؟!-
- حالي بعد سؤالها!
- قُبيل السفر؛ إشْتَهَيْتُكِ أكثر!
- لَوْ
- إنتفاضة على الأطلال!
- هل فَقَدَ الفلسطينيون الأمل؟!


المزيد.....




- فنان مصري: -الزعيم- تقاعد واعتزل الفن دون رجعة
- من إلغاء جولتها الفنية إلى طلاقها.. جنيفر لوبيز تكشف كيف -ان ...
- غزة.. عزف الموسيقى لمواجهة البتر والألم
- لعبة التوقعات.. هل يفوز عمل غير غربي بجائزة نوبل للآداب 2024 ...
- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصعب وليد - الرفيق المؤمن الكادح