أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - نحو عالم محمد ناجي















المزيد.....

نحو عالم محمد ناجي


هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


نحو عالم محمد ناجي
تحية للكاتب الكبير والروائي الرائع محمد ناجي


محمد ناجي روائي متميز من جيل السبعينات– صدرت روايته الأولى "خافية قمر" عام 1994 ثم "لحن الصباح" عام 1995 أيضا "مقامات عربية" 1999، والعايقة بنت الزين 2001. ثم أصدر رواية (رجل أبله... امرأة تافهة) – والأفندي.
وهذه الورقة محاولة للإقتراب من عالمه الروائي المتميز، عندما دخلت عالم هذه الأطروحات الروائية الثري والمسستند على الخرافة والأسطورة في بعض الأحيان ومتكأ على الموروث الشفاهي خلال نسجه لإبداعه وعالمه الأسطوري وأحيانا أخرى متخذا من النسيج الواقعي مدخلا لعمله الروائي، بما يقترب من حد الواقعية السحرية التي هي إحدى سمات ميراثنا الشعبي.
وقراءتي لناجي ، إن كان هذا لبعض رواياته فقط، وهذا التقصير مني لعدم متابعة جميع رواياته الصادرة، تتمثل تلك القراءة في خافية القمر – لحن الصباح- العايقة بنت الزين.
ففي رواية خافية قمر تحلق الأسطورة في رحلة سماوية محاولة الإمساك بفكرة الحياة والوجود ليمتزجا مع الكون في عالم واحد وكامل وأسطوري وذلك حين يتحدث عبد الحارس للجرسون أو النبي حارس عن إدريس ملك هذه الأرض من قديم الزمان وهو أعظم ملوك الأرض، يسير عبد الحارس حاملا الحقيقة ويود نشرها
في كل مكان مشيرا إلى كتاب حكايات إدريس البكاء واللعب على النساء. وهل هو إدريس البكاء أم المجروح؟ ثم في المقدمة الثانية. فصل الخلاء يتحدث عن خافية قمر نعم كما كتب الراوي قائلا:_ خافية القمر أم روضة لجليس، حتى يأتي بالمقدمة الثالثة والختام، حيث يحكي الراوي أسطورته بالتفصيل (باضت الحية في فم برهان الحيران فنفث سم لسانه في سمع الملك وطير غراب الشك في قلبه فلما أحست قمر المسكينة بالخطر قالت:"يا أرض اخفيني عن عدوي حتى يكتمل حملي" وغابت حتى اكتمل حملها وولدت إبنها الحارس، كان الزمن قد تغير ومشى إدريس يبكي على ما فعله في قلبه جرح كأنه العين يبكي دما على ما فعله بأم إبنه الحارس، وهناك على ضفاف النهر في أرض إسمها الروضة قعد تحت صفصافة، والناس لا يعرفونه عندما رأوا قلبه النازف سموه المجروح.
ومر العربان الرعاة بقمر فسارت معهم وسموها سلمى. فلما نزل العربان الروضة، مرت سلمى بالجالس تحت الصفصافة يبكي فعطفت عليه وقالت:"خفف عن نفسك، واطلعني عن همك ياعم" فلما كشف لها عن جرح قلبه كشفت له عن خلخالها الفضي وقالت له:"أ تعرف لمن هذا الخلخال فعرفها وعرفته وضمها في حضنه وبينهما ولدهما الحارس.
ويهبط الكاتب كمن يهبط بالبارشوت فجأة إلى أرض الواقع في روايته الثانية لحن الصباح مع عباس الأكتع وهو يستمع إلى برنامج لحن الصباح من راديو الحاجة ويكا.. وبجانبه نوفل يتخذ مجلسه على بعد أمتار منه على الرصيف المقابل لدكان ويكا، الذي يستقر عليه عباس الأكتع دائما، ويستمر هبوطنا الممتع مع الكاتب إلى أرض الواقع في رائعته العايقة بنت الزين، التي يبدأ نسيجها الروائي بطرحا فرعونيا متجسد بمدخل الحارة (حارة قصر النبات) وذلك ببوابة حجرية عتيقة عليها نقش فرعوني يصور يوم الحساب تسميها الصحف حارة البوابة، ويسميها الناس حارة أبو قردان نسبة للطائر الإلهي حامل ميزان القلوب المنقوش على البوابة وسط بها ليل الزمان الأول لابس الطراطير، ثم يأخذنا الراوي في الحكي حكاية تلو حكاية من خلال شخصياته العميقة ونحن نمرح في عالمه التاريخي والفني بدءً من التاريخ الفرعوني المتمثل فى البوابةالحجرية– والتاريخ العثماني- حتى نصل إلى التاريخ المعاصر للحرب وما بعدها تقريبا حتى فترة الثمانينات متخذا من العود رمز للفن الشرقي الأصيل مدخلا للشعر الذي يعتبره الكاتب كما صرح في حوار له أن الشعر هو بللورة الكتابة، وهو الوتر الذي ينظم المشاعر يسانده تاريخ الغناء فهو مرتبط بالشعر، ويتجلى ذلك الإمتزاج الفني المدهش والرائع من خلال شخصيته حسن أنتيكا صاحب دكان بيع الآلات وتأجيرها الذي يحكي تاريخ العود قائلا:
- العود في الأصل عود جدي الكبير، وأصله مصري، إلى أن أعطاه لفانوس بجنيه واحد ثم أخذه سمعان كداب الزفة بعد أن بادل به أنتيكا بمزمار خربه ثم{ رقبه }الذي نال حظه الوافر من ذلك العود وتحول به إلى فنان الشعب المشهور – الذي يتحول فيما بعد إلى مجرد مانيكان في فاترينة العرض، وعندما يشتد حزن أنتيكا لفراق رقبه، يتجه بحكاياته الأثيرة عن الفن والعود إلى عباس النص الذي اعتقد بخرافة ماء النيل وكان فخورا بسريان الأسطورة في عروقه ودمه حينما نزل به إحدى المرات وإستحم عند الفجر حينما أخبره العجائزأن النيل ينام ساعة كل زمان، ساعة وعد، من يشرب من مائه في تلك الساعة يدب في جسمه عرق الصبا، عرق الفتوة، فلا يقدر أحد على صراعه.. كلام الناس نسمع ونسكت.
يستحضر الكاتب في رائعته الشكل السياسي، ورحلة النضال- الصراع مع الأفكار والمبادئ من خلال أصدقاء الجامعة: مباهج- عسراوي- حسني عواد- منصور، مباهج التي أصبحت مجرد امرأة مؤمنة عزائها الوحيد في إعتزازها بإقتناء لوحة في بيت زوجها القاضي – تصور عازفا معصوب العينين يداعب قيثارة تقطعت أوتارها ، ضم القيثارة إلى صدره وحجبت معالم الذكورة والأنوثة، إنسدل الجلباب على البدن فأخفى كل شئ إلا شباب الجسد، الأمل هذا إسم اللوحة، وإن كانت في الحقيقة لا تبعث على أي أمل فالرسام قطع الأوتار وخرق عيني العازف، رغم إحتوائهما للجمال الفني كما قال لها عسراوي ... عسراوي أسيروس كما أطلق عليه صديقه القديم حسني عواد. أسيروس المناضل القديم المتمرد والذي أفسدت منابعه الفلسفية متعة كل شئ، تاه بين الأقسام في كلية الآداب مع تقلب أفكاره حتى تركها ولم يكمل تعليمه الجامعي إلى أن أصبح عاجزا ومدمنا تماما للحشيش ولعبة الاستريب بوكر – كاترين – حين يفكر عسراوي في كاترين يصيح قائلا:-
الوحيدة التي تناسبني، هي حبي الخفي – حقيقة خالدة مدمجة في قرص بلاستيكي، ويتوج ذلك الزخم الروائي المتفرد درب الشيخة قمر، من خلال بيت شعري يرويه سمعان من على لسان ناقوس قبل موته لرقبه
يا فارط الرمان في صدر حبيبي
ذلك الكلام الذي نظنه فرحا هو حكاية قمر التي لو عرفتها لبكت عينيك لتلك الأغنية، ضريح الشيخة قمر التي ظلمها كلام الناس، فصارت شفيعة لكل بنت مظلومة وتأتي بطلة ذلك الدرب ومسمى الرواية – العايقة بنت الزين- ليلى بنت الزين النطاح كسبت لقب العايقة بنت الزين أيام كان أبوها سيد درب الشيخة قمر، وله هيبة وعصابة يخطف السكارى وهم خارجون من الخمارات وبيوت البنات، يضربهم ويأخذ فلوسهم بلطجي، ولكنه يقول للناس لا أحب المسخرة – والمعلمة عايدة التي كانت تصنع خلطة عطارة معتبرة لمبالغة الشهوة الجنسية ، خلطة كرباج النسوان المعلمة عايدة التي تزوجت الطيب عزب الذي أصبح فيما بعد سلطان القلعة وتزوج بالعايقة بنت الزين في نهاية الرواية. وإن كنت أرى عفوا روائي الكبير محمد ناجي لتدخلي، أن النهاية الحقيقية لتلك التحفة الروائية، حينما انكسر الإبريق، فتذكرت العايقة روح النطاح بالرحمة كان لا يشرب إلا منه، ووضعته مع الفخار المكسور في كيس بلاستيك، حفرت ووضعته بين الأنقاض ثم في نهاية الفصل ذات نفسه في دفاتر قديمة.
ونعود لحسن أنتيكا الدرامي، حينما إبتسمت تجاعيد وجهه وهو يحاول أن يغني والصوت الذي لا يسمعه إلا هو
كل ابن أدم غريب
حتى البدن غربة
وكل آت قريب
والعبرة بالصحبة
ثم مال برأسه على الطاولة وصاح
يا وعدي يا فانوس
أخيرا
تحية طيبة لناجي وإبداعه الخلاق، وفخرا لي أنني كنت إحدى قارئي ناجي ومن أشد المعجبين بعالمه الروائي المتميز.


عرض :
هدى توفيق
المصدر :
قراءة فى روايات لكاتبنا الكبير:
محمد ناجى
{خافية قمر ،لحن الصباح ،مقامات عربية ،العايقة بنت الزين ،رجل ابله ،امرأة تافهة ، الأفندى الخ .....



#هدى_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف قرأ عبد المنعم تليمه كتاب {في الشعر الجاهلي }
- حكاية اليهود
- الأراجوز يتحدث لنا
- أحلام شهرزاد
- كوميديا الحكم الشمولي
- عبق الأمل في مجموعة روح الفراشة
- تأثير الدين على الابداع
- يوتوبيا سيد قطب الدرامية
- الماضي والراهن :حول كتابات محفوظ التاريخية
- محفوظ كاتبا مسرحيا أيضا
- ازدواجية المتعة في عالم نجيب محفوظ الروائي بين القراءة والفر ...
- عداء بنى اسرائيل لمصر وفلسطين
- كارثة النشر الخاص
- جدل الواقع فى مجموعة مدينة طفولتى للكاتب طلعت رضوان
- عيسى الدباغ والثورة المضادة
- مجموعة أرنى الله لتوفيق الحكيم
- خلوة الكاتب النبيل
- حاذث النصف متر تجاوزكل الأمتار
- العداء العبرى لمصر وفلسطين
- مقال عن أكابيلا ايدا وماهى


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - نحو عالم محمد ناجي