أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - حوار عن اشكاليات الكتاب المقدس مع الباحث اللاهوتى عماد حنا ج 1















المزيد.....

حوار عن اشكاليات الكتاب المقدس مع الباحث اللاهوتى عماد حنا ج 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 19:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قام بأعداد و أجراء الحوار سامح سليمان


مرحباً بك استاذ عماد نرجوا ان تحدثنا عن شخصك الكريم


الأسم: عماد حنا منقريوس
السن 52 سنة
حاصل على بكالوريوس تجارة جامعة سوهاج، ماجستير في اللاهوت النظامي من JETS الأردن، وأحضر لدراسة الدكتوراة في الخدمة
متزوج من هايدي حنا، متخصصة في المشورة الأسرية، ولي ولد وبنت
متفرغ للخدمة في مجال الكتابة، أكتب القصة القصيرة، الرواية الدراسات اللاهوتية، والدراما الإذاعية
فيما يخص موضوع الثقافة، فهو أمر نسبي، لأني ببساطة أجد هناك فارق بين الثقافة كأسلوب حياة وبين جمع المعلومات، والثقافة كأسلوب حياة هي القدرة على التعايش مع الآخر، ومقدار التأثير الذي تحدثه في الآخر، ومدى تقبلك للآخر وقدرتك على انتقاء ما تستفيد به من الآخر، وهذا بالنسبة لي نسبي. أحيانا أجد نفسي على درجة عالية من الثقافة، وأحيانا أحكم على نفسي أني في منتهى التخلف.
أما القراءة فأنا أحب القراءة كثيراً في مجال الإبداع والأدب والنقد الفني، وبالطبع اللاهوت يأخذ نسبة 70% من قراءاتي.
في مجال الكتابة لي حوالي 20 كتاباً في السوق.
س : كثير من القسوس يرددون ليل نهار أن الله قد أعطى الإنسان الحرية، كيف هذا الإنسان لم يختار مجيئه إلى الحياه أو أسرته أو مجتمعه وأشياء أخرى كثيرة، وإن كان المراد هو التأكيد على أن الله قد أعطى الإنسان حرية أن يعبده من عدمه، كيف ذلك والله قد توعد غير عابديه بالدود الذى لا يموت والعذاب الأبدى في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت؟
ج: على الرغم من إيماني بوجود جانب لا إرادي في حياة كل إنسان فميلادي لا إرادي، وبعض ظروفه لا إرادية، ونهايته قد تكون لا إرادية أيضا. ولكن على الرغم من هذا، أنا أؤمن أن الله أعطى الإنسان الحرية، وأؤمن أيضاً أن الإنسان عليه أن يقاتل لأجل الحصول عليها، لأنه عندما يكون لكل إنسان حريته فمن الطبيعي أن تصطدم الحريات، هذا الصدام الذي يجعل الحصول على الحرية للأقوى والأصلح.
الله قدم الحرية للإنسان، ولكن شر الإنسان وسعيه الدؤوب أن يأخذ ما ليس له، جعله يسرق حرية غيره من البشر، وأصبح كل شخص يلهث سعياً وراء أن يأخذ ما ليس له، فسَلَبَ ما سبق وأعطاه الله للإنسان. فمثلاً الله خلق لكل إنسان حرية الإختيار، حتى في أن يتبعه أو يُكمل طريقه بدونه. ولكن الإنسان بدأ يحشد بقوته لكي يُجبر أخيه الإنسان أن ينضم إلى فريقه. وفي شرقنا الأوسط تبرز هذه المشكلة، فهل يستطيع أي شخص أن يعلن أنه سوف يترك ديانة الآباء دون أن يدفع الثمن؟ والثمن فادح، ما بين قطيعة الأهل أو الهروب أو تدمير معنويات أو قتل، مع أن الأمر هو في الأول والآخر قرار لتبعية الله، وهو قرار شخصي، أو اعتناق لدين ما أو فكرة ما، وهو أيضا من المفروض قرار شخصي، ولكن الإنسان يسرق حرية الإنسان في إتخاذ القرار، ومثل هذا الكثير.
هناك كما قلت جانب لا إرادي في حياة الإنسان، منها ما تفضلت وذكرت كنموذج في السؤال، وهناك أشياء أخرى منها القدرة العقلية للإنسان، الجوانب الوراثية، والأمراض الوراثية، فأنت تستلم كيانك، وظروفك، كعهدة بين يديك، وهذه العهدة التي تستلمها، تبدأ في التخطيط لها، كيف ستعيش، وكيف ستأخذ دورها في الحياة، هذا التخطيط يمثل جانب الحرية التي تستلمه مع ظروفك وكيانك.
إذا استطعت أن تخطط بصورة صحيحة لحياتك، وتوظف الإمكانيات المتاحة لك بأكثر طاقة إيجابية ممكنة، واستطعت أن تتجنب المشاكل الناجمة عن تعارض الحريات لاستطعت أن تستمتع بالحياة، وتنمو وتتقدم، ويكون لك دوراً مناسباً في الحياة.
المشكلة الأخرى، رغبة الآخر في أن يصادر حريتك، وهنا مفاهيمك الدينية والشخصية سوف تساهم في رسم حياتك، إما أن تتبنى فكرة أنك لست من هذا العالم وأنك مجرد ضيفاً تنتظر النهاية السعيدة الأبدية – أنا لست من هذا النوع ولا أحبه - وإما أن تقاتل لأجل الحياة الأفضل، وهذا هو الجهاد والقتال في سبيل الحصول على ما تريد، فأنت كائن حر تسير في دوائر بعضها لا يمكن تجاوزه، والآخر تستطيع أن تختار بين دائرة وأخرى، وجزء آخر عليك أن تكسر تلك الدوائر بإرادة من حديد حتى تنتقل إلى دوائر أوسع وأفضل.
إذاً الحرية التي أراها هي مجالات محددة وليست كل شيء في الحياة. وكما قلت كل هذا يحتاج إلى قتال شديد، ولا مجال للتهاون أو الإسترخاء.
لكي تكون أفضل عليك أن تقاتل لأجل حياة أفضل..
أما موضوع توعد وتهديد الله لغير عابديه بالدود الذي لا يموت، والعذاب الأبدي، فأنا لا أؤمن بحرفية المكتوب من جهة، ولا أؤمن أن ما كُتِبَ هو من قبيل التوعد، ولكنه إنذار بنتيجة غير مستحبة، تماماً مثلما تقول لمدمن الخمر سيتلف كبدك، ومدمن السجائر ستتلف رئتك، وممارس الزنى مع الغانيات ستصاب بالإيدز...، هكذا من يبتعد عن الله يحصد النهاية الغير سعيدة، التي شبّهها الكتاب بالدود الذي لا يموت والنار التي لا تنطفئ "وهذا غير حرفي".
س: هل العدل والمساواة مجرد سراب، هل الله خلق الناس وأوجدهم بشكل عادل وبالتساوى؟
الله خلق الإنسان، متمثلاً في آدم، وحواء، وقد خلقهما بنظام الأسرة. حواء معين لآدم، ونظيره في كل شيء، ولكن كما سبق وذكرت في السؤال السابق الإنسان تتعارض مصالحه، مع مصالح الإنسان الآخر، وأيضا لديه القدرة وقت الخطر لتحويل المشكلة لأخيه حتى ولو كان فيه ظلم. فالسلوك الظالم هو من صنيعة الإنسان، فنجد أن آدم يحول مشاكله التي انتجت الخطية إلى الله، فيقول لله: "المرأة التي أعطيتني، هي من فعلت..."، وبهذا هو يقول لله أنت السبب. الكائن الذي أعطاه الله لآدم ليكون – من المفروض – بركة، اقتنع آدم أنه هو سبب مشاكله، وبالتالي فإن السبب في هذا هو الله.
تحويل المسؤولية من الإنسان لآخر هو إبتكار إنساني محض، وهو الذي تسبب في نقص العدل عند الأضعف، وعدم المساواة، ومنذ ذلك الحين قُتلت العدالة، والمساواة.
لماذا نضع الله كمسؤول عن هذا الأمر؟ أرى أن إتهام الله هو بمثابة تكرار لما فعله آدم منذ المشكلة الأولى.
ولكن هذا ينقلنا لسؤال: لماذا لا يتدخل الله لينقذ الإنسان من أخيه الإنسان؟.. وسأجيب عن هذا من خلال إجابتي على الأسئلة التالية:
س: هل يوجد نص دينى يحتوي على أمر إلهى بتدوين ما يُسمى الأن بالكتاب المقدس، وبم تفسر عدم جمع الأسفار المقدسة بالنسبة لكافة الأديان إلا بعد امتلاك معتنقيها للقوة والسلطة، على سبيل المثال لا الحصر، تحديد قانونية أسفار العهد الجديد لم تتم إلا بعد اعتناق قسطنطين للمسيحية واعترافه بها كديانة رسمية للدولة؟
أنت ربطت التدوين بالقوة والسلطة، وأنا أربطها بظهور الإحتياج، فالقرآن تم تجميعه بعد أن مات أغلب حفظة القرآن، وبدأت ملامح توهان نصوصه تظهر.
أما الكتاب المقدس، فكانت موجودة نصوصه ومستخدمة، وكل كُتَّاب القرون الأولى كانوا يقتبسون من نصوص الكتاب المقدس. لم يأمر الله بتجميع النصوص في كتاب واحد، ولكن عندما اكتشفنا أهميتها كمجتمع كنسي، وجاءت الفرصة فلما لا؟
اختيار الكتب نفسها لتكون نصوص مقدسة عمل بشري، أنا أؤمن أن الروح القدس هو من هيِّمَن على هذا الإختيار، ولكن يبقى الأمر "إيماني بحت" لا يمكن إثباته بصورة قاطعة، وكل إيمان مركب على إيمان آخر، فإذا قلنا مثلا أنا أؤمن بسفر يونان لأن المسيح اقتبس منه، فهذا إيمان مركب على إيمان آخر، وهكذا... لا يوجد أدلة بالوحي الإلهي قاطعة، وهذا ينطبق على كل الكتب المقدسة في كل الأديان، عندما تأتي الفرصة لكي تصير الكتب المقدسة كتاباً واحداً ولم ننتهزها نكون أغبياء وحمقى.
س : طالما تحدث قسوس الكنيسة عن رحمة الله وعدله، بماذا تفسر أبادة الله لشعوب وأمم من رجال ونساء وأطفال رضع، بل وحتى الحيوانات، بالصورة المذكورة في العهد القديم، سواء بواسطة الطوفان أو بواسطة كوارث طبيعية أخرى، بواسطة أوامره ليشوع بن نون، وداود، وغيرهم كثيرين، وهل يوجد اختلاف بين أفعالهم وبين ما تفعله داعش اليوم، من حيث إعتقادهم هم أيضاً بأن ما يفعلونه هو أمر إلهي؟
ماذا تريد من شعوب همجية أن تفعل؟.. هل تريد ردود أفعال من 3500 سنة تتساوى مع ردود أفعال سنة 2000؟.. في الواقع أن الله قام بتربية الجنس البشري وتهذيبه بالتدريج، إلى أن وصل إلى قمة التهذيب في تعاليم المسيح، ولكن اسمح لي أن أسأل في عصر يشوع، إذا إنهزم يشوع ماذا كان سيحصد؟
تقول الأثار المكتوبة على الحوائط المصرية أن من يُهزم، يُقتل ويُسبى نسائهم، أو يُقتلون، ولكن لغة الكتاب المقدس هي التي سمحت بجعل الله هو المتهم الوحيد.
دعني أفكر معك، لو النبي موسى كان موجوداً في التسعينات من القرن الماضي، ماذا كان سيكتب، كان سيقول مثلاً:
"فهيج الله صدام حسين، ليدخل إلى أراضي الكويت، وعندما دخل الجنود أرض الكويت لم يتركوا امرأة إلا واغتصبوها وسلب العراقيون الكويتيين. وصرخ الكويتيون أمام الرب، وصعد صراخهم أمامه، ولكن لم يكن ذنب العراقيين قد اكتمل بعد، وعندما تمت أيام العراقيون هيج الرب صدام حسين حاكم العراق فعمل الشر في عين الله، وقبح هذا في عيون الله فهيج الله ثلاثون دولة وقفت ضد صدام وأعطى الله الكويت للكويتيين"
هذه هي لغة الكتابة في العهد القديم، وهذا أسلوب الوحي، فالوحي – وإن كان إلهي – لكنه من إنشاء البشر، حتى الشريعة التي أنشأها موسى كانت نتيجة لدراسته لقوانين حمورابي تأثير كبير على التشريع الموسوي، ولكن لغة الكتابة جعلته يكتب بالطريقة التي كتب بها.
والآن مثلاً، نجد أن شخص أحب فتاة، وبالطريقة عينها يقول، كلمني الرب أن هذه الفتاة هي من نصيبي، وقد وعدني الله في النجاح في مسعاي والحصول عليها.
هي لغة كتابة للمؤمنين جميعاً، ولكن لأننا نُقدس الكلمات التي في الكتاب المقدس نلوم الله، ولا نلومه عندما نتكلم بهذه الطريقة الآن.
إذا همجية الشعب القديم هي مسؤولية شعب، وليست مسؤولية إله، لذلك نجد أن:
• سفر التكوين، الله فيه غير واضح المعالم بالنسبة لرجال الله، ولكنهم يعرفون عنه أنه القدير، إبراهيم يكتشف الله بالتدريج. يعرف عنه أنه يفي بوعوده بعد أن أعطاه إسحق، وفي حياته كلها كان إبراهيم يكتشف الله
• يعقوب، لم يكن يعرف شيئاً عن الله، ويطالب ببركة لا يعرف هويتها، وعلى ما يبدو كان يؤمن بإنجيل الإزدهار، فنجد أن وصف البركة والرضى الإلهي مرتبط بما عند الشخص من ممتلكات، وما يملكه بعد قراره بتبعية الله، وهذا ينطبق على إبراهيم، لوط، اسحق، اسماعيل، يعقوب، عيسو، أيوب... وغيرهم من الأباء.
• في الخروج موسى يسأل عن اسم الله، فهو يبدأ في التعرف عليه وعلى صفاته.
• يشوع، يبدأ في معرفة الله كجبار يساعد إسرائيل على استرداد أرضه التي فقدها من 400 سنة بهذه الصورة الهمجية، ويبدأ يعد العدة لاسترداد الأرض، فنلاحظ مثلاً أن الله عندما طلب من موسى أن يُرسل جواسيس لم يبين الطريقة التي سيحصل بها على الأرض، ولكن كان كل المطلوب أن يرى الشعب عظمة الهدية.
ولكن لأن الشعب همجي نظر إلى قوة الفريقين، وقارن بينهما، ووصل إلى نتيجة، بل وأسس الطريقة التي سوف يأخذون بها الأرض، وهذا ما تم بالفعل.
هل كان الله داعماً لهذا؟ بالتأكيد نعم، لأن الجنس البشري لم يكن مؤهلاً للرُقي الذي نادى به المسيح، فدعمهم على نفس مستوى وقياس أذهانهم، وهو لم يظلم أحداً، لأنه إذا هُزم شعب إسرائيل كانوا سيواجهون نفس المصير، وهم يعرفون ذلك تماماً. ولكن بمرور الحقبات التاريخية كان الإنسان يتهذب فنجد أن:
• راعوث وبوعز بدأ القلب يخفق بالمحبة قليلاً.
• داود بدأ يكتشف قلب الله المحب.
• حتى نصل إلى أرقى كتابات في العهد القديم وهي كتابات الأنبياء، التي هي تمهيدي إرسالية يسوع:
o فنجد محبة الأعداء في يونان
o والمحبة المضحية في هوشع
o وتوقع هيّمنة روح الله في يوئيل
o الرجاء والترقب في حبقوق
الله قدم نفسه تدريجياً، والرقي والتهذيب الإنساني تم تدريجياً حتى كمال الإعلان الإلهي في المسيح.
وإلى الآن نجد التفاوت في العلاقات في الشعوب الحالية ما بين همجية ووحشية ومحبة آدمية.
س : الله عادل ورحيم، إذاً لماذا ترك ملايين البشر يستعبدون على مر التاريخ ويتم تعذيبهم ثم قتلهم في مذابح جماعية، لماذا ترك النساء تباع وتشترى وتقتل بحسب نصوص المفترض أنها من عنده، لماذا يترك ألاف البشر للموت بسبب الزلال والمجاعات والأوبئة والحروب وجرائم الجماعات الإرهابية، لماذا يترك الفاسدين يعيشون فى الأرض فساد وظلم واستغلال ؟
قل لي، إذا كان لديك ابن، ألا تتمنى أن تجعله يكبر، ويعتمد على نفسه، ويكون صاحب قرار؟.. تخيل ابنك هذا بدأ حياته متواكلاً عليك، وكل مشكلة يبدأ في الجري إليك لكي تحلها، وكل مصيبة يوقع نفسه فيها لا يحاول البتة أن يجد حلولا لنفسه، بل ينتظر تدخلك أنت، فماذا تقول على هذا الابن؟
الله خلق الإنسان على صورته، ويريده أن يكبر، ويكون صاحب قرار، وأن يحتمل نتيجة قراره، دعني أوضح..
كيف وجد داعش؟
كيف وجد التتار من قبل؟
كيف فتح المسلمون البلدان؟
ببساطة.. سوء الفهم للنصوص الكتابية، وتواكل على الله، فياخذ المؤمن المسيحي موقف الضعيف، ويبدأ شخص ما بالضغط عليه، فيصرخ، وبدلاً من أن يبحث عن حلول لمشكلته يبدأ في انتظار الله، فإذا لم يأتِ الله، صار الله هو المشكلة،
فالله بالنسبة للإنسان هو المشكلة وهو الحل.
والكتاب المقدس يشرح نفس الفكرة ولكن الإنسان لا يريد أن يقرأ الكتاب المقدس بصورة صحيحة، فنجد مثلاً في زمن القضاة كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه، ويبدأ معتدي غاصب يحكم الأرض، ويئن الشعب ويصرخ، فكيف يتدخل الله؟.. في الواقع الله لا يتدخل، ولكنه يكلف إنسان بالتدخل، وتقوم حرب ويموت كثيرون، ويتخلص الشعب من المستعمر.
في أوروبا احتل العرب الأندلس، وسيطرت الكنيسة فكرياً على الناس، ولكن جاء من ماتوا لأجل إنقاذ أوروبا، بينما الشرق الأوسط في غفلة، وها نحن الآن في العصور الوسطى، ولابد أن نبذل النفيس والغالي لكي يتحرر أبناؤنا من كل داعش يهددنا. أما إذا (أخذتنا الجلالة) وبدأنا نردد (لكن أنا مش من هنا) سنفقد قرون أخرى نعيشها في ذل.
حتى في الدعاية الإنتخابية نجد تعبير: الإسلام هو الحل
رغم أن كل النماذج التي لدينا لا تقول ذلك ولكننا كمسيحيين بكل عنجهية استبدلناها بالمسيح هو الحل..
وصدقني سياسياً المسيح ليس هو الحل..
نحتاج لخبير سياسي وخبير اقتصادي وعلماء كثيرون، ونظام شديد ودقة ورغبة في النمو والتقدم حتى يكون الحل..
الإنسان استخدم الدين كطاقة سلبية تدعم فشله وليس نجاحه..
المسيح هو الحل، إذا كان الإيمان به يجعلك تثابر وتبحث عن مخارج لمشاكلك..
ولكننا كمسيحيين تعلمنا من الديانة الإسلامية "القدرية"، والتي على أساسها كتبت سؤالك لتؤكد أنك بدورك قدري، وإما أن تُلحد وترفض الله (اللي بيجيبنا لورا) أو تضع يدك على خدك.
أنا أرى الله إذا عبدناه بصورة صحيحة هو خالق الطاقة الإيجابية داخل الإنسان، فالله لم يخلق الشر، ولا شأن له به، بل الإنسان هو من خلقه. إذا وضعت في بيتك ثعبان صغير، فلا تلم الله عندما يكبر ويلدغك. نظف بيتك من الثعابين السامة تعيش بسلام، بدلاً من أن تنظر إلى الله وتقول له: لماذا تركت الثعبان يلدغني؟
الله في البداية خلق الإنسان، وأمر أن يُثمر وينتشر في الأرض كلها، وأعطاه العقل، والحكمة، وعلى الإنسان الآن أن يكتشف مواطن قوته لكي يحيا حياة كريمة، وهو يتركه إلى الآن يكتشف هذا.
هذا يأتي بنا إلى سؤال آخر، ما دور الله إذا؟ هل هو دور المتفرج الذي لا يبالي؟
وأنا إيماني يقول لا، المسيح يقول: "ها أنا معكم كل الأيام"، ووعد برفقة الروح القدس المعزي، وهذا يصنع معجزات – إن أردت – داخلك
- فهو يخلق قوة إيجابية جبارة داخلك، يجعلك ترفض الواقع المؤلم الذي تعيشه.
- يجعلك تشعر أنك ستجتاز كل هذا معه، فأنت لست وحدك، يدعمك، يقويك، ويرشدك.
- يستطيع أن يخلق داخل الظروف السيئة ابتسامة ودفعة للأمام.
في الواقع أنا لا أحب انتظار المعجزات من الله، ولكن أحب أن أشعر أنه يسير معي الطريق، وسأفعلها أنا بدون معجزة.



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار جرئ جداااً مع الباحثه منى شابو
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 18
- ذكريات جامحه ج 2
- ذكريات جامحه ج 1
- حوار هام مع الناقد و الشاعر المصرى عبد التواب السيد ج 1
- حوار هام مع الناقد و الشاعر المصرى عبد التواب السيد ج 2
- أقتباسات هامه عن المجتمع و الفرد ج 2
- أقتباسات هامه عن المجتمع و الفرد ج 1
- ذكريات من بيت الراحه
- حوار مع الأديبه و المفكره بسمه عبد العزيز ج 1
- حوار مع الأديبه و المفكره بسمه عبد العزيز ج 2
- أسئله فى الأدب و السياسه ج 2
- أسئله فى الأدب و السياسه ج 1
- حوارات مع مفكرين و أدباء ج 3
- حوارات مع مفكرين و أدباء ج 2
- حوارات مع مفكرين و أدباء ج 1
- أقتباسات هامه عن الجنس ج 1
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 15
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 14
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 13


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - حوار عن اشكاليات الكتاب المقدس مع الباحث اللاهوتى عماد حنا ج 1