أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - حوار مع الأديبه و المفكره بسمه عبد العزيز ج 2















المزيد.....

حوار مع الأديبه و المفكره بسمه عبد العزيز ج 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 17:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما تعريف الأستبداد من وجهة نظرك و ما الدور الذى يلعبه أختلاف نظام الحكم و أختلاف النظام الأقتصادى و الأجتماعى و الفكر الدينى فى طبيعة و بنية و درجة الأستبداد ؟
ببساطة شديدة أرى الاستبداد مرادفًا للأنفراد بالقرار، وهو في حد ذاته نظام للحكم يستدعي وجود مؤسسات ضعيفة هشة وربما صورية، لا تملك اتخاذ قرارات دون أمر مباشر من المستبد، ولا تملك في الوقت ذاته معارضة أي قرار يتخذه، أما عن تأثير النظام الاقتصادي والاجتماعي فأرى إنه كلما تغول رأس المال واستحوذت الصفوة الحاكمة على مفاتيح الاقتصاد وأحكمت قبضتها على المشاريع الكبرى مستبعدة قطاعات واسعة من صغار المستثمرين، ومضحية بأعداد كبيرة من العمال، كلما تفاقمت مظاهر الاستبداد، إذ يؤدي تهميش هؤلاء إلى مزيد مِن الإفقار، وإلى مزيد من اليأس والإحباط، ومن ثم إلى شعور ملح لدى السلطة بالرغبة في السيطرة على الأمور، هذه السيطرة لا تتأتى في ظل الظروف السابقة إلا عبر مزيد من الاستبداد، وعبر تجاوز المستبد للضوابط المجتمعية والسياسية المتوافق عليها، وربما عبر خرقه للقوانين وانتهاكاها، أو حتى بسن قوانين جديدة تدعم قدرته وتكفل له الاستمرار. الفكر الديني يحمل في طياته بذور الاستبداد فهو يقوم على فكرة امتلاك الحق المطلق والصواب المطلق، وأظنه إن بإمكانه أن يصبح الأكثر استبدادًا بناء على ما سبق، فالخصم السياسي لا يصبح فقط معارضًا للحكم، بل معارضًا للدين ولما هو في موضع المقدس، ومن ثم تكون عقوبته مبررة ومقبولة.

هل كافة الفئات و الطبقات تعانى من الأستبداد بنفس القدر ؟
لا أظن هذا فكلما امتلكت نفوذًا ومالا كلما تمكنت من تحقيق بعض رغباتك وكلما تمكنت من التحايل على أدوات الاستبداد ومظاهره، وكلما ارتقيت في السلم الاجتماعي كلما ازدادت قدرتك على تطويع الاستبداد لصالحك، وضد الآخرين، ولا شك إن الأفقر والأكثر تهميشًا وتدنيًا في المنظومة الهرمية هو الأكثر معاناة من قرارات قد تمس حياته اليومية لكنه لا يتمكن من التأثير فيها، وأضرب مثالا بعملية إخلاء بعض المناطق العشوائية التي يسكنها الآلاف وإلقاءهم في الشوارع دون توفير بديل، لو كان هؤلاء على قدر من الثراء والقوة ما نالهم هذا المصير.

الأعلام العربى هل يلعب دوراً إيجابياً فى توعية و تثقيف المواطن أم تضليله و تجهيله ، و هل السبب فى ذلك السلطه أم رؤوس الأموال؟
دعني أتحدث عن الإعلام المصري فرغم إنني أتابع الإعلام العربي بقدر ما أستطيع لكن متابعتي ليست من العمق والمواظبة بما يكفي للحديث عن دوره، وأرى بمنتهى الصراحة إن الإعلام المصري يلعب دورًا شديد الأهمية في تزييف وعي المواطن بوجه عام، ولك أن تتابع العناوين والتحقيقات في الصحف الكبرى التي لا تتحرى صدقًا ولا تهتم بنقل الحقائق ولا بدقة المعلومات، لتدرك سريعًا إنها تحاول خدمة أهداف محددة ليس من بينها توعية أو تثقيف المواطن، إنما دعم السلطة الحاكمة وتبرير أخطاءها ورسم صورة براقة لسياساتها بغض النظر عن ما تخلفه من أثر على المواطنين، ولك أن تراجع بعض عناوين صحيفة شبه رسمية كبرى دأبت على وصف من يتم قتلهم في عمليات أمنية بكونهم "كفار" ، وصف لا يتمتع بأي قدر من الحياد ولا المصداقية ولا يعتمد على معلومة واضحة، ربما يكون مثيرًا للضحك لكنه استفزني في الفترة الماضية حتى كتبت عنه مقالة كاملة بعنوان "الكفار" في جريدة الشروق.
لا شك إن السلطة المستبدة، والضغوط التي تمارسها تمثل سببًا من أسباب انحدار مستوى الإعلام، كذلك تمثل رؤوس الأموال التي يعقد أصحابها تحالفات متنوعة مع السلطة سببًا آخر، فهم في سبيل حماية أعمالهم ومشروعاتهم يقدمون نوعية الإعلام التي يرضى عنها النظام لا تلك التي نطلع إليها، أضف إلى هذا وذاك التدهور الأخلاقي على المستويات جميعها، فنحن مجتمع لا يرى ضيرًا في الكذب والنفاق ومخالفة الضمير، وهي قيم سلبية دأبنا على ابتكار مسميات أخرى لها، مثل الفهلوة والشطارة وتفتيح الدماغ، كي نسهل على أنفسنا تقبلها والتعامل من خلالها، ضع خطوطًا كثيرة حول التعليم في المدارس وحول القيم التي تنغرس في الصغر داخل نفوس أطفالنا لتصل ببساطة إلى سبب آخر من أسباب الانحطاط الذي نعانيه.
هل المثقف العربى عنصر فعال و مؤثر أم مؤدلج و متعالى و ألعوبه فى يد من يملك المال أو السلطه ؟
هذا سؤال يحتاج إلى مساحة واسعة ومنفردة للإجابة عنه، ودعني أطرح سؤالا آخر، هو : هل يطلب المجتمع من المثقف أن يكون مستقلا ومنزها ومدافعا عن قيم الحرية والحق والعدل؟ أي؛ هل هذا هو دور المثقف؟ وهل يخلو العالم من مثقفين أيدوا النازية وآخرين دعموا حروبا شنتها بلدانهم، وفريق ثالث كان من المدافعين عن القمع والاستبداد؟ الحقيقة إن كلاهما موجود هناك المثقف الذي يعادي السلطة المستبدة ويدافع عن المستضعفين ، وهناك من يفعل العكس، والحقيقة إنني صدمت في مواقف عديد المثقفين المصريين الذي أيدوا استعادة الحكم العسكري رغم إن التاريخ يثبت مساوءه وسلبياته، ورغم إن من بينهم مبدعين لا ينكر أحد قدرهم إلا إنهم لم ينبروا حتى اللحظة للدفاع عن قيمة الحرية وعن المبادئ الإنسانية العامة، وكان منهم من تمادى فحث السلطة على مزيد من القمع وإزهاق الأرواح ومن برر فعلها. هناك من يرى إن ثمة تأثير قوي تركته الحقبة الناصرية على بعض هؤلاء، وهناك من يرى إن ردة فعلهم ما هي إلى انعكاس مؤسف لذعر شديد انتابهم مِن الحكم الديني، وكنت على أية حال أتمنى أن يقف هؤلاء موقفًا أكثر عدلا واتزانًا حتى لا ينجرف وراءهم البعض وحتى لا يستشهد بمواقفهم بعض من لا يفعلون سوى تبرير جرائم مشينة ترتكبها الأنظمة القمعية، وكذلك حتى لا يوصموا بكونهم تابعين للسلطة فيفقدون مصداقيتهم. المثقف العربي يوجه عام فعال ومؤثر وربما قدم بعض المثقفين والمفكرين العرب الذين غادروا أوطانهم إلى بلدان أخرى إسهامات فكرية رفيعة، لكن تأثيرهم يظل محدودًا داخل أوطانهم بشكل من الأشكال، وأظن إن اللحظة الراهنة التي تشهد تحولات جذرية في مستويات عديدة، سوف تعيد التصنيف والغربلة وسوف تتولد منها حركات ثقافية ذات طابع مناوئ لما هو قائم على الأرض، وربما جعلت للمفكر والمثقف العربي دورًا فاعلا في المستقبل.



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئله فى الأدب و السياسه ج 2
- أسئله فى الأدب و السياسه ج 1
- حوارات مع مفكرين و أدباء ج 3
- حوارات مع مفكرين و أدباء ج 2
- حوارات مع مفكرين و أدباء ج 1
- أقتباسات هامه عن الجنس ج 1
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 15
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 14
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 13
- السينما و الجنس ج 1
- سامح سليمان يحاور القاص المصرى المبدع صفوت فوزى ج 2
- سامح سليمان يحاور القاص المصرى المبدع صفوت فوزى ج 1
- خواطر عن الدين و الألحاد و عوائق النهضه ج 2
- خواطر عن الدين و الألحاد و عوائق النهضه ج 1
- أقتباسات هامه جداً عن الطفوله و الأطفال ج 1
- أقتباسات هامه و متنوعه ج 6
- مجتمعاتنا بين الثقافه و الخرافه ج 1
- أقتباسات هامه عن المجتمع ج 1
- خواطر عن الصراع بين المرأه و المجتمع ج 2
- من أقوال الفلاسفه ج 1


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - حوار مع الأديبه و المفكره بسمه عبد العزيز ج 2