حوار مع الأديبه و المفكره بسمه عبد العزيز ج 1

سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 19:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مرحباً بك أستاذه بسمه عبد العزيز ، نرجوا منك أن تحدثينا عن شخصك الكريم .
أنا بسمه عبد العزيز ولدت في القاهرة بحي مصر الجديدة ونشأت في بيت جدتي لأمي، وكانت امرأة فنانة تعشق القراءة وتعرف الإيطالية والفرنسية إلى جانب العربية بالطبع، كما كانت تعزف الموسيقى وتستمتع بالفنون التشكيلية، ومنها ورثت أمي حب اللغات، وتعرفت أنا من جدتي على الألوان وحفظتها وأنا لم أذهب بعد إلى المدرسة، حتى صرت بعد ذلك أمارس الرسم والنحت وأشارك في المعارض الجماعية وأقيم معارضًا خاصة بأعمالي، وأظن إنني ورثت منها أيضًا الشغف بالموسيقى الكلاسيكية فدرستها وانشغلت فيما بعد بالتأليف وقد استمع المايسترو مصطفى ناجي إلى بعض أعمالي الموسيقية منذ سنوات فدعاني للدراسة بالأوبرا، وبالفعل انتظمت هناك لفترة لكن دخولي كلية الطب حال بيني وبين استكمال ما بدأت. ربما ورثت عن جدتي كذلك الولع بالقراءة، وكانت مكتبة خالي الأصغر الكائنة في بيتها معينًا لا ينضب، أذكر إنني كثيرًا ما انتظرت أن يغادر غرفته حتى أنقب فيها وأستولى على ما يلفت انتباهي من الكتب التي تحتويها، ثم أعيده بعد الانتهاء لأقتنص كتبًا أخرى.
أحببت اللغة العربية منذ أن كنت في المدرسة، ومثل الجميع رحت أكتب الخواطر وما أسميته حينها "أشعارًا"، وخلال دراستي في كلية الطب أرسلت بقصة قصيرة أولى إلى مسابقة قرأت عنها، ثم فازت القصة وتسلمت جائزة من جمعية الكاتبات، وانفتحت شهيتي حينها على كتابة القصة القصيرة فانتهيت من أول مجموعة وأعطيتها للناشر الجميل محمد هاشم، وقد رد علي سريعا بإن المجموعة جيدة وإنه سينشرها، ولم تلبث هذه المجموعة وعنوانها "عشان ربنا يسهل" أن فازت بعد النشر بجائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري فرع الشباب، كانت جدتي قد توفيت حينها وقد تصدر المجموعة إهداء كتبته لها خصيصًا.
صدرت لي بعد ذلك مجموعة أخرى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وهي مجموعة "الولد الذي اختفى" بعد فوزها بجائزة الهيئة، ثم كتبت رواية الطابور التي صدرت عام 2013 عن دار التنوير والتي حظت بإشادة بعض كبار النقاد والكتاب ومنهم -مع حفظ الألقاب- عبد المنعم تليمة وعلاء الديب الذي يذكرني أسبوعيًا بإنني وعدته برواية جديدة، ومنى طلبة والروائي القدير الذي أحببت كثيرا أعماله صنع الله ابراهيم، كما حظت أيضًا ببعض النقد بطبيعة الحال.
رغم تخصصي في مجال الطب النفسي والأعصاب، لكني كنت أميل دائمًا نحو العلوم الإنسانية، وقد قررت أن أتحول عن الطب إلى دراسة علم الاجتماع وحصلت على دبلوما، ثم سافرت إلى فرنسا بعد راسلت إحدى جامعات الجنوب (بواتييه) لاستكمال الدراسات العليا في علم الاجتماع، ومازلت في مرحلة الدراسة
قد نشرت لي دار ميريت فصلا من دراسة تحت عنوان "ما وراء التعذيب"، وتقدمت منذ سنوات قليلة بمشروع بحثي إلى جمعيه أصدقاء أحمد بهاء الدين، حول العلاقة بين المواطن والشرطة، وقد فاز هذا البحث بعد اكتماله ورغم المعوقات الكثيرة بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب، لكن الجمعية رفضت نشره لأسباب تتعلق بخلافات سياسية، وقد نشرته دار صفصافة في كتاب تحت عنوان "إغراء السلطة المطلقة" في مطلع عام 2011 وخرج من المطبعة بعد يومين تقريبًا من بدء الحراك الثوري متنبئًا بقيام ثورة وهو أمر بدا مبهرًا لي أنا شخصيًا، وقد صدرت منه حتى الآن أربعة طبعات، منها طبعة عن مكتبة الأسرة وهي الطبعة الثالثة. أخيرًا صدر لي كتاب "ذاكرة القهر" عن دار التنوير، وهو دراسة تجمع بين علم النفس السياسي والطب النفسي، ويدور حول منظومة التعذيب وأبعادها النفسية لدى كل من الضحية والجلاد على حد سواء، كما إنه يتعرض إلى الآثار التي يتركها التعذيب ووسائل التكيف والمقاومة، كما يخصص فصلا كاملا لتحليل خطاب النظام وأداوته التي يستخدمها لتبرير التعذيب ووصم الآخرين، ويفرد مساحة واسعة لتسليط الضوء على الجلاد وكيف ينظر إلى ذاته وما الوسائل التي يتبعها كي لا يشعر بالذنب، كما يفند الصورة النمطية التي يملكها الناس في أذهانهم للجلاد أو القائم بالتعذيب ويطرح عددًا من الدراسات التي أجريت على كيفية تحويل الأشخاص العاديين إلى جلادين، ويعد الكتاب معالجة مستفيضة وموسعة ومحدثة للرسالة التي نلت بها درجة الماجيستير في الطب النفسي، وقد راعيت أن أوضح النظريات والأطروحات العلمية وأن أستشهد بحالات ناظرتها بنفسي، ويقف المدى الزمني لها عند نهاية حكم جماعة الإخوان تقريبًا.
لا أريد الحديث عن الإصدار القادم الآن حيث واجهت خلال إعداده مشاكل لا تعد ولا تحصى، وأرجو أن تسمح لي بالاحتفاظ بالأمر طي الكتمان حتى تنتهي الأزمات المتعلقة به، وأعدك أن أخبرك عنه فور التأكد من قرب صدوره.

#سامح_سليمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل