صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 00:35
المحور:
الادب والفن
هل نحن نجيد التحادث مع الأموات ؟
ولم الغرابة ؟...فكثير منا يحادث الأموات ...وكثير من الأسألة لا يجيب عنها سواهم ، والتحادث معهم يبعث شئ من الأمان !...لأنهم الوحيدين الذين لا يخيفون أحدا ...ولا يؤذون أحد !...ولا يكذبون أو ينافقون وليس بمقدورهم ان يرتكبوا جرما !,,,ولا يأكلون أموال الأخرين وهم في صمتهم الأبدي يشيعون الهدوء والسكينة التي أفتقدتها البشرية في وقتنا الحاضرنتيجة للزعيق والصراخ والتشكي والتشفي عبر ووسائل الأعلام المختلفة ومن دون جدوى أو فائدة تعود على بعضهم ... والتحادث مع الموتى يحتاج الى لغة مفهومة يفهمها الجميع ، من دون الحاجة الى قواميس ومترجمين ، لغة رصينة ومنمقة وتمتاز بالجزالة والفصاحة ...فهم لا يفهمون سواها !...أرأيتي سيدتي ؟..كم هي عسيرة منادمة الموتى والأسترسال معهم وأنتقاء شكل من أشكال التخاطب بما ينسجم مع لغتنا الفصيحة لألا يعيبون علينا الذين رحلوا وينعتونا بتخريب لغة الضاد العريقة ! !...وخصوصا أذا كانت المواضيع المختارة تتعلق في بناء الدولة والمجتمع السعيد ، وحركة التأريخ وقوانين التطور ..وقانون نفي النفي ووحدة وصراع الأضداد ...فربما سوف لن نتمكن من مجاراتهم والقدرة على تضمين محادثتنا بشئ نافع لحياتنا نحن الأحياء ، لأنهم في غنى عن تفلسفنا وتكلفنا وتعثرنا في الصياغة والكياسة !...في الصياغة والتخاطب والحديث ...لندعهم في رقادهم الأبدي ..ونقول لهم الذكر الطيب أليكم ولنا جميل العزاء بهؤلاء الجالسين والمتربعين على صدورنا ويكتمون أنفاسنا ، وما أصابنا منهم من فقر وفاقة ومرض وجهل ودمار ...وتحول البشر على ترابنا الى أموات مع أيقاف التنفيذ .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
24/6/2015 م م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟