|
السؤال المطروح ...هل أمكانية التغيير ..؟
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 22:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السؤال المطروح ..هل أمكانية التغيير في ظل هذه التركيبة السياسية ، وهيمنة قوى الأسلام السياسي ...ممكنة ؟ الجواب نعم !..ولا ؟... لا يمكن التغيير في ظل وجوم وسلبية الأغلبية الصامتة ، لأنها هي صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير ، ومن دونها يستحيل التقدم حتى ولو خطوة واحدة نحو تحقيق تطلعاتها !.. وتحرص كل القوى التي تعمل على الأبقاء على وضع البلد وخرابه وتخلفه على ما هو عليه نتيجة تطابق مصالحهم مع بقاء هذا الخراب والدمار ؟...ومن أمضى الأسلحة التي تستخدمها هذه القوى الرجعية والسلفية والظلامية ، والقوى الأرهابية بكل أشكالها ومسمياتها ، هو سلاح تجهيل قوى التغيير ، وتغييب الوعي الجميعي، من خلال تسويق ثقافته المبنية على الجهل والامية والفقر ، وتغليب الغيبيات على منطق التفكر والتفكير والثقافة والمعرفة ، وأقناع هذا الجمع من قبل هذه القوى الظلامية ، بأنهم هم من يأخذ على عاتقه مسؤولية تحديد مسار ومستقبل وسعادة هذه الشرائح بأعتبارهم وكلاء وأوصياء من قبل الله ، وجعلهم مقودين وتابعين كرعاع لهذه القوى الباغية ، وقد تصدقهم هذه الشرائح الدنيا من المجتمع !...وأغلبهم من الطبقات المعدمة والفقيرة.. وتغلب عليهم الأمية والجهل والفقر ، فتكون عملية أستغفالهم وتظليلهم وأقناعهم بأن هذه القوى الممسكة بالسلطة الدينية والدنيوة وبيدها القرار !..هي المخلص الحقيقي لما هو خيرهم ونجاتهم في الدنيا وما بعد الموت في الاخرة ، فتستمر هذه القوى الظالمة مهيمنة ومسيطرة وقائدة لهذه الجيوش المنكوبة بالبطالة والجهل وغياب الخدمات وبالفقر المتقع ، والبؤس والخوف من المجهول ومن عقاب الأخرة !..الذين يخوفونهم بالعذاب الشديد في حال مخالفتهم لأوامرهم ، وقد تصدق هذه الشرائح أحابل هؤلاء وأكاذيبهم ودجلهم . ان هذه الشرائح والطبقات لا يمكنها الخروج من هوتها السحيقة !..الا من خلال القوى التي بيدها مفتاح الحل والتي تسير بخطى ثابتة نحو تغيير قناعة هؤلاء . لذلك لم يتمكنوا من الامساك بالسلطة ابدا ، ما دام هناك أخيار القوم ومناضلوهم ومفكروهم من العلماء والمثقفين والادباء والقادة النقابيين والمهنيين ومن الأحزاب التقدمية والديمقراطية ، ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بحقوق المرأة والشبية والطلبة وحقوق الأنسان والطفولة وغيريهم ، هؤلاء تقع عليهم مسؤولية جسيمة في أخذ زمام المبادرة وبذل كل الجهود وتظافرها بعمل جمعي مشترك وكل حسب موقعه وقدراته وثقافته وتأثيره الأجتماعي وفي المجالات الأخرى ، مصرين على مقارعة هذه القوى الغاشمة والمعوقة لتحقيق هدف الدولة العادلة والديمقراطية ، وحينها تبدء تتلاشى سطوة وهيمنة هذه القوى ...كلما تمكنا من ان نخطوا خطوة نحو الديمقراطية وتعميق المواطنة كمنظومة قيمية ودستوريية .والديمقراطية ومقوماتها هي الوحيدة القادر على الحد من أنتهاكاتهم ومحاولاتهم في تغييب النهج والثقافة الديمقراطيين . لأن الديمقراطية تعني الدستور والقانون ...تعني العدل والمساوات ...تعني النظر الى الناس على أنهم ينتمون الى وطن واحد ، ويعاملون وفق قانون واحد ولهم حقوق واحدة وعليهم واجبات واحدة وكل حسب قدراته ومؤهلاته وثقافته، والقانون فوق الجميع ويحكم الجميع ..ويحتكم أليه الجميع ، ولا شئ أخر سواه أبدا . فكلما شحذنا همم الناس بالأنتصار للدولة المدنية الديمقراطية العادلة ، كلما شكلنا ثقلا جماهيريا وثقافيا فيكون تأثيره ناجعا في المشهد السياسي وفي المجالات الأخرى ، وهنا لابد الأشارة الى أن العمل من أجل أخراج الناس من سلبيتهم وعن صمتهم... او الأصوات الخافتة والمترددة ودفعهم للمشاركة المطلبية ... للتأثير في المشهد السياسي وأخراجهم من اللامبالات ، ودفعهم للدفاع عن حقوقهم في الحياة الكريمة والرخية والسعيدة والدفاع عن حريتهم وعن مستقبل عوائلهم ...فيعني اننا نجحنا في فرض ارادتنا في وضع اقدامنا على المسار الديمقراطي ونبدء بالخطوة الأولى في الممارسة الديمقراطية ، وبالتالي تكون عملية أنتزاع الحقوق من مغتصبيها تسير في الأتجاه الصحيح ...وهذا يتوقف على العمل الجماعي وتخطي كل العقبات التي تحول دون تعميق العمل الجمعي من خلال الوسطية في المشتركات وترك كل ما يحول دون عملنا المشترك الذي هو اساس نجاحنا ، لأن كل الأنشطة الأجتماعية ..وحركة المجتمع وبنائه وتطوره ، هو عمل جماعي ، بمعنى أن كل أنواع الأنتاج وبكل أشكاله السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية والفكرية والأخلاقية وحتى الدينية ، فهذه جميعها أنشطة وممارسات وأعمال جماعية ، ولا يمكن تحقيق أي نشاط من دون أخذ هذا بنظر الأعتبار . أذا المسألة تتعلق بالناس أنفسهم ومكامن تحريك هذه الأنشطة تتوقف على مشاركة السواد الأعظم والذين لهم المصلحة الحقيقية هي في ديناميكية وتعجيل حركة المجتمع ، كي ينتقل من مراحل متدنية الى مراحل أرقى ...فتعود بالفائدة على شرائح مختلفة ..ويحدث تغيير جوهري في وعيهم نتيجة لأنحياوهم نحو مصالحهم التي هي جوهر هذا الوعي الناهض . صادق محمد عبد الكريم الدبش . 20/6/ 2015 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناجات للضمير الأنساني .
-
خاطرة لفاتنة تسكن في مكمن ألهة الشمس ...بعثتها لمخدعها في ال
...
-
الأتحاد العام للأدباء والكتاب يتعرض للهجوم ؟
-
الأم كائن ملائكي عظيم
-
متى تصوم أرض الرافدين فترتوي من دماء شعبنا ؟
-
مقال وأستذكار لكاتبه الراحل / أكرم قدوري الحاج أبراهيم .
-
النازحون ..علامة سوداء في جبين المجتمع الدولي ونظامنا السياس
...
-
الحق بالحياة لكل الكائنات ...وأولها الأنسان .
-
اليك رفيقي ...عبد الواحد كرم ...أبو حسام
-
الخامس من حزيران ...يوم حزين
-
طلبت وصفا لها ؟
-
كلمات مهدات الى الحزب من خلال قصيدة المبدع الأديب ..خلدون جا
...
-
ليس ردا على من يدعي ؟
-
أطلت علينا بفضاء سرها المكنون !
-
لماذا نينوى !..وتدمر !..وأمتداداتهم الأنبار ؟ الجزء الثالث و
...
-
لماذا نينوى ...! ..وتدمر ..!..وأمتداداتهم ...الأنبار ؟ .
-
لماذا نينوى !...زتدمر ...! وأمتداداتهم ...الأنبار ؟...تقع بي
...
-
مقدمة في علم المقامات .
-
كيف نبعده عن مسيرتنا ؟ ..من يحكمنا بأسم الله !
-
المشهد العراقي الى اين ؟
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|